*تحليل وقراءة: عبدالرحمن بن ناصر
تناسق مابين الكلمات العذبة والرنانة والتي امتازت بالوصف الجميل والاحساس العالي المرهف بأحلى الحروف الشعرية واللحن المعبر لهذة الكلمات بحيث يدل على نقل شعور المؤلف الى المستمع بواسطة الفرقة المصاحبة للمطرب، ولهذا امكن للملحن اعطاء اللحن اكثر صورة معبرة، ولذا استخدم التظليل وهو تزيين هذه الصورة اكثر، وفي المقابل اعطاء القياس التام للحركة اللحنية والمثال على ذلك العزف بسرعة متوسطة موديراتو اللحنين المقدمين في هذا العمل الجبار, ايضاً الاستخدام التام للحركة اللحنية أي ربط عدة اصوات مختلفة في الاسم بقوس واحد وذلك لعزفها في الآلات الوترية.
كذلك المفتاح الموسيقى للحن هو علامة تميز المدرج الموسيقي وان دل علية فإنما يدل علىنوع الطبقة الصوتية المدونة اصواتها عليه الآلات وكذلك استخدامه لروح اللغة الموسيقية التامة والتعبير اللحني الابداعي,.
ولمعرفته لصوت المطرب الكبير محمد عبده صاغ له الالحان الابداعية وهذا ماتعودناه على محمد عبده، كلما ازداد وهج اللحن ازداد ابداعاً، ولهذا فإن الطبقة الصوتية للمطرب لم تتغير في كلتا الاغنيتين تينور , اما عن الابداع المؤدي للعملين فلا خلاف في ذلك بحيث ان الأداء المفعم بكل علوم الموسيقي والخبرة التي تنقله من توهج الى آخر ولأن التواصل الفني والخبرة الطويلة والعميقة جداً لها تأثيرها التام على صنع الجمال في الاداء، ولهذا تعودنا عملية الابداع في نوعية الاعمال الوطنية والخاصة جداً والعاطفية ولهذا تتكامل جميع عناصر التفوق في هذه الاعمال، الكلمات الوصفية الرائعة جداً والتي تنم على انه شاعر عملاق، والالحان الجميلة المواكبة لكل الكلام والتي صورت اجمل تصوير والاداء العالي لمطرب العرب لهذين العملين المتكاملين.
عطر القصائد
اللحن مقام سيكا والايقاع خبيتي
واستخدام المقدام سيكا ينم عن العزف بعظمة
ونطقها مايستوزو .
قالت كمنجات مداعبة بالاصابع مع دخول العود بالقرار ثم تلاها مصقاع وزير.
فدخول الاغنية بموسيقي عالية طلوعاً ونزولاً على نفس المقام فصولو مزمار فتسليمه للفنان لاداء المذهب.
جيت اكتبك فعل ومواثيق واحساس
جيت اكتبك ياصوت كل القصايد
يكتب لك التاريخ بحروف وانفاس
الكورال يرد عليه:
فعل يسولف عنه رايد وقايد
فيعيدها الفنان لتسليمه الكورال لإداء المذهب كما اداه المطرب وفور الانتهاء دخول موسيقي متكاملة كإعادة لدخول الاغنية فصولو مزمار ولكن كأداء جديد بحيث اللعب والسكوب الجميل فتسليمه للفنان لدخول الكوبليه الاول:
اقولها ياسيدي وارفع الراس
مادمت طيب عيد الامجاد عايد
بإداء جيد وجديد لانه اخذها نزولاً من القرار الى الجواب ثم تكملة الاداء الراقي بإداء متغامر:
يا دار عنا لادقت الحرب الاجراس
لامن جدانا العلم ناقص وزايد
ثم يعيد الكورال بعد الفنان يادارعنا لادقت ايضاً يعيد الجملة الثانية لامن جدانا العلم .
فدخول الفنان لتسيل التسليمة للكورال جيت اكتبك فقط فيعيدها الكورال فيرد عليهم محمد عبده,, جيت اكتبك فعل ومواثيق واحساس فدخول الكورال لإداء جملة مذهب الاغنية.
الكوبليه الثاني: قبله كانت تقاس الجملة اللحنية السابقة بدخول الاغنية بالصولو المزمار .
لوهي كبيرة قلت للناس لاباس
رايك يحل معقدات الشدايد
طيبك يابوفيصل بناها من الساس
علمتنا وش لون صدق الوعايد
وكما السابق اعادة الكورال لنفس الجملة طيبك يابوفيصل بعد الفنان وكذلك الجملة الثانية علمتنا وش لون وبعدها دخول الفنان جيت اكتبك ويرد عليه الكورال حيث اكتبك، فالفنان محمد عبده يعيد الشطر الاول من الجملة اللحنية للمذهب (جيت اكتبك فعل ومواثيق واحساس) فدخول الكورال لاداء المذهب فموسيقى لاداء الصولو مزمار وذلك لتسليم المطرب لأداء الكوبليه الثالث :
والراية اللي عانقت كل نسناس
بحروفها الاسلام مجده تزايد
وكفك خلقه الله لاجل رحمة الناس
خيره غدا بارقاب شعبك قلايد
وعلى نفس الوتيرة السابقة تلاعب مابين المطرب والكورال في كفك خلقه الله لاجل رحمة الناس والثانية خيره غدا بارقاب شعبك قلايد فدخول المطرب جيت اكتبك ,, فيرد عليه الكورال نفس الجملة الصغيرة فدخول الفنان لاداء الجملة الاولى للمذهب الى مواثيق واحساس فدخول الكورال لاداء المذهب كما المعتاد,, وبعدها الجملة الموسيقية الجميلة فدخول المزمار لاداء الصولو فتسليمه للفنان لاداء الكوبليه الرابع والاخير:
يافزعة المظلوم لاجاك منحاس
ياضحكته لاصار كله مكايد
يوم القصايد تنكتب فيك باحساس
اسمك لحالة بس عطر القصايد
وما اجمل هذا الوصف الجميل المعبر عن الحقيقة,, ويعيد الكورال نفس ماقاله بجميع الكوبليهات السابقة من أداء، ولكن الكلام هو المتغير عليه يوم القصايد تنكتب,, بعد الفناناسمك لحالة بس,, بعد الفنان فدخول الفنان جيت اكتبك ايضاً الكورال جيت اكتبك ,, ثم اداء الفنان للمذهب الاول وبعد انتهائه,, فيدمج مابين الكورال فعلك يسولف عنه زايد وقايد ,, والفنان يرد عليه اسمك لحالة بس عطر القصايد فنهاية الاغنية عظيمة لأنها تحمل اسما عزيزا علينا جميعاً.
يا مرحبا
الاغنية مقام كرد
والايقاعرمبا
ولهذا اخذ التعبير اللحني برقة ومعناها ديليكاتو تلته موسيقي عذبة مع مرافقة التشلوا بالزم ما بين سكتات الكمنجات, ثم دخول الاغنية بالايقاع الرمبا ومن ثم يتحول الايقاع الى ينبعاوي في الصولو قانون فيعود الايقاع الى سابقه ربما لتسليم الفنان للمذهب.
يامرحبا يافرحة القلب والعين
سلطان يانور العيون ونظرها
تباشروبك عاشقين ومحبين
واستبشرت بك نجد تنثر شعرها
فالكورال يعيد كل شطر بعد الفنان ثم دخول الفنان بالجزء الصغير يامرحبا فيرد عليه الكورال نفس الجملة ثم الفنان يعيد مذهب الاغنية يامرحبا يافرحة القلب والعين وهذا اعادة صعود للقرار موسيقي كلاسيكية معبرة ثم يتحول الايقاع كما ذكرنا الى ينبعاوي وهذ لاداء الصولو الكمان وعند التسليمة يعود الايقاع الى ربما لدخول الكوبليه الاول:
والدار صحراها غدت لك بساتين
ياجوها يابرها يابحرها
امرو حنا للاوامر ملبين
مانلتفت لخلاف ساعة خطرها
ومع الاعادة لتناوب الكورال مع الفنان لاداء الجمل القصيرة ثم اعادة المذهب للكورال فموسيقى جميلة فصولو عود مع الاختلاف في الايقاع لتسليم الكوبليه الثاني :
ياسيدي كان العزم مدت ايدين
يمناك ربي بالمكارم شهرها
اسمك غدا بالطيب مجد وعناوين
واسمك وقف بين العيون وسهرها
فنفس الجملة مابين الكورال السابقة وان اختلف الكلام الى دخول الموسيقى الرائعة لاداء الصولو اوكرديون فالتسليم لاداء الكوبليه الثالث:
كفك غمام تحتريه المساكين
ياطيبة طيباه لله ومرها
ماهو كلامي ذا كلام الملايين
انك بدنيا الطيب ساطع قمرها
وعلى نفس الوتيرة السابقة تناوب مابين الفنان محمد عبده والكورال لأداء هذا الجزء البسيط من الكوبليه الثالث ثم نهاية الاغنية.
وللخلفية ان اختياره للمقام كان جميلا ايضاً سلم دو ,, الذي تفصل درجاته المسافات رائع جداً وذلك لمهارة المطرب في ادائها كذلك هناك سكتات موسيقية وايقاعية سريعة جداً لاداء,,
استبشرت بك نجد,, لتعانق المطرب تكملة البقية,, تنثر شعرها .