كان التشريع في حضارة الانكا يقضي بأن يتزوج الأعمى عمياء وأن يتزوج الأخرس خرساء والأعرج عرجاء وهلم جرا,, ومثل هذا الاتجاه قد تكون له مببراته التي يمكن فهمها - مع التحفظ - اذا ما اخذ بمقياس العصر الذي افرزه، وان كان للرأي الشخصي لمشرعه ولمزاجه وهواه الدور الأكبر في مثل هذا القانون العجيب، لكن عصراً نعيشه الآن,, للعلم فيه كلمته الفصل بما اسفرت عنه البحوث والتجارب والدراسات والتحاليل من نتائج لا يمكن ان يسوغ قانوناً يمس حياة الانسان وفقاً للهوى والمزاج فحسب لأن معنى ذلك حصاد مريع من الكوارث الانسانية والاقتصادية وغيرها,, صحيح ان الخرافة ما زالت تعشش في أذهان قطاع من المتعلمين والمثقفين وبالتالي تجدها ميالة بل متحمسة لادارة الظهر والعقل والسمع والبصر عن حقائق العلم والانجراف خلف الترهات والرهان عليها والتمسك بها، لكن الأصح أن العلم والمزاج او العلم والخرافة لا يتفقان بل هما متناقضان وليست الغلبة بالتأكيد الا للعلم فعلى ضوء ما يسفر عنه من حقائق تصبح القوانين اكثر قدرة على ادارة الشأن الانساني في كل المجالات بأقل قدر من السلبيات، وحتى هذه السلبيات لا تفتأ تتضاءل بتقدم العلم يوماً بعد يوم.
صالح الشهوان