Monday 28th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 14 ربيع الاول


رحم الله الشيخ الألمعي

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لقد فقد العالم الاسلامي والعربي اديباً ألمعياً ومربياً فاضلاً وشيخاً وقوراً,, طالما كتب عن مكارم الاخلاق، وعن الادب العربي الاصيل، ومؤلفاته ورسائله المتعددة اظنها لا تخفى على كل مطلع، يعرفه الصغير قبل الكبير من خلال برامجه التي قدمها بأسلوب مميز لا يخلو من دعابة,, نعم انه الشيخ العلامة علي الطنطاوي رحمه الله صاحب الذكريات العذبة والنصائح الصادقة المقرونة بتجارب الحياة حلوها ومرها.
وكأني بتلك الذكريات لا يغمض لها جفن ولا يطمئن لها بال وجداً على نجم فكر قد افل وربان قد رحل، تنشد السلوى فلا تجد اليها سبيلاً فنحيبها لم يعد سراً يخفيه الظلام او خبيئاً تواريه الحجب.
اما النصائح فلا تسل عن ذوبانها شفقة وعطفاً فها هو يخاطب النساء قائلاً: ان دعاة المساواة والاختلاط باسم المدنية قوم كذابون من جهتين: كذابون لانهم ما أرادوا من هذا كله الا إمتاع جوارهم، وارضاء ميولهم، واعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر، وما يأملون به من لذائذ أخر، ولكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به، فلبّسوه بهذا الرأي يهرفون به من هذه الالفاظ الطنانة، التي ليس وراءها شيء: التقدمية، والتمدن.
يا بناتي المؤمنات الدينات، يا بناتي الشريفات العفيفات، انه لا يكون الضحية الا أنتن، فلا تقدمن نفوسكن ضحايا على مذبح إبليس، لا تسمعن كلام هؤلاء الذين يزينون لكن حياة الاختلاط باسم الحرية والمدنية والتقدمية، انه لا شيء مما يهرف به هؤلاء يرد على البنت عرضها الذاهب، ولا يرجع لها شرفها المثلوم، ولا يعيد لها كرامتها الضائعة، واذا سقطت البنت لم تجد واحداً منهم يأخذ بيدها، او يرفعها من سقطتها، انما تجدهم جميعاً يتراحمون على جمالها.
فاذا ولّى ولّوا عنها كما تولي الكلاب عن الجيفة التي لم يبق فيها مزعة لحم!
هذه نصيحتي اليك يابنتي، وهذا هو الحق فلا تسمعي غيره واعلمي ان بيدك انت، لا بأيدينا معشر الرجال بيدك مفتاح باب الاصلاح، فإذا شئت اصلحت نفسك واصلحت بصلاحك الامة كلها , رحم الله الشيخ رحمة واسعة فقد اعطى للادب مذاقاً لم يعطه كثير ممن لمّعوا وطبّل لهم، والله المستعان.
يوسف بن محمد القويفلي
الخرج

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved