عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ان العملية التربوية تعتمد على اركان عدة بعضها مكمل لبعض ولعل من اهم اركانها المعلم، بل انه الركن الاول من اركانها ولهذا فانه لابد من توفير جميع الاسباب التي تعينه على اداء مهمته على اكمل وجه ومن اهم هذه الاسباب الراحة النفسية وهذه الراحة بيد مدير المدرسة وذلك من خلال حسن التعامل مع معلميه الذين هم تحت ادارته، ولكن للاسف الشديد فانه يوجد عدد من المديرين قد لا يحسنون التصرف مع زملائهم بقصد او بغير قصد مما يسبب فجوة بين المدير والمعلم والضحية بلاشك هو الطالب ، وقد يسبب ذلك كثيرا من الخلافات داخل المدرسة مما يجعل المعلم يبحث عن مدرسة اخرى قاصدا الراحة كما ذكر محرر صفحة الادارة والمجتمع في صحيفة الجزيرة في عددها رقم (9762) وقد اجاد وافاد حول هذا الموضوع فله جزيل الشكر.
ولكن هناك نقطة اخرى مهمة لم يتطرق لها وليسمح لي القارىء الكريم بالحديث عنها ألا وهي ان المشكلة قد تكون بين المعلم وادارة التعليم وهنا تكون المشكلة اكبر واخطر بسبب ان المشكلة لو كانت بين المعلم ومدير المدرسة فان المعلم سيبحث عن راحته بين العديد من المدارس بغض النظر عن قربها من منزله، مادامت انها في مدينته او محافظته, ولكن ما المخرج او المهرب لهذا المعلم المسكين المغلوب على امره اذا كان الخلاف بينه وبين ادارة التعليم، هل يضطر لطلب النقل الخارجي بعيدا عن اهله من اجل الخروج من هذا الخلاف والبحث عن الراحة النفسية؟ ولا أظنه يجدها غالبا لانه سيكون بعيدا عن اهله وهنا تبدأ مشكلة اخرى, ام انه يصبر ويتحمل ما يلاقيه من متاعب من قبل ادارة التعليم والتي من المفترض ان تهيىء له الظروف المناسبة لراحته بدلا من اثارتها؟ ولاشك بانه لن يؤدي عمله في هذه الحال على الصورة المطلوبة مادام انه يعايش هذه الظروف.
ان الكثير من المعلمين يلاقون انواعا من المشاكل او المضايقات من قبل بعض ادارات التعليم او ممثليها وقد تكون تلك بسبب او بغير سبب وهذه المشاكل لاشك بأنها تعيق العملية التربوية التي هي الهدف من التعليم نفسه, ثم يا ترى من المنقذ لاولئك المعلمين - بعد الله - اذا كانت المشاكل بينهم وبين المسؤول عن راحتهم؟
والجواب في نظري هو: البعد عن تغليب المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة وتنفيذ الاهواء التي لا تخدم التعليم فمتى، روعي جانب التعليم والهدف منه وهم الطلاب فانه بلاشك ستزول الخلافات بين المعلم وادارة التعليم او بينه وبين مديره وسنصل باذن الله تعالى الى تحقيق هدفنا وغايتنا في التعليم,والله الموفق.
محمد الدويش
الزلفي