* لندن - واشنطن - برشتينا - الوكالات
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس الأحد رؤساء الدول من مخاطر كارثة إنسانية جديدة في البلقان في حال لم يتم تقديم مساعدة كافية لإعادة الإعمار في أسرع وقت ممكن.
وقال عنان في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في لندن علينا الحرص ألا يعاقب الصرب - الذين هم ضحايا قادتهم بطريقة أو بأخرى - مرتين .
مضيفا علينا درس الوضع بدقة .
وكان عنان يشير إلى الرغبة التي عبرت عنها بعض الدول مثل بريطانيا والولايات المتحدة بحصر مساعداتهما بالشق الإنساني لعدم تشجيع نظام الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفتيش بطريقة غير مباشرة.
وتابع إنني أقول لرؤساء الدول بأنه يجب أن نكون متيقظين لكي لا ننغلق على أنفسنا لأنه في حال قمنا بذلك فستقع كارثة إنسانية أخرى .
وأعرب عنان عن قلقه إزاء مصير الشعب اليوغوسلافي المحروم من منازله في بعض الأحيان والتدفئة والكهرباء عند حلول فصل الشتاء , وقال آمل أن يكون تحديدنا للمساعدة الإنسانية واسعا بما فيه الكفاية ليشمل التصليحات المتعلقة بالكهرباء والمياه .
وحول مدة عمل بعثة قوة السلام في كوسوفو اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن ذلك سيستغرق بضعة أعوام على أقل تقدير , وتابع اعتقد أن إعادة إعمار كل جنوب شرق أوروبا سيستغرق حوالي عشرة أعوام, لكن لا يمكنني القول ماذا سنكون هناك خلال كل هذه الفترة.
وخلص عنان إلى القول أنه تأثر بعد لقائه مؤخرا بادي أشدون مرشح حكومة توني بلير إلى منصب رئيس الإدارة المدنية للأمم المتحدة في كوسوفو.
وفي بريشتينا صرح متحدث باسم قوة (كي - فور) لحفظ السلام في كوسوفا أمس الأحد بأن عامل إغاثة والمترجم المرافق له قتلا بالرصاص في بريشتينا عاصمة الاقليم.
وأشار المتحدث إلى أن الحادث وقع ليلة السبت/ الأحد وأن التحقيقات جارية بشأنه.
على صعيد آخر أشار تقرير أمريكي إلى أن القوات الأمريكية تقوم حاليا باستخدام أجهزة الكترونية حديثة جي بي أس للكشف عن مواقع تردد أن الصرب ارتكبوا فيها فظائع ضد السكان المحليين في إقليم كوسوفا.
وقال التقرير الذي وزعته السفارة الأمريكية بالقاهرة أنه يجرى حاليا تحديد هذه المواقع وابلاغ المحققين والخبراء العاملين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي,, في حين يتعذر الوصول إلى بعض المواقع الأخرى بسبب الألغام.
وأشار إلى أن هناك 4500 جندي أمريكي يقومون الآن بمهام حفظ السلام في مدن وقرى جميع أنحاء إقليم كوسوفا,, وأنه من المقرر أن يزيد عدد هذه القوة الأمريكية إلى 7000 بحلول منتصف الشهر القادم.
وقال إن القوات الأمريكية تواجه تحديات عديدة أخرى في كوسوفا بما فيها تحدي الألغام الأرضية والشراك المفخخة ووجود ذخائر غير متفجرة من بينها قنابل عنقودية كانت قد اسقطتها طائرات الناتو.
وأشار التقرير إلى أن من بين المهام التي يقوم بها الجنود الأمريكيون محاولة تهدئة السكان المحليين في الاقليم وإشاعة مناخ الثقة بينهم,, مشيرا إلى أن العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية بدأت تعود إلى الاقليم لممارسة نشاطها.
هذا ومن ناحيتهم ذكر المحققون الدوليون في جرائم الحرب في كوسوفا انهم يحققون تقدما كبيرا على صعيد الكشف عن المزيد من الجرائم الجماعية التي شهدها الاقليم خلال العمليات العسكرية لحلف الأطلنطي ضد يوغوسلافيا.
وقد تمكنت حسبما أشارت شبكة (سي إن إن) الأمريكية قوات حفظ السلام في كوسوفا (كي - فور) أمس من القاء القبض على مواطن صربي في بريشتينا أدلى شهود عيان بمعلومات تتهمه بارتكاب عشرات من الاغتيالات في الاقليم.
وذكر مسؤول بالقوات البريطانية التي اعتقلته أن المتهم سيودع رهن الاحتجاز في مكان ما في كوسوفا.
على صعيد آخر قال كيفن كندي المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في كوسوفا إن هناك اتصالات مكثفة مع زعماء جيش تحرير كوسوفا والقيادة السياسية لألبان الاقليم لاخطارهم بعزم الأمم المتحدة على توفير فرص متكافئة لأفراد جيش تحرير كوسوفا للخدمة في قوة شرطة جديدة في الاقليم.
وأوضح كندي أن الأمم المتحدة لن يكون بمقدورها قبول طلبات التحاق أفراد جيش تحرير كوسوفا بقوة الشرطة المقترحة إلا بعد أن يسلموا أسلحتهم,, ودعاهم إلى التقدم بطلباتهم للالتحاق بقوة الشرطة.
وأضاف إن مجلس الأمن قد عهد إلى قوات الأمم المتحدة مسؤولية الإدارة المدنية في كوسوفا بما في ذلك الجزء الأساسي وهو الأمن المدني.
|