Thursday 1st July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 17 ربيع الاول


الصحف التركية تشيد بالحكم على أوجلان,, وتتساءل عن جدوى تنفيذه !
الحزب الكردي يخطط لمهاجمة أهداف تركية في أنحاء العالم
الاتحاد الأوروبي يحذّر تركيا من فشل جهودها للحصول على عضوية الاتحاد

* أنقرة - العواصم - الوكالات
وجه الاتحاد الأوروبي تحذيرا جديدا واضحا لتركيا من مغبة فشل جهودها للحصول على عضوية الاتحاد وحثها على عدم المضي قدما في تنفيذ حكم الإعدام الذي صدر ضد زعيم المتمردين الأكراد عبدالله أوجلان في حين هدد الأكراد بتنظيم احتجاجات عنيفة.
وقال بيان صدر في بون عن رئاسة الاتحاد الأوروبي التي تتولاها ألمانيا حاليا في ضوء نية تركيا المعلنة الانضمام للاتحاد الأوروبي يتعين تذكر أن عدم تطبيق عقوبة الإعدام من بين القيم المشتركة للاتحاد الأوروبي .
وأشار البيان الذي أصدرته الحكومة الألمانية باسم الاتحاد الأوروبي إلى أن حكم الإعدام ما زال يخضع لاجراءات استئناف داخل تركيا معربا عن أمل الاتحاد في أن تسير تركيا على منوالها خلال الخمسة عشر عاما الماضية المتمثل في عدم تنفيذ أحكام الإعدام.
وكانت محكمة أمن الدولة التركية في سجن جزيرة إيمرالي قد أصدرت أمس الأول الثلاثاء حكما بالإعدام على أوجلان بعد إدانته بتهمة الخيانة ومحاولة تقسيم البلاد.
وقال القاضي تورجوت أوكياي أمام المحكمة إنه بإدارته للمنظمة الارهابية المسلحة حزب العمال الكردستاني من خلال أوامره والقرارات التي اتخذها فإنه (أوجلان) قام بكل تأكيد بتنظيم أعمال تستهدف محاولة أخذ أو فصل أرض عن تركيا .
وفي رد فعل أولي من الأقلية الكردية قالت لجنة كردستان في جنيف أن حزب العمال الكردستاني سيوسع حربه ضد أنقرة.
وقال محمد بالتشي المتحدث باسم اللجنة أن حكم الإعدام الذي أصدرته تركيا أضاع فرصة ثمينة عليها لحل المسألة الكردية بصورة ديمقراطية.
ودعا المتحدث المجتمع الدولي إلى إنهاء صمته والتدخل لمنع تنفيذ الحكم.
وفي إسبانيا حذر البرلمان الكردي في المنفى تركيا من أنها ستدفع ثمن الحكم بالإعدام على أوجلان غاليا.
وفي مؤتمر صحفي بمدينة فيتوريا شمالي إسبانيا حذر علي يجيت مسؤول السياسة الخارجية بالبرلمان الكردي في المنفى تركيا من اللعب بالنار ودعا الحكومة التركية إلى إلغاء الحكم.
وقال يجيت أن تركيا أغلقت جميع الأبواب أمام الأكراد وحث المجتمع الدولي على التدخل في النزاع الكردي.
ومن جانبها أعربت ماري روبنسون مفوضة الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن قلقها إزاء انحراف جوانب معينة للاجراءات القانونية ضد عبدالله أوجلان عن المعايير الدولية بشأن الحق في محاكمة عادلة أمام محكمة مستقلة وغير منحازة.
وأوضحت روبنسون أنه تم احتجاز أوجلان في زنزانة انفرادية لعشرة أيام عقب القبض عليه في انتهاك للقانون التركي، وأنه لم تتح له سوى فرصة ضئيلة للتشاور مع محامييه الذين تلقوا تهديدات.
وقال وزير الداخلية الألماني أوتو شيلي آمل أن يستأنف هذا الحكم، تماشيا مع ما أوضحه الرئيس التركي سليمان ديميريل ثم رفع الحكم بعد ذلك للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لاتخاذ قرار بشأنه .
وناشد شيلي الأكراد الذين يعيشون في ألمانيا البالغ عددهم نحو 500 ألف كردي، التحلي بالهدوء, ويذكر أن 1,5 مليون تركي آخر من أصول غير كردية يقيمون في ألمانيا ويخشى من وقوع اشتباكات بين الجاليتين.
وفي روما صرح رئيس الوزراء الإيطالي ماسيمو داليما بأن حكم المحكمة يهدد بإقصاء تركيا عن أوروبا, وقال إن كلا من سير المحاكمة والحكم مدعاة للقلق.
وفي ستراسبورج قال مجلس أوروبا المكون من 41 دولة من بينها تركيا في بيان أن تركيا لم تنفذ أي حكم إعدام منذ 15 عاما ومن المأمول أن يسير البرلمان التركي على هذا المنوال في حالة أوجلان.
وكانت قد تمت محاكمة أوجلان (49 عاما) في سجن جزيرة إيمرالي شديد الحراسة حيث كان هو النزيل الوحيد في السجن منذ إلقاء فرقة كوماندوز تركية القبض عليه في العاصمة الكينية نيروبي في فبراير الماضي.
وقد أعلنت حالة التأهب القصوى في صفوف الشرطة التركية حيث تم تشديد إجراءات الأمن حول السفارات الأجنبية والمنتجعات السياحية والمطارات والمصالح الحكومية، ولم ترد أنباء عن وقوع قلاقل.
ويذكر أن نحو ثلاثين ألف شخص قتلوا منذ بدء حزب العمال الكردستاني حربه في عام 1984 للحصول على الاستقلال وهو المطلب الذي خففه بعد ذلك إلى الحكم الذاتي.
وقد حذر الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا من أن الصراع المسلح مع الدولة التركية سوف يتصاعد باعدام زعيم الحزب عبدالله اوجلان.
وذكر راديو لندن ان الجناح السياسي أوضح في هذا الصدد أن حزب العمال الكردستاني يدرس في الوقت الراهن تغيير استراتيجيته الحالية من حرب عصابات في المناطق الكردية النائية إلى الهجوم على الأهداف الاقتصادية التركية التي لن تقتصر آثارها على تركيا وحدها بل سوف تطول الدول الغربية التي تستثمر أموالها في الأراضي التركية.
أكد حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا أن عبدالله أوجلان سيظل زعيما للحزب طالما ظل على قيد الحياة.
وذكر بيان لحزب العمال الكردستاني في هذا الشأن أن مجلس قيادة حزب العمال الكردستاني سوف يتولى مهمة إدارة شؤون الحزب,, فيما يرى بعض المراقبين أن إعدام أوجلان سوف يدفع الحزب إلى تغيير استراتيجيته وتعيين قائد جديد لقيادة حزب العمال الكردستاني, هذا وقد بقيت قوات الأمن التركية في حالة تأهب قصوى كما ظلت القنصليتان الأمريكيتان في كل من اسطنبول وأضنة مغلقتين أمس الأربعاء غير أنه لم ترد تقارير عن وقوع حوادث عنف في تركيا في أعقاب صدور الحكم بإعدام زعيم المتمردين الأكراد عبدالله أوجلان.
وصرح مسؤولو السفارة الأمريكية في أنقرة أنهم سوف يقررون ما إذا كانوا سيعيدون فتح القنصليتين اليوم الخميس أم لا.
كما خيم الهدوء على المناطق السياحية في تركيا.
وقد رفضت الولايات المتحدة الادلاء بأي تعليق مباشر على الحكم بالإعدام الصادر في تركيا على أوجلان مشيرة إلى أن محاكمة الزعيم الكردي الذي تصفه واشنطن بأنه إرهابي دولي كانت نظامية .
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيمس روبن للصحافيين من وجهة نظرنا فإن محاكمة أوجلان جرت بطريقة نظامية، جميع الأطراف - الادعاء العام والضحايا والدفاع، بمن فيهم أوجلان نفسه - تمكنوا من الترافع.
لكنه علق على الحكم الصادر ضد الزعيم الكردي عبدالله أوجلان بقوله: إن أوجلان قد تمت محاكمته من قبل محكمة أمن الدولة في تركيا وأدين بالخيانة العظمى وحكم عليه بالإعدام.
وقال المتحدث إنه بالرغم من انتهاء المحاكمة إلا أن القضية لم تغلق مشيرا إلى أن الحكم قابل للاستئناف تلقائيا في النظام التركي كما يمكن استئنافه في محكمة حقوق الإنسان الأوروبية.
وقد شددت الولايات المتحدة الاجراءات الأمنية حول عدد من سفاراتها وقنصلياتها.
وذكر راديو لندن أن هذه الاجراءات اتخذت تحسبا لأي مظاهرات احتجاج.
ويقول مؤيدو أوجلان إن الولايات المتحدة ساعدت في القاء القبض عليه في كينيا في شهر فبراير الماضي.
وفي نيقوسيا نظم الأكراد مظاهرة أمام السفارة الأمريكية في قبرص مرددين هتافات (لا حياة بعد أوجلان) ورشقوا السفارة بالحجارة إثر سماعهم نبأ الحكم باعدام أوجلان.
وسار أكثر من مائة كردي من نساء وأطفال رافعين صور أوجلان وأعلام جبهة تحرير كردستان الوطنية.
وقد أشادت الصحف التركية أمس الأربعاء بصدور حكم الإعدام على أوجلان لكن كاتبي الافتتاحيات تساءلوا عن جدوى تنفيذ الحكم ودعا معظمهم إلى اتخاذ قرار بهدوء وفي مصلحة البلاد.
وأشادت الصحف في عناوينها الرئيسية بالحكم الذي صدر على أوجلان بعد ادانته بالخيانة ومحاولة تقسيم البلاد.
وعنونت صحيفة صباح الواسعة الانتشار تحت صورة كبيرة لأوجلان عقوبة الإعدام: الجلاد سلم إلى الجلاد ، وذلك إلى جانب صورة تظهر فرحة عائلات الجنود الذين قتلوا في المعارك ضد حزب العمال الكردستاني.
وقال أحد كاتبي الافتتاحيات في صحيفة حرييت الواسعة الانتشار إن أبو (لقب أوجلان) سيشنق ، ونشرت صورة لطفل قتل في هجوم لحزب العمال الكردستاني، وتساءل هل من المعقول لأمة أعدمت عددا من السلاطين وشنقت رئيس وزرائها (عدنان منديريس في 1961) أن تفلت مجرما قتل أطفالنا؟ , إلا أن عددا من الصحف أشار إلى احتمال أن يؤدي تنفيذ حكم الإعدام على أوجلان إلى تدهور جديد في العلاقات بين الأتراك والأكراد ومع الخارج أيضا.
وأفادت صحيفة ميلييت الليبرالية أن يشنق أوجلان أو لا المهم هو تقدير ما سيخلفه هذا القرار داعية الحكومة إلى ارسال مساعدة مالية إلى جنوب شرق البلاد المتخلف مسرح حركة التمرد للانفصاليين الأكراد وإلى منح الشعب الكردي حقوقا ثقافية.
وكتب صحافي آخر أن تركيا على مفترق طرق,, هل سنكون قادرين على التعامل مع الهويات اللاتنية ثقافيا وعلى مستوى فردي ودمجها على أساس أمة تركية أم سنقع في مشكلة البلقنة؟.
وتساءلت صحيفة راديكال الليبرالية هل سينتهي ارهاب حزب العمال الكردستاني في حال شنق أوجلان؟ وإذا كان الجواب نعم فيجب شنقه وإلا فليس لأي شخص الحق في تنفيذ إعدام سيخلف تركيا.
من جهتها أفادت صحيفة زمان الإسلامية أن المسألة الحقيقة ليست معرفة ما إذا كان أوجلان سيعدم لكن هل ستكون تركيا قادرة على اتخاذ اجراءات تاريخية لحل مشكلة لم تتمكن من القضاء عليها خلال الأعوام ال15 الماضية؟ في إشارة إلى حركة التمرد الكردية, أما الصحيفة الإسلامية يني سافاك فكتبت: يجب ألا ننسى أنه بعد يوم واحد من إعدام أوجلان يمكن أن تكون علاقات تركيا مع الخارج في طريق مسدود والأهم من ذلك أن هذا يمكن أن يحول دون احلال السلم الاجتماعي ويؤدي إلى تدهور مشاعر الثقة المتبادلة بين الأتراك والأكراد.
واعتبرت صحيفة تركيش دايلي نيوز الصادرة باللغة الإنجليزية أنه يجب تجنب مناقشة عقيمة لمعرفة ما إذا كان يجب إعدام أوجلان أو لا، لنركز بدلا من ذلك على سبل جعل تركيا بلدا أكثر ديمقراطية تتواجد فيه الحريات بشكل كامل ويؤمن بسيادة القانون.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved