عندما تتجول في شوارع مدينة الرياض راكبا متأملا لا سائقا متوترا تلاحظ ان معظم قواعد المرور ان لم تكن كلها - المعروفة وغير المعروفة - قد كسرت وحطمت وجهلت تماما! فتجد سائقا يعكس السير وآخر يتمتع بالسرعة في المسار الأيمن وآخر يشد المقود ويمسكه بكلتا يديه بقوة شديدة وكأنه سيطير منه ويبحلق بعينيه في الطريق ولا يرى احدا ويمشي في اقصى اليسار بادنى سرعة، واما الذي نخالف العالم فيه تماما هو افضلية الدوران للقادم من اليسار فعندما يقودك القدر الى احد الدوارات الموجودة في مدينة الرياض تجد من بداخل الدوار يقف مغلوبا على أمره حتى يتفضل ويتكرم من هو بخارج الدوار بالعبور وهذا ما نلاحظه جميعا حتى اصبح الامر متداولا وشائعا وكل غريب شاع وتداول اصبح قانوناً وعُرفاً لدرجة انك عندما تسأل أي مبتدىء في القيادة عندنا عمن هو الاحق بالدوران لاجابك بانه من كان خارج الدوار!! فمن سيرد وعلى هذا السائق المثالي؟!
وتفاجأ باللوحات الموجودة على جنبات الطريق بانها تحمل عبارة الافضلية لمن هم داخل الدوار وما يمارس ويشاهد هو العكس تماما فاما ان نغير هذه اللوحات وبالتالي قانون السير الدولي او نغير افكار الناس واتجاهاتهم وهذا هو الاصعب في نظري!!
ولكن من المسؤول عن تدني التوعية بانظمة وقوانين المرور عندنا؟! اترك الاجابة للمسؤولين في ادارات المرور: واود ان يعيدوا النظر في برامجهم الاعلامية التوعوية فالملاحظ عليها انها لم تستطع توصيل الرسالة بالشكل المأمول والسبب يعود في طريقة عرض الرسالة وفي الوسيلة المستخدمة وفي اختيار الشخصيات والنصوص المقدمة.
واخيرا,, كم اتمنى ان يأتي ذلك اليوم الذي اتجول فيه بمدينة الرياض سائقا وليس راكبا متمتعا بجمال المدينة وسحرها وليس بمخالفة قوانين السير وكم اتمنى كذلك ان اجد رجال الامن القدوة في كل شيء.
وعموما قد تتلذذون هذه الايام بسماع كلمة (افضلية) كثيرا ولكن حتما ستكون اقل حدة من أفضلية السير!!
أحمد بن محمد الأحمري