** الحوادث المرورية,, غدت مع الاسف الشديد أمراً مألوفاً,, إذ بتنا نسمع ونقرأ عن هذا الحادث أو ذاك,, وعن هذه الكارثة أو تلك,, والسبب المركبة أو السائق وهو الأكثر,, لأن السائق,, هو الذي يتحكم في المركبة.
** وكلنا,, قرأ ذلك التقرير الدقيق لقوات أمن الطرق,, الذي نشر قبل يومين,, والذي يتحدث عن حوادث عام 1419ه على ثمانية طرق من الطرق الرئيسية وليس على كل الطرق,, بل على هذه الطرق الثمانية فقط.
** فقد أكد التقرير وقوع 5506 حادث مروري على هذه الطرق ,, مؤكداً وفاة 507 اشخاص،، وإصابة 4892 من الأشخاص خلال العام المنصرم 1419ه.
** ما ذكرته هنا,, هو مختصر لهذا التقرير,, حيث أكد موت اكثر من 500 شخص بسبب الحوادث المرورية على هذه الطرق,, والسبب في الغالب,, هو السائق.
** فهذا مسرع,, وهذا طائش,, وهذا ينعس وهذا مستهتر بالنظام,, وهذا يركب خردة لا تملك أياً من وسائل الأمان المطلوبة,, وهكذا,.
** وقد حرصت قوات أمن الطرق على نشر التقرير السالف الذكر من أجل أن يتعظ,, ومن أجل ان يدرك مثل هؤلاء الجهلاء أن المسألة ليست هينة.
** وفي اغلب الحوادث المرورية,, يكون الاطار وراء الكارثة,, وبالذات في الطرق السريعة,, إذ المألوف عن بعض الاشخاص,, انه لا يسأل عن اطارات السيارة حتى ينصلخ عليه ويتحول الى عشرات القطع.
** نعم,, متى استبدل اطارات سيارته أو اشترى جديدة,, نسي هذه الاطارات لعدة سنوات,, ولم يعد يلتفت لها أو يفكر فيها حتى تبنشر أو ينفجر ,, وكيف لا تنفجر وقد استهلك تماماً في اجواء شديدة الحرارة,, فتجد الاطار قد انمسحت منه كل الأرقام والكتابات,, وبقيت أرضيته ملساء نقية من اي نقشة,, ومع ذلك,, فإن السائق لم يكلف نفسه حتى مجرد النظر لهذا الاطار او محاولة تبديله,.
** بل إنك تسمع أحياناً بعضهم يتحدث عن مغامراته ويقول,, تصدق ان البنشر عجز عن فك مسامير الاطار لأنها لم تفك منذ عدة سنوات؟!!.
** وهناك من يقول تصدقون انني لم اشتر في حياتي اي اطار جديد منذ عرفت السيارات لأن صاحبنا يدور بين البناشر باحثاً عن الكفرات الرجيع .
** نعم,, اطارات مرمية غير صالحة,, ومع ذلك,, تسوّق وتجد من يشتريها بمبالغ بخسة,, والضحية هذا الغبي المشتري,, لأن الذي تركها يدرك انها صارت مثل اللغم الذي قد ينفجر في اي لحظة,, مدمراً ما حوله,, ومع هذا يأتي هذا المغفل ويشتريها بفلوس بخسة ويضعها في سيارته ويحمل اسرته واطفاله في طرق طويلة وسريعة,, بل ربما قد يمسك البراري بهذه الاطارات التالفة.
** نعم,, هؤلاء البخلاء والمقترون,, يعملون هذا العمل,, ولذلك,, تجد عدة كفرات معروضة لدى البناشر من هذا الصنف التالف,, معروضة لهذا الصنف من البشر الذي يجد فيها ضالته,, ولكن سرعان ما يندم.
** نعم,, من حقه ان يقتر في مسكنه ومأكله ومشربه,, ويقتر في ملبسه ويقتر على نفسه وزوجته وأولاده ولكن,, ليس من حقه ان يسلك هذا المسلك المؤدي للتهلكة,, لأنه لا يريد ان يدفع فلوسا!.
** إن الفحص الدوري الالزامي هو الحل لمشاكل هؤلاء المستهترين بوسائل السلامة في السيارة,, سواء فيما يتعلق بالاطارات أو غيرها,, لأن الفحص سيكشف هذه الاطارات ويفضح اصحابها ويلزمهم على استبدالها باطارات جديدة,, حفاظاً على سلامتهم,, وانقاذاً لهم من جهلهم وتلاعبهم.
** أما عن السرعة الجنونية,, فحدث ولا حرج,, ولك ان تتخيل شخصاً يسير بسرعة 160 كيلومترا في الساعة,, كيف يستطيع ان يتحكم في السيارة؟!.
عبد الرحمن بن سعد السماري