هذه الكلمة عن الأغاني لا تتعلق بمهرجان الأغنية السورية الذي ينعقد سنوياً في حلب ولا تتعلق بالمهرجانات العربية وغيرها المخصصة لفرسان الأغاني الذين توزع عليهم الجوائز القيمة فحسب، إنما هي كلمة تقال على هامش هذه المهرجانات جميعاً، وتقال بعد الاستماع المستمر لمئات، بل لآلاف الاغنيات التي تبث عبر الاذاعات وعبر الشاشات الفضية والفضائية الواسعة الانتشار، وتقال بعد التأمل في موضوعات هذه الاغاني وفي كلماتها المنهمرة هنا وهناك.
أنا لا اعترض على موضوع الحب فهذا أمر فطري لا خلاف عليه، إنما الشاذ أن يسيطر هذا الأمر على الأغاني وأن يصبح هاجساً مملاً، وهوساً سمجاً، وضحالة وسذاجة في معظم الأحيان وأن تساهم انجازات الفيديو كليب في تعميق هذا الهوس وفي تكريس جانب على جوانب كثيرة أولى بأن تبادر الأغنية في معالجتها جمالياً وإذاعتها على الناس, فأين أغاني الحياة الواسعة؟ وأين أغاني الإنسانية منذ ولادة الإنسان إلى أن يصبح شيخاً، والموضوعات متعددة بثراء هذه الإنسانية؟
لا أدري لماذا توقفت الأغنية الراهنة في دائرة مغلقة، مملة -باستثناء بعضها- والحياة أكثر رحابة وأكثر فضاءات؟!
مصطفى النجار