تعتبر المخدرات آفة من الآفات التي بليت بها البشرية منذ قديم الزمان وكثر استعمالها في الوقت الحاضر وللمخدرات اضرار كثيرة فاضافة الى ما لها من مساوىء اجتماعية ومادية وضياع للعقل وتحطيم للاسرة فانها تسبب اضرارا جسمانية كثيرة,, وقد يتضرر منها مباشرة او بطريقة غير مباشرة كل عضو في الجسم ومن هذه الاعضاء الكليتان فعلى سبيل المثال لا الحصر تصاب الكلية بما يلي:
1- الالتهابات الكبيبية )Clomoulon- ephutis( وعادة ما تحدث عند متعاطي المخدرات عن طريق الوريد وتؤدي عند كثير من المرضى الى فقدان كمية كبيرة من الزلال في البول وينتج عن ذلك نقص في زلال الدم ويصاحب هذا زيادة في نسبة السوائل في الجسم مما يؤدي الى تورم في القدمين وتجمع السوائل في الرئتين والبطن وايضا يرتفع ضغط الدم عند هؤلاء المرضى, وغالبا ما يكون الالتهاب الكبيبي الكلوي الناتج عن تعاطي المخدرات من النوع الخطير والصعب علاجه بالمقارنة بالالتهابات الكبيبية الناتجة عن اسباب اخرى وينتج عنه فشل كلوي مزمن في فترة قصيرة قد تصل الى 6 اشهر ولكن في الغالب حوالي 6 سنوات من مدة تعاطي المخدرات.
2- فشل كلوي حاد عند مستخدمي بعض انواع المخدرات كالكوكايين والهيروين والبايوترين وذلك نتيجة لفقد متعاطي المخدرات وعيه لمدة طويلة وضغط جزء من الجسم لفترة طويلة على سطح صلب خلال مدة الغيبوبة وينتج عن ذلك تحلل لعضلات الجسم )Rhabd- omyoiyis( وخروج مواد سامة للكلية من تلك العضلات المتحللة.
3- يصاب متعاطي المخدرات عن طريق الحقن تحت الجلد بالتهابات وتقرحات جلدية مزمنة وينتج عن ذلك نوع من الالتهابات الخطيرة بالكليتين.
4- قد يصاب متعاطي المخدرات بالتهاب في صمامات القلب وينتج عن ذلك التهاب مناعي في الكلية قد يؤدي الى فشل كلوي حاد.
5- يتعرض متعاطي المخدرات بالوريد الى الاصابة بفيروس الكبد ب و ج ويؤدي هذان الفيروسان بطريقة غير مباشرة الى التهابات مناعية في الكلية مما يسبب زيادة فقدان زلال الدم في البول او الى تدهور سريع في عمل الكلى وبالتالي الى فشل كلوي حاد.
6- يصاب متعاطي المخدرات بمرض نقص المناعة (الايدز) وهذا المرض يؤدي بطريقة مباشرة او بطريقة غير مباشرة الى التهابات مختلفة في الكلية.
7- قد يصاب متعاطي المخدرات وخصوصا عند من يشم الصمغ او مذيبات المواد الكيمائية باختلال في احماض الدم وكذلك بنقص في مادة البوتاسيوم وما يصاحبها من ضعف عام في عضلات الجسم.
من هذا كله نجد ان ديننا الحنيف عندما حرم تعاطي المخدرات انما كان لحكمة إلهية عظيمة للمحافظة على عقل وجسم الانسان ودرء جميع الاخطار عنه وبقاء الانسان عنصرا فعالا في المجتمع.
*رئيس وحدة أمراض الكلى وضغط الدم - ونائب رئيس قسم الباطنة بمستشفى الملك فهد