سامحونا,. لنكرم هؤلاء وهم أحياء يرزقون أحمد العلولا |
في تلك الأمسية التي كان العميد (والتي يستحق بموجبها الترقية إلى رتبة لواء)
يحتفي بحمزة فتيحي أبرز المساهمين في اشهار هذا النادي العريق,, التقيت في مناسبة اجتماعية أحد رموز الرياضة بالمنطقة الوسطى ممن كان له دور مشهود في نشأة وتأسيس أحد أندية العاصمة,, ولأنني لم أكن على معرفة سابقة به,, فقد كان أحد اللاعبين القدامى بذلك النادي هو الآخر متواجداً بتلك المناسبة ويعرفه جيداً,, لذلك تكرم مشكوراً بتقديم شخصي المتواضع له,, انني اذ أؤكد - وللاسف الشديد - مدى قصوري وشعوري بالخجل لعدم معرفتي به الا من خلال - وسيط-,, نعم قد سمعت - بالاسم - أما من حيث احاطتي بشكله,, فهذا لم يكن وارداً,, وهنا احاول ان التمس العذر لنفسي,, فأقول,, لربما ان صورته لم تأخذ طريقها بعد لأرشيف الصحف المحلية في الوقت الذي نعرف فيه كافة اللاعبين وحتى انصافهم بمختلف أشكالهم وألوانهم!!
سألته عن ارتباطه بالرياضة حاليا,, ومدى تواصله مع ناديه - لا داعي لتحديد الاسم - فيما اعتذر هو الآخر عن الافصاح أو كشف هويته إن (انا) فكرت بالكتابة حول موضوع النقاش الذي دار بيننا!!
ولا أملك هنا سوى ان احترم رغبته تلك خصوصا ان الاهمية تكمن في القضية التي أتناولها عبر هذا المقال,, وليس هو كفرد يأتي ضمن مجموعة من الافراد المشهود لهم في مرحلة سابقة بالاسهام في بناء الحركة الرياضية.
وكان من الواجب على الجيل الحالي وأعني به كافة منسوبي الوسط الرياضي والشبابي ان يبادر بصناعة وصياغة لفتة جميلة ومعبرة تجاه اولئك الرواد,, فما أروع التقدير بحق الرموز,, علينا واجب المشاركة في رفع شعار رد الجميل والوفاء والاحتفاء بهم وهم احياء يرزقون.
لقد لمست وأدركت من حديثه المقتضب شعوره بفقدان لغة التواصل من جانب منسوبي ناديه الذين يجهلون وللاسف تاريخ مرحلة البناء,, وكأن الحاضر ليس له صلة تذكر بتلك الايام الخوالي التي شهدت عصارة جهد أولئك الرموز في زمن لم تكن هناك امكانات مادية أو فنية وانما كانت التضحية رمزاً وعنواناً للتحدي والسعي نحو اثبات الوجود.
يقول بحسرة وألم,, كل الادارات التي تعاقبت على تسيير اوضاع النادي لم تفكر ذات مرة بتوجيه دعوة لحضور مناسبة,, أو المشاركة بتقديم مشورة او رأي,.
هي مرة واحدة تلقيت (خطابا) ولا أخفيك سراً بفرحتي بهذا القدوم للمولود اليتيم,, لكن سرعان ما طارت الفرحة,, وحلت محلها الحسرة,, فالجماعة تطلب معونة مادية من باب التبرع للنادي!!
سألته,, كيف كان موقفك؟
أجاب قائلا,, بالطبع تجاهلت الموضوع وسارعت في تمزيق الرسالة التي يبدو انها وصلتني عن طريق الخطأ فأنا - والحديث له - لست مليونيراً أو (بنكاً متحركاً) كي اقدم معونة لناد يمارس سياسة نكران الجميل والعقوق بحق مؤسسيه!!!
أما بعد,, وقد اختتم محدثي هذا الموضوع بتلك الصورة,, فان على الاندية ان تعيد النظر بشأن هذه المسألة,, ولتخدو حذو الاتحاد,, النادي الكبير برجالاته الاوفياء,, ليكون كل مسؤول في كل ناد بمستوى تفكير وطموح رئيسه الاستاذ أحمد مسعود الذي احيا الأمل في نفوس الجميع بمبادرته الرائعة حينما شرع في تكريم حمزة فتيحي,, نحن نتطلع لتكريم أكثر من فتيحي!!
ويبقى الأمل كبيراً بفيصل بن فهد
وهذا اقتراح متواضع أسوقه برسم الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولاسيما في هذا العام الذي يشهد مناسبة وطنية تتمثل في الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس مملكتنا الغالية,, والذي أتمنى بموجبه الدعوة لتشكيل لجنة تقع على عاتقها مسؤولية تحديد اسماء ابرز رواد الرياضة الاوائل ممن كانت لهم اسهامات مشكورة في بناء قواعد الصرح الرياضي الشامخ,, ومن ثم العمل على اقامة حفل كبير يتم خلاله تكريم اولئك الرواد وذلك من قبل سمو الرئيس العام الذي سيكون بتشريفه ورعايته المناسبة مصدر فخر واعتزاز.
ويبقى العشم والامل قائما لا حدود له بتجاوب المسؤولين في رعاية الشباب والعمل على دراسة هذا المقترح ومن ثم تطبيقه على ارض الواقع.
لقد شهدت الرياضة في بلادنا ومازالت مظاهر تكريم فئات كثيرة من منسوبي الوسط الشبابي والرياضي كان لها اكبر الاثر في نفوس من شملهم التكريم,, إلا ان هذه الفئة - موضوع المقال - لاتزال تنتظر لمسة وفاء وتقدير من قبل امير الوفاء والانسانية فيصل بن فهد,, وسامحونا!!
وعاد بلال سعيد بطلاً
لي صديق متميز اشتهر دائما بتكراره هذا السؤال,, أين هو اللاعب (فلان)؟ تارة يسأل عن لاعب مغمور,, ومرة عن لاعب بارز.
يريد معرفة أين اللاعب (كريم المسفر) وكيف مثل الهلال ومن ثم الوحدة.
يفتش في صفحات الماضي,, يحلو له الحديث عن الذكريات.
أين أبو غنم الاتحادي,, والصاروخ الشبابي والفصمة اخوان, ,, وغيرهم,,؟
هكذا لا يتردد في السؤال عن حضارة سادت ثم,, في كل مرة اقول له,, انني لست مرجعا وثائقياً,, ولم أكن من ذلك الجيل الذي ارتبط بمعرفته,, ثم ان مثل تلك الاسئلة تتطلب (باحثا اجتماعيا) للاطلاع على شؤون ورعاية اللاعبين القدامى,.
* ذات مرة سألني عن بلال سعيد.
** قلت له بحكم خبرتي المتواضعة,, بلال كان نجما في سباق 800م وكذلك في لعبة كرة السلة.
منذ فترة وكنت قد اطلعت للمرة الثانية على كتاب الاعلام الرياضي بالمملكة لمؤلفه د, أمين ساعاتي توقفت عند استعراضه فصول قصة رياضيةواقعية وكان قد نشرها بجريدة البلاد عام 1385ه تحت عنوان وعاد بطلا!
القصة باختصار,, تدور احداثها حول لاعب سعودي سافر إلى لبنان للعيش هناك برفقة ثري لبناني,, كان بلال سعيد طفلا آنذاك,, ولما اشتد ساعده اصبح من ابرز لاعبي كرة السلة وكذلك في سباق 800م.
وقد احتضنت لبنان الدورة العربية المدرسية الخامسة واشتركت المملكة فيها بوفد ترأسه عباس حداوي.
وخلال البطولة قدم بلال سعيد نفسه لرئيس الوفد قائلا: انا سعودي مقيم في لبنان وأرغب المشاركة,, فالامل يحدوني للفوز بذهبية سباق 800م لاقدمها برسم بلادي هدية متواضعة!
وبعد مد وجزر قرر حداوي الموافقة على مشاركة ذلك النجم المجهول.
فاز بلال بالذهبية ومن ثم قرر العودة نهائيا لوطنه.
لقد هاتفت ذلك الصديق من بعد قائلا: وجدتها,, وجدتها هل تريد معلومة جديدة عن بلال سعيد؟؟
لكي يبقى السؤال,, أين بلال سعيد؟ وأين,, أين أولئك النجوم الاوائل؟
ماذا قدمت لهم أنديتهم,, لا شيء سوى النسيان!! وسامحونا!!
|
|
|