سعدت بقراءة التوضيح الذي كتبه اللواء محمد البراك مدير شرطة منطقة الرياض حول ما جاء في بعض الصحف المحلية ومن خلال بعض اقلام بعض الكتاب عن بعض السرقات في الرياض, فمدينة مثل مدينة الرياض كبيرة ومعقدة ومتنوعة الاجناس لابد ان تنطوي على سرقات وعلى اشاعات, ونحن ابناء الرياض الذين كبرنا مع المدينة افضل شهود على حالة الأمن فيها فنحن نعرفها منذ ان كان شارع الخزان اقصى المدينة من ناحية الشمال ودخنة اقصاها من الجنوب ونعرف بالطبع حالة الأمن فيها وكلنا يعرف ان الامن فيها لم يضعف أو يتراجع مما يعني انه واكب التطور وسار معه يداً بيد وهذا مصدر فخر لنا جميعا بأننا في هذه البلاد نعرف كيف نتصدى للتطورات والتغيرات مهما تسارعت ثم نخضعها لمعاييرنا وكما يعرف الجميع فان معاييرنا الامنية من اصعب المعايير، فمنذ ان وحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه هذه البلاد ونقلها من الفوضى الى الاستقرار استقر في روع المواطن السعودي ان الامن يجب ان يكون كاملا ولاشك ان الاخوة الكرام الذين اشاروا الى بعض السرقات لم تكن منطلقاتهم الاحساس بفقدان الامن ولكنهم انطلقوا من المعايير السعودية الرفيعة للامن, ولا اعتقد ان احدا سيلومهم على ذلك فقد تربوا على المعايير التي سنها مؤسس هذه البلاد ويريدون تأكيدها دائما فهم كما يقول المثل الشعبي (وراك تصيح وانت الفوقاني قال اخاف من الانقلابة! فنحن في هذا البلد في واحة امنية والحس الامني لدينا عال جدا فعيبنا ليس في الامن وانما في الاعلام الامني الذي لم يواكب بعد المسارين المتطورين دائما: المسار الامني والمسار الحضاري, فالرياض، كما اشار سعادة اللواء، وكما نعرف جميعا انتقلت من مئات الالوف من السكان ودخلت بشكل سريع وخاطف الى الملايين بما يتبع ذلك من تغير في المفاهيم وفي العلاقات بكافة اشكالها ومن بينها علاقة رجل الامن بالمواطن العادي ففي الماضي القريب كان التعاون بين رجل الامن وبين المواطن العادي يقوم على ابسط درجات الاتصال وتبادل المعلومات ولكن الرياض الان وكثير من مدن المملكة تجاوزت ذلك الاتصال البسيط مما سمح بفراق كبير بين معلومات المواطن ومعلومات رجل الامن وكان يمكن ان تسهم وسائل الاعلام بدور كبير في تبادل المعلومات بين المواطن وبين رجل الامن كما يحدث في كل بلاد العالم ولكن مع الاسف مازالت الاجهزة الامنية تحبس المعلومات الضرورية حول ما يجري من احداث في المدينة وليس ادل على ذلك من قائمة الاحداث التي سردها سعادة اللواء.
فما قدمه سعادة اللواءمن احداث ليست احداثا وانما هي سرد لانجاز رجل الامن المشهود له اصلا بالكفاءة ومثل هذه المعلومات (التاريخية) لا تساعد المواطن على اداء دوره الامني فالمواطن يريد ان يمارس دوره كاملا في احباط الجرائم ومساعدة رجال الامن في اداء دورهم كما هو مطلوب منه، فمع توسع الرياض وتنوع سكانها وتباعدهم وتغير الشروط الحضارية يفترض ان يتوفر لدى الشرطة جهاز اعلامي يزود الصحف باتجاهات الجريمة اولا بأول ويزودهم بمعلومات عن المجرمين الذين مازالوا خارج قبضة العدالة.
فاذا كان هناك عصابة تتسور منازل الناس فمعرفة المواطن ومتابعته لمثل هذا سوف يساعد الشرطة في عملها وفي نفس الوقت يضعف فرص نجاح المجرم او المجرمين عندما يتخذ هذا المواطن الاحتياطات الضرورية وهذا لا يعني افشاء لإجراءات الشرطة التي تتطلب السرية في بعض الاحيان فهناك كثير من المعلومات يجب ان تكون بين يدي الناس وعندما يقول سعادة اللواء (,, جريمة السرقة من الجرائم التي يشترك فيها المواطن والمقيم ورجل الامن) فلا يمكن ان يكون هناك اي تعاون اذا فقد اي طرف من الاطراف المعلومات اللازمة لاداء دوره، فالمعلومات عما يجري ضرورية لتعزيز الامن ولدحض الشائعات في نفس الوقت.
وفي النهاية احب ان اشير ان السرقة ليست قضية كبيرة تهدد المواطنين واعتقد رغم نقص معلوماتي انها مازالت في حدود المعدل الطبيعي وهذا يعود الى يقظة رجال الامن وانما القضية التي اعتقد انها تفوق المعدل واصبحت تهدد امن هذه البلاد هي جرائم المرور التي مازلنا مع الاسف نسميها مخالفات.
|