Thursday 1st July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 17 ربيع الاول


تلميحة

من المؤسف ألا يجد الباحث او الكاتب أو المؤلف على المستوى العربي أي مرجعية للفن التشكيلي السعودي وكثيراً ما وقع بعض المؤرخين أو المؤلفين العرب في أخطاء كبيرة تجاه مسيرة هذا الفن واستعرضت أعمال وأسماء لم تكن جادة في الساحة ولم يعد لأي منها حضور الآن إذ توقفت مشاركاتها في معرض أو معرضين ونحن هنا لسنا معاتبين لأولئك الكتاب بقدر ما نعاتب المعنيين بهذا الفن من الجهات المسؤولة او من الفنانين الذين اوكلت لهم مهام اعداد بحوث او كتيبات موثقة على مدى العشرين عاما مضت اذ نسمع جعجعة ولم نر طحنا فقد نوه زميلنا المحرر التشكيلي سابقا الاستاذ عبدالرحمن الشاعر عن مثل هذا الإنجاز وتلاه الزميل الفنان سعد العبيد ثم الفنان الدكتور محمد الرصيص وغيرهم من الزملاء في المنطقة الغربية وكل هذا وذاك لم نر اي بادرة رغم ان مثل هذه الأسماء جديرة باعداد كتاب عن الفن التشكيلي السعودي، وقبل اشهر استبشرنا باعتزام الرئاسة العامة لرعاية الشباب اصدار مثل هذا الكتاب واوكل الأمر للزميل الفنان والكاتب الصحفي التشكيلي عبدالرحمن السليمان بانجازه وتابعنا مسيرته حتى وصل الى ان سلم للرئاسة,, وهنا نقف مؤملين بأن يرى النور قريبا علما بأن ما عرفناه عن هذا الكتاب يتحدد في رصد الأسماء وأعمال من شملهم الإصدار,, وهذا مطلب هام إلا اننا أيضا نطمع في اصدارات أخرى تختص في قراءات ودراسات عن كيفية مسيرة هذا الفن وحينما نصل الى هذا الهدف او هذه الأمنية فسوف يكون الأمر سهلا وأكثر ثقة ومرجعية لأي كاتب او باحث عربي او عالمي.
اننا بالفعل في حاجة ماسة لتحديد مراحل مسيرة هذا الفن والوقوف عند أهم التجارب فيه وأبرز العطاءات المعاصرة وتوثيقها فالأيام القادمة حبلى بالمبدعين الشباب الذين يهمهم معرفة حقيقة واقعهم التشكيلي.
صوت
عند استعراضنا لتجارب الفنانين التشكيليين في مناطق المملكة المختلفة نجد ان هناك فوارق كبيرة من منطقة واخرى ليس في واقع البيئة او المجتمع بقدر ما هي في رقي الثقافة والوعي بجديد هذا الفن,, واذا اقتربنا أكثر من تلك الملامح نجد ان المنطقة الغربية أكثر تميزا وخصوصا الفنانين في جدة,, فالابداع لديهم يلحق بركب الحضارة مع ارتباط كبير بثقافتهم الإسلامية والمحلية, ولهذا تجد أعمالهم الترحاب والتقدير والإشادة في المحافل العالمية التي تشارك بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب ويمثلها تلك الأعمال المتميزة, ان الاطلاع المستمر والبحث الجاد والاحتكاك بالآخرين من أهم مقومات تطوير الذات, ولهذا يظهر الاختلاف في واقع فناني الرياض الغائبين كثيرا شكلا ومضمونا حتى الآن، إلا من القليل جدا ممن ما زالوا في حدود التعرف على مفرداتهم وأدواتهم رغم تواجد أسمائهم.
رغم قناعي بكل ما نكتبه ونطالب به تجاه كيفية وضع خطة ناجحة في برامج المعارض وما يمكن ان تكون عليه تفاديا للخطأ الذي اصبحت معالمه واضحة والمتمثلة في ابتعاد الفنانين الكبار إبداعا وتجربة ووصول المعارض الجماعية الى خلط نتج عنه كثرة الغث, اقول رغم قناعتي بهذا الواقع إلا ان حديثا جرى بيني وبين فنان له باع طويل في مسيرة هذا الفن بجملة قصيرة في كلماتها وكبيرة في مضمونها حيث قال: ما يتم حاليا من زوبعة تشكيلية لن تنتهي إلا على أكتاف المبدعين فقط,, فالبقاء للأفضل ولهذا فأترك ما ثقل حمله واحرص على ما غلى ثمنه,, وهذه هي الحقيقة وتلك هي ما أيقظني من غفوة أيام طويلة أرهقت كاهل الصفحة,, لهذا نقول لقد قلنا ما نتوقع الصدق فيه ونعد بأن القادم سيكون أكثر افقية في البحث والطرح ولكن في جوانب المعاصرة.
محمد المنيف

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved