مما لا يمكن تصوره او تصديقه غير انه صدق تجسد على ارض الواقع,.
صحيفة تلغراف البريطانية نشرت مؤخرا روايات لسيدات وفتيات مسلمات كوسفيات ارغمهن حظهن العاثر السير في طريق العصابات المجرمة فلقين على ايديها احط وأقذر ما وصلت اليه الأجناس المتوحشة من ممارسات وعمليات اغتصاب تتم وفق استراتيجية منظمة حيث عمدت تلك الميليشيات الى اقامة نقاط تفتيش على طول الدروب التي يسلكها اللاجئون الكوسوفيون هرباً من جحيم القمع الصربي.
عند مرور اية مركبة او شاحنة او عربة او حتى مجموعة راجلة يتم وقفها على الفور واخضاعها لعملية فرز يتم خلالها نزع ملابس السيدات والفتيات واختيار الصغيرات سناً وسحبهن الى ما يطلق عليه حقول الاغتصاب .
تقرير الصحيفة يكشف المخازي اللانسانية واللاخلاقية بقوله:
يتم اجبار الآباء تحت تهديد السلاح على اغتصاب بناتهم,, واذا ما رفض الآباء قام الجنود بعملية الاغتصاب على مرأى ومسمع من آبائهن,.
قال التقرير,, ان عدداً من الآباء عمد مضطرا الى دعك اجساد بناتهم بالقاذورات كي يشمئز الجنود منهن,, وفي حالات كثيرة تضطر الفتيات المغتصبات الى الانتحار من فرط احساسهن بالعار والقهر,.
* * *
صراع الحضارات الذي بشر به صموئيل هينتنجتون صراع يعتمد على الاملاء والفرض القسري فهو لا يؤمن بالحوار وانما يتخذ من الآلة العسكرية اسلوباً لفرض الواقع بعيداً عن العدالة والحق,, وهو ما بدأ يتجه اليه عالمنا الجديد الذي يؤمن بحق القوة, لا بقوة الحق.
* * *
متى كان للمحتل الاسرائيلي شرعية اعطاء ترخيص بناء لأهل الأرض على ترابهم الوطني؟!,ومتى كان عدم اعطاء هذا الترخيص مبرراً مشروعاً لهدم تلك البيوت وتشريد أهلها؟!, من لا يملك شرعية الوجود ذاته لا يملك أبدا شرعية البناء للمستوطنين ولا الهدم للفلسطينيين.
* * *
بين ظاهرة الحلم وخاصرة العلم تتسع مسافات واعباء المجهول,, بين ما يمكن تحقيقه وما لا يمكن الوصول اليه والحصول عليه,.
انها نفس المساحة الفاصلة بين الخيال والواقع,, بين الممكن وغير الممكن.
* * *
مادتان اساسيتان لمدرسة الحياة,.
التجربة والممارسة .
ودون اجتياز لامتحانهما مجتمعين بنجاح تظل جميع الشهادات الورقية مجرد وثائق شكلية.
* * *
اسرائيل تصادر بطاقات الفلسطينيين,, والصرب يصادرون بطاقات الكوسوفيين,, اسرائيل تقوم بنسف البيوت والصرب يقومون بنفس الاجراء,, اسرائيل تشرد اصحاب الأرض من ديارهم,, تماماً كما هي حال الصرب,.
وجهان لعملة مزيفة واحدة,, الفرق بين الحالتين ان الوجه الصربي وجد من يصفعه في قسوة,, بينما الوجه الاسرائيلي تلامسه الأنامل في رقة وخشية,, حتى مجرد همسة عتاب لا توجه اليه ناهيك عن لمسة عقاب تعيد اليه صوابه.
* * *
ادعاء يستفزني ويثير في نفسي لواعج الأسى والأسف,.
حين يدعي شخص ما في بلد ما ان مجتمعه احسن مجتمع على وجه الأرض,, في حين ان الواقع يفند تلك المقولة ويدحضها.
* * *
اعصار حلف النيتو الذي اجتاح ارض البلقان اشبه ما يكون باعصار النينو الذي هب على امريكا,, هذه المرة جل ضحاياه شعب مسلم مسالم اسمه البان كوسوفو.
سعد البواردي