Monday 28th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 14 ربيع الاول


مستعجل
تمير,, يا وزارة الصحة,.

** عندما تزور بعض القرى والمدن الصغيرة,, أول ما يقفز الى ذهن هؤلاء,, وأول حوار يفتحه هؤلاء,, هو الخدمات الصحية,.
** وهناك نقطة مهمة جدا,, لابد ان نشير لها في بداية الحديث,, وهو ان الخدمات الصحية شاملة ومنتشرة في كل مدينة وقرية وهجرة مهما كان صغرها.
** هناك مراكز صغيرة,, وهناك مراكز كبيرة,, وهناك مستوصفات,, وهناك مستشفيات,, وهناك وجود للخدمة الصحية بشكل ملحوظ,, ولكنها قد تقوى أو تضعف أحيانا لكنه في الجملة غير مفقود.
** كما أننا ايضا,, يجب ان نشيد بدور وزارة الصحة وتفاعله مع متطلبات المواطن,, وتوفير هذه المرافق الصحية في كل مكان من هذه القارة الضخمة.
** إلا أن هذه الخدمات الطبية كما أسلفنا قد يعتريها القصور أو الضعف أحيانا- والوزارة عندما تكشف مثل هذا الشيء- تبادر وتعمل وتعالج القصور,, وهو ما يقودنا الى الاشارة الى بعض السلبيات ما بين وقت وآخر.
** يقول بعض سكان هذه القرى والهجر,, ان وزارة الصحة توجه لنا,, الضعفاء في كل شيء,, فعندما يأتي طبيب حديث التخرج أو ضعيف الامكانات,, أو تخرج بتقدير مقبول,, فإنه يوجه الى احدى هذه القرى ليتدرب ويتعلم في رؤوس هؤلاء المساكين,.
** وعندما يأتي صيدلي أو موظف مختبر أو ممرض ضعيف أو راسب عشر مرات,, يوجه للقرى,, وتحرم هذه القرى من الكفاءات والكوادر المؤهلة القادرة,, والمحظوظ,, هو من له في الخرابة قرابة
** ولا ندري,, هل هذا صحيح,, أم أنه مجرد مبالغات,, وأهل القرى,, قد يبالغون,, ولكننا نقول,, على وزارة الصحة,, ان تراجع ذلك لتتأكد من صحة هذه الشائعة,.
** وفي الاسبوع الماضي,, كنت في زيارة لمدينة تمير,, هذه المدينة الجميلة,, التي يتبعها عشرات القرى والهجر,, ويقصدها الآلاف من البادية وغير البادية,, لأنها منطقة زراعية,, ومنطقة نشطة,, ومنطقة حركة,, حيث ان المخيمات وعشاق البراري يخيمون حول هذه المنطقة,, نظراً لما تتمتع به من جمال وخضرة وأشجار,,
** وما أريد أن أتحدث عنه هنا,, هو مستشفى تمير العام ذلك المستشفى الصغير,, الذي يشبه مركز صيانة الطرق أو كمب لشركة,.
** فهو أولا,, بني بناء جاهزا سيىء التكوين,, ومتى سقطت رشة مطر,, انهملت أسقف المبنى على المراجعين والأطباء والمرضى,.
** وحتى عندما زرت هذا المستشفى,, لم أجد طبيبا أو ممرضا أو ممرضة في زي جيد,, بل إنهم أشبه بمجموعة عمال وخادمات في مكتب استقدام.
** ثم ان هذا المستشفى لا يملك مختبرا جيدا,, فمتى احتاج المريض الى تحليل فعليه ان ينتظر ارسال العينة الى المجمعة أو حوطة سدير أو الى مجمع الرياض الطبي,, وعليه ان يصبر على مرضه حتى يأتي مندوب العينات بالجواب,, هل هو مريض أم لا,, وهل هو مصاب أم لا,, وهل,, وهل؟!!.
** ولك ان تتخيل,, عندما تعرض الاسعاف الخاص بالمستشفى,, وهي سيارة واحدة,, تعرض الحادث مروري وتعطلت السيارة ولم تصلح حتى الآن,, ولم يتم حتى الآن ايضا,, تأمين سيارة بديلة,, وبقي هذا المستشفى العام بدون سيارة اسعاف,, ولو احتاج أحد المرضى لنقله في حالة اسعافية,, فإن الأمر يتم من خلال فزعة الهلال الأحمر,, او فزعة خردة المركز الصحي,, أو فزعة أحد الأهالي ببوغمارتين فهل يعقل ان يبقى مستشفى عام اسمه مستشفى تمير العام بدون سيارة اسعاف واحدة,, وهل يعقل,, أن مستشفى يستقبل يوميا مختلف وأنواع وأشكال الحالات المرضية,, بما فيها الصعب والخطر,, وما يحتاج الى سرعة التدخل,, هل يعقل,, ألا يكون فيه سيارة اسعاف واحدة؟!!
** ثم ان مستشفى تمير العام أيها الاخوة,, لا يوجد به على الاطلاق,, بنك للدم,, وبنك الدم كما يعلم الجميع أبسط احتياجات أي مستشفى في هذا الوجود,, فالمرضى ومصابو الحوادث قد يحتاجون الى دم مستعجل,, فهل يعقل يادكتور بدر أن يبقى المريض أو الجريح,, أو من أجريت له عملية صغيرة أو سريعة,, هل يبقى ينزف حتى يأتي دم من المجمعة أو الحوطة أو الرياض,, هذا,, ان وجد سيارة تنقل الدم بطريقة سليمة.
** ثم ان الأطباء والفنيين والممرضين والممرضات الذين تختارهم المديريات الصحية للقرى والهجر والمدن النائية هم فئة محدودة وربما بمستويات ليست عالية.
ومثل هؤلاء قد لا ينتظر منهم القيام بالدور المطلوب.
** ان هناك جوانب نقص,, وجوانب قصور أخرى في هذا المستشفى,, وهو مع الأسف يحمل اسم مستشفى بينما هو في الحقيقة يفتقد لأبسط قواعد واحتياجات المستشفى- ومع ذلك نقول,, مستشفى,, ولكن نقول أيضا,, طوروه.
** إن الكثير من سكان المنطقة,, والكثير من قاصديها يحتاجون باستمرار مراجعة هذا المستشفى,, وكثيرا ما يقولون,, لم نجد بغيتنا,, وقالوا لنا,, راجعوا,, الحوطة,, أو راجعوا المجمعة,, والقوي,, يمغط رجله ويراجع الرياض.
** إننا نوجه هذا المطلب لسعادة مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض الدكتور النشط,, بدر الربيعة,, ونجزم,, أنه من أشد الناس حرصا على العمل والمتابعة وتوفير كل ما يحتاجه المواطن في المنطقة.
** نعرف ايضا,, أن الدكتور بدر,, كثيرا ما يخطف رجله هنا وهناك,, وله جولات تفقدية مشهودة,, وقد أثمرت,, وقد كان لها نتائجها في أكثر من موقع,, وليت مستشفى تمير العام يكون أحد هذه المرافق التي توفق في زيارة خاطفة من الدكتور بدر,, ليقف بنفسه على شيء من معاناة أهالي تمير من هذا المستشفى,, وتدني مستوى الخدمة الطبية فيه.
عبدالرحمن بن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved