امتدح أحدهم القرار الذي اتخذته امانة الرياض والذي يقضي بالسماح بزيادة المباني على السطوح بدلا من الاقتصار على غرفة واحدة كما هو المتبع في النظام السائد حاليا, امتدح الكاتب هذا القرار وأثنى على المسؤولين عنه وعدد له هذه الفوائد.
1- اتاحة الفرصة للراغبين في بناء ملحق كامل سكنا لبعض افراد الاسرة عندما يكبرون ويحتاج كل منهم إلى غرفة مستقلة ثم هو بعد ذلك سكن حاهز لمن يتزوج منهم.
3- المساعدة على التسريع بزواج الشباب من خلال توفير السكن الذي يمثل مشكلة تعوق البعض عن اكمال نصف دينه.
3- سيكون سببا في جمع شمل الاسرة وبقاء بعض الابناء بالقرب من والديهم والبر بهم.
ولو أمعنا النظر في طبيعة هذه الفوائد لوجدنا الآتي:
1- السكن المكون من دورين الذي اقره النظام الحالي ولا يسمح بتجاوزه لاعتبارات مجتمعية لا تزال قائمةهذا النظام كان ولا يزال قادرا على احتواء افراد أي أسرة عادية ذات امكانيات عادية ايضا والتي تمثل السواد الاعظم في المجتمع وفي الغالب لا تحتاج الاسرة حتى إلى الدور الاول إلا عندما تكبر ويزداد عدد أفرادها لكن هذه الحاجة تبدأ في التراجع التدريجي بخروج اول افرادها بسبب الزواج حيث تتوالى حالات الاستقلال عن سكن الوالدين إلى ان تصل إلى آخر العنقود وهو الوحيد الذي في الغالب يجد نفسه لاعتبارات أدبية وانسانية ملزما بالبقاء مع من تبقى من والديه ولكن مستقلا بأحد أدوار المنزل وغالبا ما يكون هذا الوضع القائم على المجاملة لفترة محدودة من الزمن لان الزوجة تريد دائما من الرجل ان يستقل بها وبأولادها في منزل خاص تعود ملكيته اليهما شأن الاسر الاخريات, وهناك الكثير والكثير جدا من الفلل من دورين خالية إلا من الاب المتقاعد وزوجته (عجوزة) والشغالة وربما السائق الاجنبي.
هذا هو الواقع ومنه ندرك ان السماح بانشاء دور ثالث لن يكون له أهمية مؤكدة في التسريع بزواج الشباب ولا في اجتماع شمل الاسرة لان هذه الامور لم تتحقق ضمن الامكانات المتاحة في سكن الاسرة المكون من دورين ومن باب اولى الا تتحقق من خلال الدور الثالث الذي تأتي الرغبة في استخدامه بالدرجة الثالثة.
2- تبدو أهمية هذا التنظيم من وجهة نظر اقتصادية يستفيد منها الراغبون في الاستثمار وقد تساعد على التسريع بمعالجة مشكلة غلاء الاجور التي لا تزال مرتفعة نسبيا في بعض المدن.
كما ان هذا النظام سيختصر إذا ما وجد الاقبال الجيد عليه تلك الحاجة إلى التمدد الافقي العمراني للمدن بشكل مساو تقريبا لما يتحقق من التمدد الرأسي.
3- قد تتحول احياؤنا أو أكثرها بمرور الوقت الى ثلاثة أدوار وهذا يعني ان الكثافة السكانية في هذه الاحياء ستزداد بمقدار الضعف تقريبا مما يعني ضغطا غير عادي على مرافق التعليم والصحة وعلى خدمات الهاتف والكهرباء وغيرها من الخدمات المصممة في الغالب على اعتبار ان منازلنا من دورين لا ثالث لهما, ومن المشاكل الاخرى التي يفترض ان تصاحب عملية التحول الواسعة النطاق ان احياءنا ومنازلنا الجميلة ستتضرر كثيرا من جراء التلوث بالاتربة والغبار ومخلفات البناء والتشطيبات المختلفة ولعدة سنوات, هذه المشاكل وغيرها يمكن ان تبرر القول بأهمية ان تستثنى الاحياء المكتملة عمرانيا من هذا النظام وان يقتصر تطبيقه في العمران الجديد.
4- بصفة عامة فإن ارتفاع الادوار سيحرم الادوار الارضية على وجه الخصوص من بعض ما تتمتع به حاليا من التهوية والانارة الطبيعية كما ان زيادة السكان ستزيد من حركة المرور وتشكل ضغطا على المواقف وتشوش بعض الشيء على جو الهدوء الذي يسود في احيائنا في الوقت الحاضر كاحدى ثمار النظام المعماري الحالي.
وقد يكون المسؤولون اخذوا كل هذه الامور في الحسبان ولكنها مجرد وجهة نظر في منظومة التوجه السليم الذي تنتهجه صحافتنا في خدمة الصالح العام.
محمد الحزاب الغفيلي
الرس