Saturday 3rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 19 ربيع الاول


بعد انتهاء باراك من تشكيل الحكومة الإسرائيلية
قطارالسلام يستعد للانطلاق
الفلسطينيون يحتفلون بعودة عرفات,, ويطلبون القرب من دمشق

حملت نهاية الاسبوع الماضي انباء ومناسبات طيبة قد تنعكس ايجابيا على عملية السلام في الشرق الاوسط التي تجمدت طوال فترة حكم بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية الذي سيترك منصبه في منتصف الاسبوع الحالي لايهودا باراك رئيس الوزراء المنتخب الذي تمكن في نهاية الاسبوع الماضي من التوصل الى اتفاقيات مع احزاب الطيف السياسي الاسرائيلي مما مكنه من تشكيل حكومة تحظى بتأييد خمسة وسبعين نائبا وتزامن ذلك مع الذكرى الخامسة لعودة الرئيس ياسر عرفات للوطن الفلسطيني في الوقت الذي اختتم فيه الرئيس المصري حسني مبارك زيارة الى الولايات المتحدة بحث من خلالها مع الرئيس الامريكي بيل كلنتون دفع عملية السلام في الشرق الاوسط.
تشكيل الحكومة الاسرائيلية
مسلسل العودة الى مسيرة السلام بدأ باعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك يوم الخميس انتهاءه من تشكيل الائتلاف الحكومي.
تفاؤل فلسطيني
وصرح الطيب عبدالرحيم سكرتير عام مجلس الوزراء الفلسطيني للصحفيين في غزة بان الفلسطينيين متفائلون بأن عملية السلام ستتحرك الى الامام, وقال اننا نتطلع الى عهد جديد.
غير ان المحللين في اسرائيل متشككون ازاء ما إذا كان ائتلاف باراك الحكومي الموسع جدا والمختلف كثيرا في تمثيله، سيسمح ببدء هذا العهد الجديد.
ويتراوح اعضاء الائتلاف المحتملين في عقائدهم ما بين المتشددين الغلاة، والعلمانيين المتصلبين، وما بين المؤيدين بحماس لاقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والمدافعين بشدة عن سياسة الاستيطان الاسرائيلية في الاراضي المحتلة.
وبالنسبة لباراك فقد كان واضحا في موقفه منذ ان بدأت نتائج الانتخابات التي اجريت مؤخرا تؤكد فوزه حيث قال لانصاره الذين كانوا يحتفلون بفوزه في تل ابيب، بأنه سيسير على خطى رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين الذي قاد عملية السلام مع الفلسطينيين, غير ان هناك حزبا واحدا على الاقل في ائتلاف باراك قد يجد ان رابين قد تمادى في مساره الى طريق لا يمكن لهذا الحزب السير فيه.
وهذا الحزب هو الحزب القومي الذي يدافع عن السياسة الاستيطانية الاسرائيلية في الاراضي المحتلة والذي يعارض اتفاقات الارض مقابل الامن التي وقعتها اسرائيل مع الفلسطينيين العام الماضي في واي بلانتيشن في الولايات المتحدة.
فقد وقعت بالفعل ستة احزاب من الاحزاب الخمسة عشر الممثلة في البرلمان الكنيست على اتفاقيات الائتلاف.
ومازال هناك شريك واحد محتمل وهو حزب ميريتس الليبرالي العلماني متذبذبا في موقفه فقد وقع هذا الحزب بالاحرف الاولى يوم السبت الماضي على اتفاق الائتلاف غير انه قال انه لن يتخذ قراره بالانضمام الى الحكومة الا يوم الاحد القادم.
واذا ما قرر حزب ميريتس الانضمام الى الائتلاف فان باراك سيكون بذلك قد حقق هدفه في تشكيل ائتلاف حكومي موسع بقدر الامكان، لكي يحظى بتأييد برلماني وشعبي واسع لتحركاته السلمية.
ومع ذلك فان السؤال المطروح انما يدور حول ما هي تلك التحركات وطبيعتها.
واضافة الى التحرك قدما على المسار الفلسطيني فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب تعهد ايضا بالتوصل الى اتفاق مع سوريا وبسحب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان.
وتبادل باراك والرئيس السوري حافظ الاسد مؤخرا الاطراء والمجاملات من خلال حديثين صحفيين منفصلين وهو ما زاد من التوقعات بأن المفاوضات مع سوريا التي قد تقود الى معاهدة سلام سوف تستأنف.
اما الفلسطينيون الذين تأرجحت علاقاتهم مع الحكومة الحالية بين عدم الثقة والعداء الصريح فقد كانوا اكثر حرصا يوم الخميس في التعبير عن تفاؤلهم.
وكان معلقون اسرائيليون قد ذكروا ان الحزب القومي قد اصبح اكثر اعتدالا بعد انفصال بعض اعضائه عنه وتشكيلهم حزبهم اليميني الخاص ولكن سواء كان معتدلا ام لا فان الحزب القومي لم يتخل عن تأييده للاستيطان ومن غير المحتمل ان يتحول عن ذلك مستقبلا.
واذا ما قرر حزب ميريتس الذي يؤيد قضية استقلال فلسطين الانضمام الى الائتلاف فانه من الممكن توقع اتخاذ هذا الحزب لنهج متعارض على طول الخط مع الحزب القومي.
وبطبيعة الحال فان ذلك قد لا يساعد على التحرك ويمكن القول ان تعاطف باراك الطبيعي يميل بدرجة اكبر الى حزب ميريتس عن الحزب القومي الديني الا ان غرائزه السياسية قد تدفعه الى التقدم بدرجة اكثر بطئا عما يود حزب ميريتس، خاصة في ضوء المتاعب التي لاقاها رابين في الحصول على التأييد لتحركاته السلمية.
ويذكر ان حكومة رابين التي ضمت حزب ميريتس كانت ذات قاعدة ضيقة وتعرضت بصورة مستمرة للهجوم من جانب المعارضين لتقديم تنازلات الى الفلسطينيين وقاد المعارضة ضد رابين الحزب القومي الديني الذي كان اعضاؤه آنذاك اكثر تشددا عنهم اليوم, والمعروف ان رابين اغتيل في عام 1995 على يد متطرف يهودي من المعارضين لعملية السلام.
وبصفة عامة فانه من غير المحتمل ان يؤدي تردد الحزب القومي ازاء عملية السلام الى عرقلة تقدمها.
فتوى يهودية بمقايضة الأرض بالسلام
وتضم الحكومة الجديدة ايضا حزب شاس المتطرف الذي سينتهج نوابه الخطوط التي وضعها مؤسسه الحاخام اوفاديا يوسف مصدر الفتوى الشهيرة بأنه من المسموح وفقا للقانون اليهودي مقايضة الارض بالسلام اذا ما كان في ذلك انقاذ للارواح.
اما حزب اسرائيل بعاليا الذي يمثل اساسا المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفيتي السابق فان لديه برنامجه الخاص الذي سيضغط داخل الحكومة من اجل تنفيذه, ويرتكز هذا البرنامج اساسا على تحسين اوضاع ناخبيه, ولن تكون عملية السلام محور الاهتمام الرئيسي لهذا الحزب بالرغم من انتهاجه خطا حذرا في الماضي.
وبصورة مشابهة فانه من المتوقع ايضا ان يسير حزب الوسط على خطى باراك ويؤيد نواب هذا الحزب الذي يضم ابنة رابين داليا رابين فيلسوف، عملية السلام، ولكن بدرجات متفاوتة من الحماس.
ويمكن لباراك كذلك الاعتماد على دعم من خارج الائتلاف الحكومي فسوف يؤيد النواب العشرة العرب الاسرائيليون بالتأكيد التحركات السلمية, وكذلك سيفعل اعضاء حزب شينوي المعادون بشدة لرجال الدين والذي رفض اعضاؤه الدخول في ائتلاف مع حزب شاس, اضافة الى ذلك يمكن لباراك ايضا الاعتماد على ممثلي حزب العمال الصغير.
وفي النهاية فان بارك بامكانه ان يتوقع، كما يقول المحللون تأييدا برلمانيا واسعا لاي تحركات سلمية قد يقرر اتخاذها.
وكان باراك قد ابلغ رئيس الكنيست الاسرائيلي باعتزامه تقديم حكومته للبرلمان خلال الاسبوع القادم، قبل ايام قليلة من انتهاء المهلة المحددة وفقا للقانون.
ويعطى قرار حزب الوسط بالانضمام الى الحكومة لباراك دعم 75 عضواً من اعضاء الكنيست البالغ عددهم 120 عضو حيث يمثل هؤلاء الاعضاء سبعة من الاحزاب الموجودة في الكنيست.
ومن المتوقع ايضا ان يقوم اعضاء الاحزاب العربية الاسرائيلية في الكنيست بدعم الحكومة من خارج الائتلاف.
تردد ميرتس
غير انه من الممكن ان ينخفض عدد المؤيدين للائتلاف بعشرة اعضاء، الى 65 عضوا، اذا قرر حزب ميرتس الليبرالي العلماني في النهاية الا ينضم الى الحكومة، على الرغم من انه وقع اتفاقا مع باراك ليلة السبت الماضي.
وقال قادة حزب ميرتس انهم يريدون مراجعة تفاصيل الاتفاقات التي وقعها باراك مع الاحزاب المتطرفة، وذلك قبل ان يلتزموا بالانضمام الى الائتلاف.
ويتوجس قادة ميرتس على وجه الخصوص من الاتفاق الذي وقعه باراك يوم الاربعاء مع حزب شاس اليميني المتطرف, وينظر معظم العلمانيين الاسرائيليين الى حزب شاس الذي وجهت اتهامات مؤخرا لرئيسه السابق اريه درعي بالحصول على رشاوى وسوء استخدام الاموال العامة على انه ملوث بالفساد.
توزيع الحقائب الوزارية
ومع الانتهاء من امور الائتلاف الحكومي يستطيع باراك الآن التحرك نحو المشكلة العسيرة المتمثلة في ارضاء الطموحات الوزارية لاعضاء كتلة اسرائيل واحدة التي يهيمن عليها حزب العمل.
وكان دافيد ليفي زعيم كتلة جيشر وهي احدى كتل اسرائيل واحدة قد ابلغ الاذاعة الاسرائيلية يوم الخميس ان باراك قد وعده بحقيبة وزارة الخارجية.
كذلك يقال ان حقيبة اخرى وهي الخاصة بالعلوم والثقافة والرياضة قد تم تخصيصها لاحد اعضاء كتلة ميماد التابعة هي الاخرى لاسرائيل واحدة, ومع اضافة ذلك الى الحقائب التي وعد بها باراك اعضاء التحالف لا يبقى هناك سوى عدد قليل نسبيا من الوزارات في مجلس الوزراء الذي يضم 18 عضواً ليتم تخصيصها لكتلة حزب العمل في اسرائيل واحدة.
وينظر الى كل الحقائب الباقية باستثناء حقيبتي المالية والعدالة على انها مناصب (صغرى) نسبيا.
وسوف يوزع باراك هذه الحقائب مساء اليوم السبت ويتردد ان بعض اعضاء حزب العمل الذين يتطلعون الى شغل مناصب وزارية قد قالوا انهم يفضلون البقاء في مقاعدهم البرلمانية على قبول حقائب وزارية صغرى.
غير ان اي من هذه التصريحات لم يتم اختبارها حتى الآن على محك الواقع.
وفي الوقت نفسه تزايد الدعم الكامل في الكنيست لابقاء شيمون بيريز رئيس الوزراء الاسبق في المنصب الذي يشغله حاليا وهو رئاسة الكنيست الاسرائيلي بالنيابة, ويحتل بيريز هذا المنصب بوصفه اكبر اعضاء الكنيست سنا الى ان يتم اختيار رئيس دائم للكنيست.
ويتردد ان بيريز قد يتولى وزارة التنمية الاقليمية الجديدة في الحكومة القادمة غير ان العديد من اعضاء الكنيست بمن فيهم المعارضة قالوا انهم يفضلون بقاءه في منصب الرئيس للكنيست، قائلين ان ذلك سوف يساعد في الارتقاء باداء الهيئة التشريعية.
غيرا ن بيريز ليس مهتما بالاستمرار في منصب رئاسة الكنيست, ويقول بيريز انه يريد الحصول على منصب وزاري يجعله يساهم في عملية السلام في الشرق الاوسط.
وحصل موردخاي على وزارة النقل وسيكون نائبا لرئيس الحكومة وعضوا في الحكومة الامنية المصغرة في حين سيشغل امنون شاحاك الرجل الثاني في حزب المركز منصب نائب وزير السياحة على ان يتولى الوزارة في حال توسيع الحكومة.
وأخيرا ستصبح داليا رابين فيلوسوف ابنة رئيس الوزراء الراحل السابق اسحق رابين نائبة لرئيس البرلمان.
وكان حزب المركز آخر الاحزاب التي انضمت الى التحالف الحكومي.
وسيبدأ باراك توزيع بعض الوزارات على حزب العمل (26 نائبا) اعتبارا من الاحد ليقدم تشكيلة حكومته الى الكنيست الاربعاء المقبل مبدئيا معتمدا على غالبية من 75 نائبا.
وبتفاؤل حذر اعربت السلطة الفلسطينية عن املها في ان تعوض الحكومة الاسرائيلية الجديدة بزعامة ايهود باراك الوقت الذي ضاع من عملية السلام، محذرة من ان بقاء الامور على ما هي عليه سيؤدي الى عودة الوضع الى حالة التوتر والانفجار مرة ثانية.
وقال امين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم في حديث للتلفزيون الفلسطيني: نحن متفائلون بحذر في هذا المجال، ونقول ان مقياس جدية اسرائيل في عملية السلام في الشرق الاوسط هو بمقدار ما تقدم على المسار الفلسطيني اولا وما تنفذه من اتفاقيات موقعة بيننا وبينهم.
وحدد عبدالرحيم المطلوب من اجل دفع مسيرة السلام المتوقعة بالتنفيذ الفوري لاتفاقية واي ريفر لانها لا تحتاج لاقرار لا من الكنيست او من الحكومة لان جزءا منها نفذ بالفعل، كذلك تشكيل لجنة لاعادة الانتشار الثالثة، والدخول في مفاوضات الحل النهائي حتى نستطيع ان ندفع بعملية السلام الى الامام، وحتى نستطيع ان نعوض ما فاتنا خلال السنوات الثلاث الماضية.
لقاء عرفات باراك
وعن احتمالات عقد لقاء بين الرئيس عرفات وايهود باراك بعد اعلانه عن حكومته الجديدة، قال ليس هناك موعد محدد لهذا اللقاء وبالتأكيد ما دمنا شركاء وما دام باراك اوصل للعديد من الجهات العربية والعالمية، ان الرئيس عرفات شريكه في عملية السلام لابد ان تكون هناك لقاءات واجتماعات من اجل تنفيذ الاتفاقيات السلمية الموقعة.
واضاف اننا مقدمون على اندفاع في عملية السلام اذا صدقت نوايا الطرف الاسرائيلي مؤكدا التزام الفلسطينيين بكل الاتفاقات الموقعة.
وذكر عبدالرحيم ان باراك يختلف عن نتنياهو حيث اجتمع اكثر من مرة مع الرئيس عرفات حينما كان وزيرا للخارجية في عهد شمعون بيرس، او في المعارضة، اضافة الى وجود اجتماعات مستمرة مع قيادات حزب العمل وقوى السلام الاسرائيلية.
وحول اجتماعات المجلس المركزي المنتظر كشف عبدالرحيم، ان القيادة الفلسطينية قررت تأجيلها الى ما بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة وقال اعتقد ان الاجتماع سيعقد خلال الشهر الجاري بعد ان يتم عقد اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مع رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني لتحديد الموعد المناسب.
واكد عبدالرحيم ان الاجتماع القادم للمجلس المركزي مهم مطالبا قوى المعارضة ان تشارك في الاجتماع ومعربا عن اعتقاده بأن هناك توجهات ايجابية لدى المعارضة التي كانت تعزف عن المشاركة في اجتماعات اللجنة التنفيذية او في اجتماعات المركزي الا انها حضرت وشاركت بفاعلية في اجتماعاتها الاخيرة.
وحول العلاقات الفلسطينية العربية اكد الطيب عبدالرحيم ان المشكلة هي في العلاقة مع اخواننا السوريين مشيرا الى مطالبة الفلسطينيين بعقد اجتماع خماسي قبل تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة الا انهم (السوريون) قالوا ان لديهم تحفظات على اوسلو ولا توجد قاعدة مشتركة بيننا وبين القيادة الفلسطينية.
واضاف عبدالرحيم لقد كان هناك تحفظات سورية على المعاهدة الاردنية الاسرائيلية، وسقطت، وكذلك على اتفاق كامب ديفيد وسقطت ايضا, مضيفا اننا في مرحلة انتقالية ولم نوقع اتفاقية نهائية حتى الآن، واننا نحتاج الى الدعم الاخوي السوري، والى التنسيق العربي الكامل من اجل الدخول في مفاوضات الحل النهائي، ورفض جميع الذرائع غيرالمقبولة.
واكد عبدالرحيم ان الفلسطينيين على استعداد لفتح صفحة جديدة مع الاخوة السوريين مضيفا ان السوريين يعلنون انهم يطالبون الاسرائيليين بالبدء من حيث تم التوصل اليه من اتفاقات، ونحن لا نعرف ما الذي تم التوصل اليه، وانهم لم يضعونا في الصورة بعكس الجانب الفلسطيني الذي كانت صفحته مفتوحة ومقروءة لكل الدول العربية طوال المفاوضات.
واننا قبل اوسلو وضعنا الكثير من الدول العربية في صورة محادثات (غزة - اريحا اولا) ثم الانسحاب من التجمعات السكانية وفي اعادة الانتشار.
وقال اننا على ابواب مفاوضات الحل النهائي، وهذا يحتم على الجميع دعم السلطة والقيادة الفلسطينية، لأن قضايا الحل النهائي لا تهم الشعب الفلسطيني لوحده، بل تهم جميع الدول العربية، لانها تشمل القدس والمياه والحدود واللاجئين.
واضاف ان البعض يقول المسار السوري قبل المسار الفلسطيني، ولذلك نحن لا ندخل في تنافسية مع احد، لأن القضية الفلسطينية هي المشكلة في منطقة الشرق الاوسط، ونحن مع دفع مسيرة السلام على المسار السوري والمسار اللبناني، ونحن مع الانسحاب من اي شبر عرب محتل.
مرور خمسة أعوام على عودة عرفات
وتأتي هذه التطورات والتصريحات متزامنة مع مناسبة احتفل بها الفلسطينيون الذين استعادوا ذكرى عودة رمز نضالهم الحديث الرئيس ياسر عرفات الذي وبعد مرور خمسة اعوام على عودته الى قطاع غزة والضفة الغربية لايزال يتمتع بمظاهر السلطة البراقة لكنه لايزال ايضا يحلم ومعه شعبه بقيام دولة فلسطينية.
احتفل عرفات (70 عاما) المناضل الذي تحول الى رجل سلام بالذكرى الخامسة لعودته الى غزة التي حلت يوم الخميس ويعقد الامل على ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب الذي يتسلم السلطة الاسبوع القادم, فقد فاز باراك في انتخابات مايو ببرنامج انتخابي يدعو الى تحريك عملية السلام ويقبل مبدأ مبادلة الارض بالسلام.
ورغم ذلك اثار باراك قلق بعض الفلسطينيين فهم يخشون ان يعطي الاولوية لتحركات السلام الاسرائيلية على المسار السوري قبل ان يجري محادثات معهم او ان يضرب شريك سلام بآخر ويتفاوض معهما بشكل متزامن.
بعد ان خاض عرفات نضالا مسلحا ضد اسرائيل طوال عدة عقود انطلاقا من قواعد في عمان وبيروت وتونس وقع خصم اسرائيل القديم في سبتمبر عام 1993 مع الدولة اليهودية اتفاقا للحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي اول يوليو عام 1994 عاد رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الى الارض التي اجبر على النزوح منها في حرب عام 1967 حين احتلت اسرائيل الضفة وغزة.
وقال مساعد عرفات احمد عبدالرحمن ان الزعيم الفلسطيني نجح خلال فترة قصيرة من الوقت في كسب تأييد العالم لمفهوم يسمح للفلسطينيين بأن يعيشوا احرارا في دولة خاصة بهم وفي نفس الوقت تمكن من بناء مجتمع مدني.
ويقول المحلل السياسي علي الجرباوي ان شكل ومضمون الدولة لم يكن واضحا بعد واحاط بمولدها مزاعم فساد الصقت بمسئولين وعدم معرفة الشعب بالممارسة الديمقراطية وآلام مخاض اخرى.
ويستطرد الجرباوي قائلا ان المقياس الحقيقي لاداء عرفات كرئيس فلسطيني هو مدى التقدم الذي حققه على طريق السلام ويضيف قائلا اذا حكمنا على اتفاقات السلام نجد انها تقل عن الحد الادنى من تطلعات الشعب.
ويقول زيد ابو عمرو وهو محلل آخر ان اغلبية الفلسطينيين ترى في عرفات زعيما تاريخيا خاض نضالا طويلا بغض النظر عن خطوات السلام المتعثرة مع اسرائيل وبغض النظر عن حالة عدم الاستقرار في الداخل.
ويستطرد ابو عمرو قائلا عرفات له مكانة في قلوب الناس تخلصه من اي لوم وبدلا من ذلك يوجه الناس اللوم الى شخصيات اخرى في السلطة الفلسطينية.
من جانبه دعا الرئيس الاميركي بيل كلينتون يوم الخميس إلى اطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط وحض رئيس الحكومة الاسرائيلية والفلسطينيين على المضي فيها.
وقال كلينتون خلال مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس المصري حسني مبارك ان الطريقة الافضل للاسرائيليين للوصول الى أمن دائم هو السلام الذي يتم التفاوض حوله على اساس الاحترام المتبادل.
وكانت الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو جمدت مسيرة السلام في الشرق الاوسط.
وأضاف الرئيس الامريكي انها ايضا الطريقة الافضل بالنسبة للفلسطينيين من اجل بناء مستقبل افضل كما انها افضل طريقة بالنسبة لجميع سكان المنطقة من اجل تحقيق تطلعاتهم.
وشدد كلينتون على القول ان دورنا لم يكن ابدا املاء شروط السلام على اي طرف,, ما حاولنا دائما ان نقوم به هو ان تستمر الاطراف في العمل معا.
ورفض كلينتون الافصاح عن الطريقة التي يراها لاطلاق عملية السلام مشيراً إلى انه يريد اولا التحدث مع رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك الذي سيأتي قريبا الى البيت الابيض.
وقال الرئيس الاميركي اننا في مرحلة انتقالية وعلى الذين يؤيدون عملية السلام في الشرق الاوسط ان يعملوا للوصول الى نهاية ايجابية.
وكان الرئيس المصري وصل السبت الماضي الى الولايات المتحدة في زيارة عمل واجرى يوم الخميس محادثات في البيت الابيض خصصت لاعادة اطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط بمناسبة تشكيل حكومة جديدة في اسرائيل.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق جــــدة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved