* طوكيو - رويترز - من ليندا سيج
مقطوعة قصيرة تثير نغماتها شعورا بالانقباض والحزن، والكلمات تعود إلى ماضي اليابان الضبابي.
لكن احتمالات أن تضفي اليابان وضعا قانونيا على نشيدها الوطني القائم حاليا وعلمها بصورة الشمس المشرقة أحيت جدلا حول رموز لا تزال تتصل بما ارتكبته من عدوان في الحرب العالمية الثانية.
وبدأ البرلمان يوم الثلاثاء مناقشة مشروع قانون للموافقة رسميا على العلم والنشيد.
والنقاش قضية غريبة في اليابان التي لا تزال تبدو في أحيان كثيرة أسيرة غلالة تاريخية ترى منها الحاضر من خلال الماضي عندما تتعامل مع العديد من الأمور مثل العلم وفرض المراقبة على بعض المحادثات الهاتفية وهي أمور يرى البعض أنها تحيي أشباح القمع في زمن الحرب.
ويستأنف النقاش بينما يحتدم الجدل في الولايات المتحدة حول ما إذا كان دستورها يسمح للكونجرس بحظر إهانة العلم الوطني في خطوة تعكس أحاسيس عميقة في أماكن أخرى أيضا.
ويحاول ساسة يابانيون محافظون حاكمون منذ وقت طويل إضفاء الشرعية على العلم والسلام والوطني كشعار رسمي لليابان وهو ما يؤيده حاليا التقليديون فقط.
ولكن اتساع تأييد المعارضة الصديقة التي تتمثل في حزب كوميتو الجديد وكثيرين من الحزب الديمقراطي يشير إلى احتمال موافقة البرلمان على مشروع قانون العلم والسلام الوطني.
لكن البعض يرى في هذه الخطوة أحياء للنزعة العسكرية اليابانية وتحركا نحو اليمين خاصة عند النظر إليها في ضوء خطوط عريضة لتوثيق العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة وانتخاب وطني متحمس ليكون حاكما لطوكيو ودعوات لتعديل دستور اليابان الذي ينص على نبذ الحرب.
قالت هيروكا ميزوهارا رئيسة اتحاد المستهلكين في اليابان (الاتجاه بصفة عامة يثير القلق, ماذا فعلت اليابان في الحرب ولماذا خسرنا,, هذه أشياء لا تدرس ولا يجري توصيلها للناس .
لكن آخرين يرون أنها خطوة حيوية لقيام هوية وطنية حديثة تفتقر إليها اليابان بشكل مؤسف منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وجاء في مقال افتتاحي في صحيفة يوميوري شيمبون اليومية المحافظة أن ادراك أهمية العلم والسلام والوطني بنفس أهمية حفظ جدول الضرب عن ظهر قلب أو تعلم الحروف الصينية.
ولمحت الصين التي لا تتحمس للسماح لليابان بنسيان ماضيها الحربي إلى أنها لن تثير قضية دبلوماسية حول العلم والسلام الوطني.
وتشير استطلاعات للرأي في اليابان إلى أن أغلبية الجمهور تحبذ منح العلم والسلام الوطني صفة قانونية.
ومهما يكن من أمر فإن الجدل يحتدم حول العلم لأنه يركز على الامبراطور الذي تعتبره الحكومة حاليا مجرد رمز للأمة ووحدة الشعب وليس إلها كما كان الوضع في اليابان أثناء الحرب.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيهون كيزاي شيمبون في أبريل أن نحو ثمانية من كل 10 من العينة يؤيدون أضفاء صفة قانونية على العلم ونحو ستة من كل 10 يوافقون على السلام الوطني كرمز رسمي.
ويذكر أن العلم وهو قرص أحمر وسط أرضية بيضاء اتخذته حكومة اليابان الاقطاعية راية ترفرف على سفنها في عام 1600 تقريبا وأصبح رمزا للعسكرية اليابانية وعدوانها في مختلف أرجاء آسيا أثناء الحرب العالمية الثانية.
|