أبشركم بأن الصحوة الوطنية قد انارت مؤخرا عقلية سيدة كما يقال من سيدات المجتمع او سيدات الاعمال بعد ان اكتشفت ان ثوب الصلاة للنساء اقصد تلك القطعة الكبيرة الساترة من القماش الذي تتجلله النسوة عند اداء الصلوات,, اكتشفت انه قماش مستورد وهذا ما تأكد من خلال احاديث اجتماعية وما نقل عبر صحف محلية اثار مشاعرها وهز وجدانها الوطني الاقتصادي فغمرتها الغيرة على بنات جنسها من ان يصلين بثوب مستورد فقبعت في فكرها النير ان تجعل الامر محليا ولكنها وجدت انه من الانسب ان يكون محليا بالفعل ولكن يقام المصنع الذي يتولى اعداد الاثواب في احدى البلاد العربية وهي باستثمارها اموالها هناك في المصنع المقترح تكون قد ضمنت محلية ووطنية ثوب الصلاة,, المصنع والايدي العاملة والخامات والالات وكل المتعلقات غير وطنية ولكنها كلها تعمل برأس مال وطني صرف (لرجلة الاعمال الذكية) التي تحاول اقناع السذج من بنات وطنها ان منتجها العجيب الفذ الغريب منتج وطني مضمون الطهارة والشرعية والمسألة كلها اصلا قطعة قماش رخيص يحفظ طاهرا لزوم الصلاة,, الا ان وطنية البعض تتفتق احيانا عن اساليب مبهرة تستثمر النوازع الايمانية والتقاليد الاجتماعية استثمارا جشعا بحجة ان احدا لم يجبر الاخر على الشراء وان المسألة لا تعدو كونها عرضاً وطلباً، ثم ان السيدات حينما يقصدن الاسواق سوف يشترين اي شيء تغطيه المبالغ المحمولة في المحافظ بمعنى ان من تتجه للسوق ومعها مبلغ معين سوف لن تعود لبيتها الا وقد صرفته بما يفيد وعكسه، فإذن المسألة يتوزع وزرها بين رجلة الاعمال التي تفيض وطنية وايمانا وبين تلكم الساذجة الصرَّافة، ولكني أحمل من يخادعنا ويستغل مشاعرنا وعواطفنا الوزر الاكبر,, وتقبل الله مني ومنكم صلاتنا في اي ثوب كانت، المهم ان يكون طاهرا من كل نجاسة واستغلال.
علي الخزيم