Thursday 1st July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 17 ربيع الاول


فوتوغرافيا
أساليب الفن في التصوير الضوئي

يرى الإنسان في هذا العالم روعة الطبيعة وجمالها، ويستنشق عبيرها وتداعبه نسماتها، ويشاهد الحروب ويعاني من ويلاتها، وفي منامه يعيش عالماً آخر بعيدا عن الحقيقة قريبا من الخيال لكنه يفسر حياته وإن كان لا يفهمه وترجمة لمشاعره وإن كان لا يحسها، ومنحه الله العقل ليعبر عما يراه من جمال للطبيعة وما يشاهده من حروب وما يعيشه في أحلامه الوردية أو,,, يعبر عن تلك الأشياء إما بالكلمة وإما باللون أو بالحركة، وكل هذه الطرق وإن اختلفت فلها أساليب تجمعها وسنعرض لفن التصوير الفوتوغرافي وكيف استخدم تلك الأساليب؟! وكيف تخلص من المذهب الكلاسيكي الواقعي الذي يعتمد كليا على نقل الواقع بكل أمانة؟! وكيف تحول إلى التعبيرية أو التجريدية؟! وصل إلى هذه الأساليب بتقنيات مختلفة للتأثير على الصورة النهائية، وذلك إما عند لحظة التصوير أو في الغرفة المظلمة حين التعامل مع المواد الكيمائية، وإليك أساليب الفن عامة وعلاقة الفن الفوتوغرافي بها:
1- الأسلوب الواقعي, ويعتمد فيه الفنان على نقل الواقع كما يشاهده دون تغيير أو تبديل، فالمصور يسجل ما تراه العين كما هي فقد تكون مناظر طبيعية أو عادة من العادات أو حادثة من الحوادث، أو غير ذلك وفي هذه الحالة لا يكون للفنان فلسفة في الموضوع ولكنه يبدع في اختيار الزاوية وتكوين الصورة والاستخدام الأمثل للإضاءة فيبرز فيها الناحية الجمالية التي تجذب النظر عندما يقع عليها والذين يتعاملون مع هذا الأسلوب من الفنانين كثيرون جدا.
2- الأسلوب التجريدي: وفيه يقوم الفنان بتكوين الصورة من خلال عناصر لا تشابه الواقع من حيث الشكل، ويستخدم العلاقات الشكلية بين المسافات والخطوط والألوان ليجعل من هذه الأشياء مادة فنية تخلق استجابة جمالية لدى المشاهد أو تثير تساؤلا للمتلقي أو يهدف منها لإيصال فكرة معينة يريد أن يصل إليها, والذين يتعاملون مع هذا الأسلوب من الفنانين كثيرون وخصوصا المعاصرين الذين يبحثون عن الفن الحديث.
3- الأسلوب التعبيري: وفيه يقوم الفنان بتشكيل يعبر عن أحاسيسه الداخلية، وليس بالضرورة أن يكون هذا التشكيل مطابقا للواقع لكنها تثير احساسا مشابها لما يشعر به ويعمل ذلك من خلال عدسته حيث يرتب العناصر ويجمعها في المجال البصري، ويتلاعب المصور الفوتوغرافي بالاضاءة أو تدرج الألوان أو اختيار التعريض للفلم أو استخدام عدسات تبالغ في إظهار الغموض أو القلق أو الخوف أو الفرح، وكذلك يستفيد من المرشحات التي تعطي أشكالا وألوانا لتخدم موضوعه.
4- الأسلوب الخيالي: وفيه يقوم الفنان الفوتغرافي باستلهام الطبيعة وجعلها مثالا واقعيا خياليا من تصوراته ليعبر عما يشعر به وكأنه يريد أن تكون الطبيعة التي يصورها هي الحياة وهي المثل الأعلى, وفي هذا الأسلوب يعتمد الفنان على حسن استخدام أدواته من عدسات ومرشحات وإضاءة وغيرها.
هذه بعض الأساليب التي يسير عليها أصحاب الفن الفوتغرافي ويشاركون فيها أهل الفن التشكيلي, ورغم التباين بين هذه المدارس إلا أن الفنان يجب أن يتجاوز مثل هذه التصنيفات ويتخطى هذه الحواجز ويجعل الأساليب تخدم هدفه الذي يبحث عنه، فالأسلوب التعبيري لا يؤدي ما يؤديه الأسلوب الواقعي والعكس صحيح.
أحمد الدهلاوي
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved