Monday 28th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 14 ربيع الاول


تعليم 21
تعليمنا: إلى حيث نريد له

لم يعد ينظر الى التعليم على انه عملية استهلاكية وترف تحتكره بعض الشرائح الاجتماعية, النظرة الى التعليم اصبحت تنطلق من مسلمة مفادها ان التعليم هو استثمار تنموي يوظف رأس المال البشري لتحقيق التنمية الشاملة, والتعليم لا يكتفي فقط بإصلاح حاضر الامة، بل انه يسبقها ليستشرف لها آفاق المستقبل الذي تتطلع اليه, ان تطوير التعليم ليحقق تطلعات الامة يتطلب اولا توفير الدعم السياسي للتوجهات التربوية، كما يتطلب ايضا تفهم الاجهزة التنفيذية للقرار التربوي ودعمها له, وما لم يتحقق للنظام التعليمي مثل هذا الدعم فسوف نبقى نعمل ونتحدث في فراغ.
التعليم (التمدرس)، وهو الوجه السياسي للتربية، كان ولا يزال دائما في بؤرة اهتمامات اي قيادي يصل الى هرم السلطة في العالم المتحضر, فلا يكاد يخلو برنامج عمل اي رئيس دولة من خطة تتوجه نحو اصلاح وتجديد التعليم في بلاده, بل إن البعض من القادة يذهب الى حد تحديد هدف تعليمي يلامس اهتمام ومشاعر قطاع كبير من الناس ويسعى لتحقيقه خلال فترة رئاسته, وتتقرر مساحة الاهتمام التي ينالها التعليم في اي بلد بناء على ايمان القيادات الوطنية في ذلك البلد بأهمية التعليم في تحقيق التنمية الشاملة للدولة وتفهمها لدوره في نقل المواطن من حياة الهمجية والتخلف الى حياة التحضر والبناء, والامة هي التي تقرر بمحض إرادتها ملامح نظامها التعليمي، كما انها ايضا تحدد اولويته في مشروعاتها الوطنية, وفيما يلي اشير الى بعض التأملات في نظامنا التعليمي:
- الأصالة: لتعليمنا شخصيته وثوابته التي تميزه عن غيره من الانظمة، هذا التميز في شخصية نظامنا التعليمي يكسب جهود التطوير والاصلاح الانسجام والتماسك المطلوب, علينا ان نمرر كل ما نستعين به من جهود تطويرية على مقياس الاصالة لكيلا يكون تعليمنا مجرد نهب من انظمة اخرى وتجميعا لأفكار ورؤى وتجارب الآخرين, ولابد ان نؤكد هنا ان الأصالة لا تعني بأي حال تضييق فرص التجديد والتطوير والرفض المسبق لكل ما لدى الآخرين (الا اذا كنا نعتقد بأن علينا إعادة اكتشاف العجلة من جديد).
- لابد من التسليم بأنه بداخل كل متعلم منجم من القدرات وأن استخراج هذه القدرات يتطلب احترام الفرد وعدم الاقلال من امكاناته وتهيئة كل الفرص التعليمية الملائمة التي تستحث تدفق هذه القدرات, كما لابد من تهيئة الفرص التعليمية التي تشجع الطلاب على طرح الرأي والدخول مع الغير في حوار متزن بعيداً عن مناخ الخوف والتردد, في مثل تلك الظروف فقط تتفتح لدى الطلاب ملكات الابداع والتفكير, مهارات التفكير والإبداع يمكن بناؤها عند المتعلمين اذا استخدمت الاستراتيجيات المناسبة، وهذا ما يجب ان يدركه ويعيه كل من يتحمل مسئولية تدريس ابنائنا.
- التميز والتفوق في التعليم امر لا يمكن تحقيقه قبل ان نصف ونضع المعايير لما يمكن اعتباره تميزا وتفوقا في التعليم, ان وجود مثل تلك المعايير من شأنه ان يوجه جهود التطوير ويمكننا من الحكم على مردودها الاصلاحي، في حين يؤدي غياب تلك المعايير الى دخولنا دوائر التخبط والتخمين.
- العلوم والرياضيات هي لغة اهل هذا الزمان, وعليه، فقد اصبح مطلبا وطنيا ملحا ان يؤكد نظامنا التعليمي على تلك المقررات (محتوى وأساليب تدريس) سواء بتعديل الخطة الدراسية او عن طريق اي قناة اخرى.
د, عبدالعزيز بن سعود العمر

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved