صدر العدد الجديد من مجلة الثقافة العالمية وقد احتوى العدد على ملف شامل عن مشكلة العام (2000) التي يقول عنها الدكتور محمد الرميح، رئيس التحرير، بانها أول مشكلة من نوعها تواجهها البشرية مجتمعة فنحن نعيش عالما يعتمد اداؤه الوظيفي الكفء حتى في أفقر المناطق واقصاها على الكمبيوتر.
كما اننا نتعامل مع شبكات كثيفة من الكمبيوترات المترابطة في مختلف انحاء العالم,, ان مشكلة العام (2000) بوصفها شبكة كونية من العواقب المترابطة تبدأ عند المركز في الدول المتقدمة تكنولوجيا لكنها سرعان ما ستمتد الى بقية انحاء العالم في سرعة مخيفة وفي موجة هادرة من الاختلالات المترابطة لتؤثر في حياة اناس لم يكونوا يعلمون انهم مرتبطون بالآخرين ويرى الرميح انها مشكلة بلا حل وان التكنولوجيا قد خدعتنا, ومن المواد التي شملها الملف: مشكلة العام 2000 فوضى اجتماعية أم تحول اجتماعي؟: جون بتيرسون - مارجريت وتيلي، ميرون كلنر روجرز ترجمة عبدالسلام رضوان, نهاية عالم نعرفه: ريتشارد لاكايو، كريس تيلور، والتركين، واميان طومسون وترجمة رنا مأمون نجيب, مشكلة العام 2000 قنبلة موقوتة: روس راي، سينشيا واجنر ترجمة رضا ابو حسين, في الامبراطورية,, لا اشعر انني في هذا الوطن,, رناجيت جوها ترجمة د, ثمرة العالم, عطر حبر امرأة: فرنسين بروز ترجمة تراجي فتحي, الفن المتحول: فيليزنا شمان وترجمة: راوية صادق.
في فوضى اجتماعية ام تحول اجتماعي؟ نقرأ : اننا نتحدث هنا عن مشكلة العام 2000 تلك المشكلة التي سميت في البداية علة الالفية ثم صعدتها الحساسية المتزايدة فيما يتعلق بخطورة الازمة الوشيكة لتصبح قنبلة الالفية ولقد بدأت المشكلة كخطأ تقني بسيط: فالكمبيوترات الكبيرة الاقدم من عشر سنوات لم تتم برمجتها بحيث تتعامل مع تاريخ السنة باربعة ارقام.
وربما بدأ شيئا غير قابل للفهم، اذا ما نظرنا اليه من موقعنا الآن ونحن على اعتاب العام 2000، الا يكون مبرمجو الكمبيوتر ومصممو الرقائق قد تحسبوا لمثل هذا الامر,, هل نملك الخيار - كأفراد وأمم، وكمجتمع عالمي - فيما يتعلق بالكيفية التي نستجيب بها لمشكلة العام 2000، كيفما تجسدت المشكلات على ارض الواقع؟ الواقع ان السؤال المتعلق بمشكلة العام 2000 والاستجابات الاجتماعية البديلة انه يقع عند الهوامش البعيدة لتلك الدوائر المتشابكة للتكنولوجيا والعلاقات الرابطة بين النظم, ففي الوقت الحالي، لا تلقى الاستجابات الاجتماعية اهتماما في اغلب الحالات,, ومن موضوع عطر حبر امرأة نتوقف عند: ان التساؤل حول اثر التجاهل الشديد في المسار المهني للكاتبات من النساء يشبه الى حد بعيد التساؤل حول الصحة النسائية في ثقافات تضع الفتيات الصغيرات في قاعدة السلسلة الغذائية.
ومع ذلك مازال هناك ادب قصصي باقلام نسائية: ان فصيلة الكاتبات قد تعرضت للخطر ولكنها لم تنقرض بعد ربما ببساطة لم تكن الدفعة الاخيرة من جوائز الكتاب سوى خروج عن القياس وربما لا تمثل مخاوفنا الاسلوب المتبع في استقبال الادب القصصي المكتوب باقلام النساء سوى عرض من اعراض جنون المساواة بين الجنسين.
هل الادب القصصي الذي تكتبه النساء اسوأ بالفعل؟
ربما اننا لم نتعلم كيف نقرأ ما تكتبه المرأة؟ لقد لاحظت ديانا جونسون - وهي روائية تتميز بالموهبة والذكاء والنشاط - ان القراء من الرجال لم يتعلموا كيف يربطون بين الصور والاستعارات والمواقف التي تقوم المرأة بتوظيفها (المنزل - الحديقة - الجنون) مع ان النساء تدربن منذ طفولتهن على قراءة كتب باقلام كتاب من الجنسين فتعرفن على الدلالات الاستعارية لساحة القتال,, ربما تكمن المشكلة في ان الكاتبات يخبرننا بأشياء لانود سماعها وخاصة من النساء, او قد تكمن الصعوبة - بشكل جوهري - في ان كل القراء سواء كانوا رجالا او نساء - حيث انه تجدر الاشارة الى العديد من المحررات والناقدات وعضوات لجان الجوائز من النساء - يتناولن آمال الكتاب والكاتبات بتوقعات مختلفة اذ انه من المبهم تماما الكتابة كرجل او كامرأة ولكن ربما انه مازال هناك تسليم ان الرجال يكتبون كالرجال والنساء يكتبن كالنساء، او على الاقل يجب ان يكونوا كذلك ، وربما انه من المفترض ان الكاتبات لن يكتبن اي شيء ذي اهمية، اي شيء جاد، او ضروري او ابداعي او يتسم بالحكمة.
|