* رواية قلب ناصع البياض للكاتب الاسباني خافيير مارياس تعتبر من ذلك النوع من الروايات التي تجذب القارىء اليها وتأخذه الى عالم خيالي مختلط بالواقع ، أي سحرية واقعية جديدة وتفتح الابواب الخالية امام القراء جميعا كل حسب توجهه, لذلك فان تفسيرها او محاولة قص حكايتها الاساسية يعتبر امرا صعبا جدا، لان كل قارىء لتلك الرواية يمكنه ان يراها من زاوية مختلفة عن القراء الآخرين، لذلك يعتبرها بعض النقاد من اهم انجازات الرواية الاسبانية خلال القرن العشرين,, مركز رواية قلب ناصع البياض يدور حول الاسرار الخاصة بكل انسان ومدى دور امكانية معايشة الانسان لاسراره دون ان يكشفها لاحد, لكن هذه الاسرار يقدمها الكاتب - كما يقول احد النقاد - من خلال لغة خاصة جدا اضافة الى طريقة خاصة بعرض الحكاية يختلط فيها المأساوي بالكوميدي، والجدية بالتهكم، والفكر الهادىء بالمغامرة والنظرة الادبية الجادة بالكتابة المسلية,, القص في الرواية يتم عبر خبرات شخصية خاصة جدا بالكاتب البطل مترجم فوري ، وهي المهنة التي كان يمتهنها المؤلف حتى وقت قريب, هذه المهنة تسمح له باستراق السمع على الآخرين، وهذه الحاسة جعلته يخمن ما يحدث في الغرفة المجاورة على الرغم من انه يعلن بعد كل جملة ان هذه التخمينات قد لا تبدو صحيحة لكن اختلاط احداث من ثميله الخاص تجعله يحبك رواية مليئة بالسخرية والتهكم, لكنها تحتوي على مأساة كبرى واللغة في القص تشبه تماما لغة الحكي، لغة مليئة بالوقفات والتوقعات، كل جملة تأكيدية تعقبها جملة شكية فلا يعرف القارىء ان كان الكاتب يقص عن شيء يقيني بالنسبة له ام انه لايزال يعاني من حاسة تخميناته الخاصة التي اكتسبها بفعل عمله في الترجمة.
الكاتب الاسباني خافيير مارياس يمثل ظاهرة جديدة في الادب الاسباني المعاصر حيث تخطت شهرته خلال السنوات الثلاث الاخيرة شهرة معظم كتاب هذه اللغة في القارة الاوروبية، وبدأت تزحف نحو معقل الواقعية السحرية في امريكا اللاتينية وتقدمه كنموذج جديد للرواية بعد ان استطاعت امريكا اللاتينية ان تضع الرواية الاسبانية التي يكتبها ابناء اسبانيا في الظلال طوال ما يقرب من نصف قرن.
* رسالة ما بعد الوفاة رواية ل دومينيك ادة من مواليد بيروت وتعيش في فرنسا ، هذه الرواية تحكي عن المنفى، عند احلامه وأشكال قلقة، تقول دومنيك ادة في احدى مقاطع الرواية ان اللغة العربية واللغة الفرنسية تتنازعان الحديث فكيف يمكن الهروب من الضجيج الناتج؟ هكذا لايبدو الاغتراب والغربة في الحياة والمشاعر فقط انهما منقوشان ايضا على حروف اللغة والتواصل مع الآخر بل ومرتبطان في كثير من الاحيان بهذا الآخر,, لا بداية ولانهاية له وهنا ايضا حركة دائرية وانتقال مستمر داخل جدل الذاكرة والحاضر بيروت وباريس.
* تحكي رواية العلبة قصة شريحة واسعة من المجتمعات الغربية المعاصرة وذلك من خلال باتريك ذلك الشاب الحيوي الذي اندفع وراء الشعارات البراقة للعدالة الاجتماعية والتقدم التي رفعتها ولا تزال ترفعها القوى المعروفة باسم اليسار,, تمتلك الرواية بعداً سياسياً واضحا من حيث تعرضها لتوصيف واقع التحولات التي شهدتها القوى اليسارية الغربية والفرنسية بشكل خاص، هذا اليسار الذي غير جلده حسب تعبير المؤلف.
* صدرت الاعمال الكاملة ل جان سينان الذي هو من مواليد الجزائر عام 1926م، امضى سنوات شبابه في مدينة بني صاف الواقعة غرب الجزائر ثم انتقل الى العاصمة ودرس فيها ومكث حتى بعد الاستقلال عدة سنوات,, نشر اول مجموعاته الشعرية عام 1959م وظهر منذ هذه المجموعة تعلقه الكبير ببلد مولده الحزائر , هذا التعلق الذي لم يغير ولم يفارقه ابدا حتى وفاته اغتيالا في ليلة 29/30 اغسطس من عام 1973م, الاعمال الشعرية التي يتم نشرها الآن تحتوي على مجموعة من القصائد غير المنشورة سابقا اضافة الى عدد من مراسلات جان سينان التي تلقي الضوء على كثير من جوانب حياة هذا الشاعر الذي كان يقول دائما عن نفسه بانه مواطن من ارض الألم والنضال .
* تتحدث رواية الانس ل حنيف كريشي عن رجل قرر بعد ست سنوات من الزواج ان يترك زوجته وطفليه الصغيرين، ويعرض امام قارئه مايراه وما يحس به في آخر ليلة له مع زوجته واطفاله، انه حوار مع الذات في هذه اللحظة من حياته التي قرر بها ان يترك بيته وزوجته مع تأكيده المستمر بانه ليس لديه ما يعيبه عليها,, تحتوي الرواية على كم كبير من القسوة,, بل وتثير نوعا من الهلع الداخلي بسبب درامية المواقف التي يصفها.
|