قبل ان يتوصل رئيس وزراء إسرائيل المنتخب ايهود باراك الى التشكيل النهائي لحكومة اسرائيل واحدة أعطى موشي ارينز وزير الحرب في حكومة بنيامين نتنياهو المستقيلة الضوء الاخضر أمس لبناء 1800 مسكن جديد في شمال القدس العربية المحتلة ليكمل بها الطوق اليهودي حولها، وربطها بالقدس الغربية!
وبهذا فإن حكومة نتنياهو المستقيلة تكون قد حددت مسار حكومة باراك القادمة فيما يتعلق بالسياسة الاستيطانية التي ترمي الى تحقيق هدف محدد، هو ابتلاع معظم - إن لم يكن - كل الاراضي الفلسطينية المحتلة، بحيث تجعل من المستحيل عمليا وواقعيا إقامة دولة فلسطينية لعدم وجود ارض تكفي لاقامتها،
ومن الحقائق الاسرائيلية التي لا خلاف عليها ان جميع قادتها - إسرائيل - السياسيين والعسكريين ومن مختلف الاحزاب السياسية الدينية والعلمانية، لا يختلفون أبداً فيما يتعلق بالالتزام بخط الاستراتيجية السياسية المرسومة لهم منذ عهد مؤتمر بازال في القرن الماضي الذي وضع الخطة الصهيونية التاريخية التي حققت - في النهاية - اغتصاب فلسطين وقيام الدولة الاسرائيلية على أرضها،
وباراك مثل نتنياهو، وجهان لنفس الحقيقة الواحدة،، وهاهو باراك يعتمد في مشاوراته المكثفة لتشكيل ائتلاف حكومي يعتمد على الاحزاب الدينية المتشددة التي اخذ كل منها يُملي عليه شروطه للمشاركة في الحكومة التي تبلورت ملامحها الدينية أمس بعد انضمام حزب شاس المتشدد 17 نائباً، إليها وحزب سيريتس 10 نواب والحزب الديني 5 نواب وحزب الوسط بزعامة موردخاي 6 نواب، فضلاً عن حزب الليكود 19 نائباً الذي ما زال باراك يتشاور مع زعيمه المؤقت الصهيوني العتيد اريل شارون،
والمعروف ان حزب العمال بزعامة رئيس الوزراء المنتخب له 26 نائباً،
ويريد باراك ان يشكل ما اسماه حكومة كل اسرائيل بحيث يعتمد على تأييد احزاب اسرائيل المشاركة في الحكومة في تنفيذ سياسته المتعلقة بعملية السلام والاستيطان،
وجميع المؤشرات التي يمكن قراءتها من مشاركة جميع الاحزاب اليمينية المتشددة في حكومة باراك تؤكد على حقيقة ان سياسته لن تختلف عن سياسة سلفه نتنياهو فيما يتعلق بعملية السلام والاستيطان في الاراضي المحتلة،
ومن تلك المؤشرات ان باراك اعلن فور فوزه صبيحة يوم 18 مايو الماضي انه يمكن ان ينسحب من جنوب لبنان كما يمكن ان ينسحب من الجولان السورية خلال سنة واحدة،
وبعد اسبوعين من فوزه ومن ادلائه بهذه التصريحات زاد السنة التي حددها للانسحاب من الجولان الى سنتين!!
وامس قال وزير الدفاع في حكومة نتنياهو موشي ارينز ان باراك كان على علم بالغارات الجوية التي شنتها اسرائيل مساء الخميس وصباح الجمعة الماضيين!!
وكان باراك قد اعلن حسب ما بثته وكالات الانباء صباح اول امس السبت، عن أنه مستاء من قصف بيروت !!
وهكذا هم قادة اسرائيل الذين لم نُحسن بعد، فهمهم سياسياً واخلاقياً،