قبل ثلاثة آلاف عام من يوم مضى أو لا يزال، ولدت على ضفاف البحر الأحمر كأول فتاة لها زرقة السماء الصافية ونشيد التراب الأصفر!!، ولدت فتراقصت الأرض التي حملتها طرباً ونشوة حتى أول فجر رأته عيناها الصغيرتان وأحس بهوائه المتحفز الخطى وجهها الأبيض شديد الوداعة والبساطة والجمال!!، جميلة هي دائماً وجمالها لا يليق إلا بها؟! تماماً مثلما تبدو نسائم شاطئها العاشق ورمالها الدافئة، في سكون هادىء تخالطه أنشودة بحرية هامسة، تركها البحار الحجازي القديم في مكان ما عند أول مرسى!، لكنها ما استطاعت تركه فقد أحبته وربما أحبها؟!، أو ليست النساء يحببن بتهور أحياناً!!، نعم كانت امرأة وحتى الآن إلا أن فرقها مثلما تعودت ان تنفرد عن بنات جنسها هو قديمها الذي يتجدد باستمرار ليعانق الأماكن عبر الساحل وبين الأبنية، فيمنحها بهاء أخاذاً يتحرك بصورة عكسية فلا يزيده مرور السنين عليه إلا نضارة وأناقة وحسنا!! بالله عليكم من منا يملك قلباً حديداً يمكنه الصمود لمجرد لحظات بسيطة أمام وهجها الفاتن ورائحة عطرها غير الممكن مقاومتها ولو كانت سمكاً؟! حتى السمك له طعم آخر، والناس هناك لهم شكل آخر لهم طريقة أخرى مختلفة، مقبولة منهم ومنهم فقط!؟، لأنها تنساق نقية شفافة من العمق لتستقر وبصورة تلقائية في العمق المقابلة!؟، كما تشعر وأنت تجوب أنحاءها مراقباً أو متنزهاً أو متبضعاً بحالة احتضان مقبولة ومستحبة تفترش الأرجاء فالكل يستقبل الكل مهللاً ومرحباً، وبلهجة حجازية عذبة مرنة وسلسة قريبة للنفس، وكأنه لم يبق إلا القهوة العربية والتمر الحساوي ليكتمل الإطار وقد تجدها فعلاً هناك فما المانع؟!,, ثم تأتي العروس في يومها السياحي التاسع والتسعين معلنة بزوغ شمس جديدة للسياحة الداخلية بمفهوم مغاير وبأدوات شابة متحركة كلها حماس واخلاص ووطنية يقودها أميرها الشاب مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ محافظة جدة.
ونحن هنا في الجزيرة نشد على يد سموه وبقوة أيضاً نتمنى له ولمعالي الأمين والأخوة المعاونين لهم جميعاً الغرفة التجارية الصناعية - القطاعات الحكومية كذلك أهل جدة الحبيبة وزوارها، موسماً سياحياً مميزاً يسجل ضمن نجاحاتها المتلاحقة ويحقق سياحة وطنية مثالية مثلما ينبغي لها أن تكون، وللأمانة جدة
مدينة سياحية خطيرة للغاية، وبالشباب تزداد تألقاً وحيوية وخطورة، وقادم الأيام سيؤكد ذلك بإذن الله وسنرى؟!