* سقسقة:
من يمدح بقيود هو من يعرف كيف يمدح حقيقة .
- حكمة فرنسية -
* * *
من السهل تغيير اشياء كثيرة ويبقى تفكير الانسان اصعب ما يمكن تغييره خاصة بعض القيم الحياتية التي انصهرت في حياتنا فما عدنا نشعر بتأثيرها سواء كان سلبياً أو إيجابياً.
فيما يتعلق بتأثير الكاتب ومصداقية ما يكتب يواجهنا سؤال مثير ما الذي يحدد مصداقية الكاتب؟!.
وهل يضع القراء معايير محددة ام يتوقف ذلك على اهوائهم ومزاجهم؟.
من الصعب حقيقة على الكاتب ان يؤسس قاعدة قرائية لمكانته الكتابية ولكن ذلك بالتأكيد ليس مستحيلاً.
ترى ما الذي يقدمه الكاتب عربوناً لثقة القارىء؟!.
هل يجنّد قلمه ليمتدح هذا وذاك ويجامل في كثير مما يكتب ويحاول ان يلبس الحقيقة ثياباً ثقيلة حتى يخفيها او يزينها!! هل يستل سيف قلمه فيجرح به ولا يداوي ويقدم دائماً التذمر والتبرم من أخطاء او عيوب المجتمع فهو دائماً يعزف على وتر يميل اليه البعض وهو النقد الجارح!!.
كلا الخيارين متطرفان ولكنني اردت ان المح الى حيرة الكاتب خاصة في اولى مراحل حياته الكتابية وايضاً رأي الناس تجاه الكتابات باختلاف الكتّاب.
البعض يعتقد ان مصداقية الكاتب تأتي من نقده المتواصل.
ولذلك نسمع دائماً عبارة (هذا الكاتب صادق عمره ما مدح احداً).
وكأن المريح او الثناء الذي يقدمه الكاتب لما يراه حسناً في المجتمع يصبح وصمة عار تتلبس قلمه.
والأقسى من ذلك ان طبيعة الانسان العربي عدم قدرته على تفهم الأمور من جميع زواياها.
فالشخص الذي يثني على كاتب ما لانه لا يمدح او يثني على شيء بل هو دائم النقد تجده يصب جام غضبه اذا ما مس ذلك النقد شخصه او ادارته.
وهو يصفق للكاتب لانه لا يمتدح احداً مطلقاً لكنه يتوق ان يمدحه ذلك الكاتب لذلك يجدر بالكاتب ان يفطن الى ازدواجية التفكير لدى بعض القراء.
وتبقى مصداقية الكاتب رهينة ضميره الذي يدفعه او يثنيه في المضي صوب هدفه وتبقى قضيته ان يثني الكاتب او ينتقد مسألة يحددها ضمير الكاتب وعقله وقدرته على موازنة الأمور ومعرفة ان المديح والثناء او النقد كليهما سلاحان خطيران لتحقيق هدف النماء فاي السيفين امضى يجدر بالكاتب ان يستعمله ليصل الى الهدف الذي من أجله كانت البداية او الفكرة.