سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة بالانابة سلمه الله,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلقد قرأت في صفحة عزيزتي الجزيرة يوم الخميس 10/3/1420ه، في العدد 9765 مقالاً بعنوان التعامل الطيب لا يناقض مصلحة الطالب ، وكان رداً على مقالة لي سابقة صدرت يوم السبت 21/2/1420ه، في العدد 9746 بعنوان اعطني مديراً تربوياً، اعطك مدرسة ناجحة ,, لقد كُتب ذلكم الرد باسم مستعار وغريب جداً، ومكمن الغرابة فيه انه ذُيل باسم ابني يزيد بن عبدالله المشل ، الذي لم يبلغ السادسة من عمره بعد، حيث انه لا يوجد شخص يحمل هذا الاسم في هذه العائلة- المشل- في محافظة المذنب سوى ابني يزيد , وقد كتبت مقالتي السالفة الذكر وانا منتهج نهج نبينا - صلى الله عليه وسلم- اذ كان يصعد المنبر ويقول: ما بال اقوام يفعلون كذا وكذا ,, دون ذكر للاسماء .
وردا ً على صاحب الاسم المستعار ، اقول وبالله التوفيق: لماذا الكذب، ولماذا هذه الخصلة الذميمة في شخص مسلم تربوي قد يكون مديراً لمدرسة؟! رحم الله سلف هذه الامة فقد رفض احد ائمة الحديث اخذ حديث عن شخص بسبب كذبه على بهيمة، فكيف يريد هذا المعقب ان نأخذ برأيه وهو يكذب على امة بأسرها، ويثبت امام نفسه وامام قراء هذه الصحيفة العزيزة انه فاشل، اذ لم تكن لديه الشجاعة التي تجعله يكتب باسمه الحقيقي، ويواجه الحقيقة وتقبلها بصدر رحب، مع ان الهدف هو التنبيه عن بعض سلبيات المدير بشكل عام، مع عدم تحديد مدير بعينه, وهذا ما دفعني لكتابة بعض الملحوظات، وهي كالتالي:
1- استدلال الاخ بمقولة معالي وزير المعارف: المعلم ثم المعلم ثم المعلم,, الجميع يؤيد هذا القول لكن هذا حجة على الاخ المعقب، اذ ان مدير المدرسة الناجح هو الذي يجعل هيئة التدريس والهيئة الادارية اسرة واحدة، وليست احزاباً، كما يشهد لذلك واقع بعض المدارس, ولعل قول الشاعر قد صح في مثل هذا المدير:
تهدى الامور بأهل الرأي ما صلحت فان تولت فبالاشرار تنقاد لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة اذا جهالهم سادوا |
2- اما قوله,, بان النجاح في العمل التربوي والتعليمي مرتبط بعناصر عديدة اهمها المعلم قبل المدير,, اقول ان المدير الناجح- بخبرته وبحذاقته- هو الذي يستطيع تهيئة الجو المناسب لجميع المدرسين، وجعلهم اسرة واحدة.
3- كثيراً ما تشدق صاحب الاسم المستعار بالتزامه بالنظام, وهل من النظام ما يسمح بحجز بعض الطلبة بعضاً من الوقت بعد انصراف زملائهم من المدرسة كما حدث في بعض مدارسنا؟!! وهل هذا التصرف المرفوض قد نص به تعميم ام انه اجتهاد شخصي من قبل مدير المدرسة؟!!
4- تجاهل المعقب حينما اورد احدى العبارات ما اشرت اليه من وجود مديرين غير جامعيين او غير تربويين، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ما سبب ذلك التجاهل؟ ام انه من المديرين الذين لا يحملون مؤهلاً جامعياً او تربوياً؟!
5- زعم المعقب انني ربما اسعى للترشيح لعمل مدير لاحدى المدارس ولم احصل على ما اريد ولذا، فانني اجدني مضطراً لان احيط القارىء الكريم وكذلك المعقب بأنني في غنى ولله الحمد عن تلك الاساليب، حيث عملت مديراً لثانوية المذنب الليلية لمدة عامين متواليين، كانت ولله الحمد محل اشادة منسوبي المدرسة لتلك الفترة، ناهيك عن حصولي على دورة في الادارة المدرسية, واحمل مؤهلا جامعياً تربوياً وهذا رد على تساؤل صاحب الاسم المستعار وتعجبه من مؤهلي, ومعلوم انه من غير المستحسن ان يتحدث المرء عن نفسه بمثل هذا الكلام، الا انني وجدت نفسي مجبراً ومضطراً على الرد عن تساؤل وتعجب صاحب الاسم المستعار ومعلوم شرعاً ان الحكم على النيات ليس بمشروع لابن آدم، انما الحكم على النيات يكون من الله عالم الغيب والشهادة وحده سبحانه.
6- ان جميع تعليمات الوزارة وادارة التعليم هدفها خدمة العملية التربوية والتعليمية، لكن المشكلة - احياناً- تكمن في عملية تطبيقها.
7- اما قوله: بأن صياغة القرارات داخل المدرسة يتم عبر مجالس متخصصة، وقنوات عديدة مثل مجلس الادارة و,, فان ارض الواقع تشهد بأنها صحائف ولوحات مزركشة معلقة داخل غرفة الادارة، ولو كانت مطبقة فعلاً لجنى ثمارها الجميع، حيث ان المدرسة بيئة مصغرة تحوي ادارة ومدرسين وطلاباً ويعلم الجميع ما يحدث بداخلها, ويصدق في هذا المثل القائل: اسمع جعجعة ولا ارى طحناً .
8- قال صاحب الاسم المستعار في تعقيبه: ونسي الكاتب او تناسى ان السبب في ذلك قد يرجع الى المعلم غير الجاد,, ولعلي أتساءل هنا: ما دور مدير المدرسة في التأثير ومحاولة تعديل ذلك المعلم غير الجاد؟ لاسيما انه ذكر ان نسبة النجاح الكبيرة دليل على كفاءة واعداد المعلم ونجاحه في عمله التربوي والتعليمي، وهنا يناقض المعقب نفسه ان هذا الانتاج يثلج الصدر!!!
9- وهنا اتساءل لماذا يرمي البعض تقصيره على الآخرين حيث ذكر المعقب الكريم: ان اسس تعلم القراءة والكتابة يعود للمرحلة الابتدائية,, فأقول لقد قامت الوزارة- مشكورة- بوضع مادة الاملاء في جميع صفوف المرحلة المتوسطة تداركاً لهذا الامر.
10- اورد المعقب قوله: فسر الكاتب معاملة المدير لبعض الطلاب اصحاب الحالات الخاصة المصابين بأمراض نفسية او جسمية,, وهنا اسأل كيف اقحمت اصحاب الحالات الخاصة في مقالتي، رغم انني لم اتعرض لهم لا من قريب ولا من بعيد؟! ام هو من باب التلبيس على القارىء؟ ام هو تهرب من الاعتراف بالحقيقة؟
11- ذكر المعقب صاحب الاسم المستعار ان من سلبيات تقييم المدرس للمدير: سعي المدير الى ارضاء المعلمين على حساب مصلحة العمل فهو الآن يناقض نفسه رغم انه قال في ثنايا تعقيبه ان وجود فاصل بين المدير والمدرسين انما هي حالات شاذة لا حكم لها، واقول للمعقب يجدر بك ان تعلم ان الاصل هو ارضاء جميع المعلمين وحسن التعامل معهم، لتسير دفة السفينة بكل يسر وسهولة، دون خلل او ملل، او اصطياد لهفوات الآخرين, ومن السلبيات التي ذكر المعقب انها تنتج من جراء تقييم المدرس لمدير المدرسة قوله ضعف شخصية المدير امام المعلمين ، وهذا غير صحيح، حيث ان المدير الناجح يفرض احترامه وتقديره على جميع العاملين في المدرسة عن طريق ارضائهم دون الاخلال بالعمل، وهي حجة عليه, فهل يريد ان يتميز المدير بشخصية متعالية على المدرسين؟ لماذا هذه النرجسية؟ ولماذا يقبع المدير في ذلك البرج العاجي؟!! ولقد كان عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- اذا اراد ان يتخذ قراراً شاور من حوله، وحين اراد ان يستعمل والياً على احد الامصار سُئل عن الصفات التي يجب ان تكون فيه، فقال اذا كان في قوم وهو ليس اميرهم حسبوه اميرهم, واذا كان في قوم وهو اميرهم حسبوه واحداً منهم .
12- اوصاني المعقب في آخر تعقيبه بأن اترك هذا المجال لأهل الخبرة والاختصاص، وهذا ما يجعلنا نجزم بانتماء المعقب للعملية التعليمية من خلال طرح موضوعه السابق، ومع ذلك فلم نر منه الا ضيق الافق، وتنقص من خالفه الرأي، مع ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, وبما ان المعقب من العاملين في مجال التعليم، وهو من محافظة المذنب - كما ذكر- فليوضح في اية مدرسة يعمل، حتى يعلم الصادق من الكاذب.
واخيراً اقول من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة! وعلى هذا المعقب الابتعاد عن الصفة الذميمة الكذب ، ولاسيما انه ينتمي الى مجال التربية والتعليم، وعليه قول الصدق وتقبل الحقيقة والنقد البناء بصدر رحب واظهار اسمه الحقيقي للجميع- كما اسلفت-، وان ينظر للامور من بعد، واذكره بقول الله - سبحانه وتعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين التوبة- 119 ، وقوله تعالى: يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً , النساء- 108 .
في نهاية المطاف، نشكر ونقدر لعزيزتي الجزيرة اهتمامها بما يخدم العملية التربوية والتعليمية ضمن اداء رسالتها السامية، والتي عودتنا الاريحية في نشر آرائنا ومقترحاتنا، واننا لنهنىء انفسنا- حقيقة- على وجود مثل صحيفة الجزيرة التي من خلالها يجد القارىء ضالته.
أبو يزيد، عبدالله المشل
محافظة المذنب