Wednesday 14th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 1 ربيع الثاني


تلعب العلاقات الشخصية في مسار الجوائز
حصاد الأمجاد,, بعيداً عن البصمة الخليجية

كم هي مأساة تلك المهرجانات الخاصة بالتلفزيونات العربية والخليجية,,,!؟,,فلا نعرف الى اي قواعد تستند والى اي ضوابط تعتمد,,,!؟.
اذكر في لقاء تلفزيوني كنت اقوم بإعداده وتقديمه,, انني التقيت بالزميل الاستاذ محمد السنعوسي -وهو احد الرواد واحد شاهدي العصر على تلك المهرجانات- وكان يعمل وكيلاً لوزارة الاعلام المساعد لشؤون التلفزيون بدولة الكويت الشقيقة في الثمانينيات وكان الحديث يدور عن مدى الاستفادة الفعلية والحقيقية من تلك المهرجانات، وعن مايدور خلف الكواليس وخلف الاروقة الخاصة باللجان المحضرة لتلك الجوائز والمراكز,, حيث قال :ان تلك التجمعات لاتعني بالضرورة ابراز الاعمال التلفزيونية الجيدة بقدر ما تحقق مصالح مشتركة بين طرفين,, اضافة للبرامج الفائزة والجوائز التي تعد مسبقاً من قبل مسؤولي المهرجان,, ومن ثم تفرض على اللجان كنتيجة حتمية ونهائية لتقوم اللجان باعلانها ليس اكثر,, وهذه العمليات تخضع لمقاييس معينة بعيدة كل البعد عن الجودة، ناهيك عن ان العلاقات الشخصية تلعب الدور الكبير في الوصول لتلك النتائج كما ان العلاقات الخاصة جداً هي الاصل في اقتناص الجوائز والمراكز، ويدلل علىذلك بامثلة كثيرة سواء كان ذلك في مهرجانات القاهرة التلفزيونية او في مهرجانات المغرب وغيرها .
وكنت اعتقد جازماً ان زميلنا الاستاذ السنعوسي- والذي دائماً تتسم احاديثه بالاثارة والصراحة غير المقبولة عند الكثيرين- يبالغ في طرحه هذا حتى جاء مهرجان تلفزيون الخليج والذي انعقد مؤخراً بدولة البحرين الشقيقة والذي اعلن وللاسف فوز العديد من الاعمال التلفزيونية غير الخليجية في احدى ادواتها، واقصد هنا الاخراج وهو في الواقع الأداة الرئيسية والهامة لاي عمل درامي تلفزيوني,, كما ان اللجنة الرئيسية للمهرجان تضم عنصراً رئيسياً ليس له علاقة بالمحلية والاقليمية الخليجية وبعيداً كل البعد عن البصمة الخليجية البحتة والتي لها وضعها الخاص جداً فلايعرف عنها سوى ابنائها والملاصقين لها وذلك لما لها من تفصيل وهوية صعبة بل قاسية جدا على الآخرين.
ثانياً: الجوائز بالجملة وكما اعلنت ذلك احدى الصحف الخليجية حيث تم توزيعها جزافاً ولم يصدر تحليل وتوضيح وافٍ ودقيق عن المعطيات الرئيسية لاهم السمات الرئيسية والمقنعة للاعمال الفائزة.
ونحن وكما يعرف الجميع على مشارف القرن الواحد والعشرين واعتقد اننا تجاوزنا عهد التخبط الىحد كبير خاصة في قضايانا الفنية والابداعية الخلاقة.
ثالثاً: بالرغم مماتملكه المملكة العربية السعودية من امكانيات بشرية وابداعية ومادية ربما يساوي الآخرين او ربما يزيد عليهم للاسف لم تفز المملكة سوي بجائزة ذهبية واحدة وجائزة اخرى متواضعة لاحد المخرجين السعوديين!.
بينما تلك الامكانيات التي ذكرتها من المفترض ان تجعل المملكة سباقة للفوز بالجوائز والمراكز المتقدمة, فلدينا ونحن على ثقة بذلك العديد من المسلسلات والبرامج والمسابقات والافلام التسجيلية والوثائقية والتي اجمع العديد من النقاد سواء من الداخل او من الخارج على جماهيرتها وبما تملكه من ادوات فنية عالية قياساً بما تعرضه الفضائيات الاخرى, فمثلاً اين مسلسل طاش ماطاش ,,؟ وهو علامة بارزة في سماء الدراما الخليجية وقد اشاد بهذا العمل العديد من الشخصيات الفنية ابرزهم الفنان القدير حسين عبدالرضا والفنانة الكبيرة سعاد العبدالله وحياة الفهد واجمع عليه بقية فناني الخليج,, كذلك اشاد بهذا العمل الفنانون العرب امثال: عبدالمجيد مجذوب واحمد الزين وغيرهم كثيرون,, وفي الواقع ان هذا العمل وبما يملكه من مقومات اصبح يجد اقبالاً جماهيرياً منقطع النظير في دول مجلس التعاون قاطبة والبعض من الدول العربية,, فأين هذا المسلسل من مهرجان البحرين؟!.
كذلك اين الافلام الوثائقية الخاصة بالمئوية (بناء وتوحيد) والتي اشاد بها العديد من المتخصصين والنقاد بانها اجمل الافلام التسجيلية التي تم انتاجها خلال هذا القرن؟!,, واين برامج المسابقات وبرامج الاطفال وغيرها,,؟.
والسؤال المطروح لتلفزيوننا العزيز,, أين انتم من تلك الجوائز والمراكز؟,, ام اننا سنظل دائماً نرضى بالقليل جداً,, وغيرنا يحصد الامجاد؟,, سؤال يحتاج إلى اجابة سريعة جداً؟.
سامي عبدالعزيز العثمان

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved