عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مدينة سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية ببريدة ترى جهودا جبارة بُذلت للوصول بهذا الصرح الرياضي الكبير الى تقديم افضل الخدمات الرياضية والثقافية والفنية لجميع مرتاديه على اختلاف اعمارهم وميولهم، ولو تجولت في مرافق هذه المدينة العصرية لعرفت كم من الاموال الطائلة التي بذلت لبناء مثل هذه المنشأة الضخمة في معظم مدن بلادنا العزيزة.
هذا الاهتمام بالشباب وهذه الرعاية المتميزة من قبل صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب وبتوجيه ودعم مستمرين من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين تعكس مدى ما تنفقه الدولة بسخاء لراحة ورفاهية ابناء هذا الوطن الغالي إيماناً منها بأهمية الرياضة كمظهر حضاري وصحي فاذا كان في المستشفى الدواء والشفاء بإذن الله فهنا الوقاية والوقاية خير من العلاج اضافة الى المتعة والتسلية.
ولو كلفت نفسك ساعة من نهار ونزلت الى ساحة الملعب لهالك منظر هؤلاء الفتية وهم يجوبون محيط المضمار بسرعة منتظمة وايقاع متوازن انهم في منتهى الرشاقة واللياقة البدنية فقد أمضوا وقتاً كافياً في هذا المضمار متلقين ومستوعبين كافة التمارين والحركات الرياضية التي ساهمت في رشاقتهم وخفة ظلهم.
هؤلاء الشباب ينتمون الى جهات عمل مختلفة فمنهم المهندس والمعلم والطالب جمعتهم الرياضة البريئة على صعيد الاخوة والمحبة مدركين اهمية وقت فراغهم واستغلاله استغلالاً امثل يعود عليهم بالخير والفائدة، فمع الجهود البدنية التي يبذلونها الا انهم يحسون بالمتعة ويشعرون بالراحة النفسية وهذا ما دفعهم الى الاستمرار والحضور المبكر فبعد صلاة العصر وعلى بركة الله ينطلق موكب هؤلاء من احدى زوايا المضمار الذي يبلغ محيطه 400 متر والمنافسة هنا متاحة للجميع في زمن وعدد الدورات التي يقطعها المنطلقون كل حسب سنه وقدرته اللياقية وامكاناته البدنية، ولو تأملت منظرهم وهم يسارعون الخطا والعرق ينهمر من جباههم لايقنت بقدرة وصمود ابناء هذا الوطن المعطاء ولتذكرت كفاح وصمود الآباء والاجداد في حقولهم ومراعيهم ورحلاتهم عبر الجمال الى مصر وبلاد الشام لكسب رزقهم وما يعتريهم في سبيل ذلك من المصاعب والمشاق.
بعد نهاية مرحلة الهرولة تبدأ عملية الاطالات وهذه المرحلة يتخللها كثير من الفكاهة والمرح بعيداً عن المهاترات والمزايدات والتي نقرؤها احياناً في الصفحات الرياضية لبعض منسوبي الاندية وكتابها,
في المرحلة الاخيرة تبدأ تمارين البطن والظهر حتى قبيل اذان المغرب ليستحم الجميع في دورات المياه المعدة ومنها الى المسجد المجاور الذي لا يقل روعة عن المرافق الاخرى في تصميمه ونظافته، وبعد الصلاة ينصرف الجميع في امان الله وقد جمعوا بين متعة البدن وغذاء الروح, فاذا اردت عزيزي القارىء ان تنضم لهؤلاء فما عليك الا ان تعقد العزيمة وتشحذ الهمة فالشاعر يقول
وما استعصى على قوم منال اذا الاقدام كان لهم ركابا |
وتذكر انك ستعاني بعض الصعاب في البداية ولكن ذلك سيزول بالتدريج فالخطوة الاولى تبدأ بالمشي قدر ما تستطيع ثم الهرولة ببطء وستجد المؤازرة والتشجيع من الجميع هذا الوضع لن يدوم طويلاً فبعد فترة كافية وقد زالت الشحوم واشتدت العضلات ستقف بجانب هؤلاء كأي رياضي متمرس وسينعكس ذلك ايجاباً في حياتك الخاصة والعامة، فالعقل السليم في الجسم السليم.
في الاخير اتوجه بالشكر والعرفان لجميع العاملين في هذا الاستاد وعلى رأسهم مدير مكتب رعاية الشباب الاستاذ محمد عبدالرحمن العمار على تعاونهم وتشجيعهم للجميع وتسهيل الاجراءات الخاصة بالانضمام الى بيوت الشباب ولا انسى هنا دور الحكام في تقديم خبراتهم ومشاركتهم المستجدين من الرواد مما اضفى جوا من المرح والفائدة.
محمد عبدالله الداود
بريدة