إسلام أباد - نيودلهي - الوكالات
غادر وزير خارجية باكستان سارتاج عزيز اسلام اباد صباح امس متوجها الى بوركينا فاسو وذلك للمشاركة في مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي الذي سيبدأ غداً الاثنين في واجادوجو.
وذكرت مصادر باكستانية ان عزيز سينتهز فرصة انعقاد المؤتمر لاطلاع وزراء خارجية الدول الاسلامية على آخر التطورات التي تشهدها منطقة جنوب آسيا والتصعيد الحالي في الموقف من جانب الهند على طول الخط الفاصل بين الجانبين في اقليم كشمير المتنازع عليه.
وسيطرح الوزير الباكستاني على وزراء الدول الاسلامية تفاصيل مبادرات باكستان من اجل انهاء حالة التصعيد والتوتر الحالية والعمل على احياء اعلان لاهور ومسار المفاوضات مع الهند بهدف تسوية كافة الخلافات بين الهند وباكستان وفي مقدمتها مشكلة كشمير.
ومن المتوقع ان تعقد اللجنة المعنية بمشكلة كشمير والتابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي اجتماعاً على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول المنظمة الاسلامية.
واكدت مصادر باكستانية ان باكستان تولي اهتماماً كبيراً باجتماع وزراء خارجية الدول الاسلامية هذا العام نظراً لانها ستكون فرصة جيدة لأظهار تأييد الدول الاسلامية لباكستان في الوقت الذي تتعرض فيه اسلام اباد لضغوط كبيرة من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة بسبب الموقف الحالي في اقليم كشمير وتحميلها لباكستان مسؤولية التصعيد الأخير,من جهة اخرى ابدت بعض الاوساط الدبلوماسية في باكستان قلقها ازاء احتمالات تصعيد اكبر للموقف بين الهند وباكستان خاصة بعد موقف باكستان الرافض لأي ضغوط خارجية لدفعها لسحب المقاتلين الكشميريين في مرتفعات كارجيل دراس داخل اقليم جامو وكشمير الذي تسيطرعليه الهند.
وقد بدا هذا الموقف واضحاً من خلال لقاء رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف صباح امس الاول مع القائد العسكري بالقيادة المركزية الامريكية الجنرال انتوني زيني حيث اكدت باكستان اهمية ان يتم الضغط على الهند للعودة الى مائدة المفاوضات لبحث قضية كشمير بأكملها بدلاً من الضغط على باكستان لانهاء قضية كارجيل التي هي جزء فقط من القضية الأكبر كشمير.
هذا وفي كراتشي اعلن قائد القوات المسلحة الباكستانية الجنرال بيرفيز مشرف امس السبت ان الازمة في كشمير يمكن ان تشكل موضوع لقاء مقبل بين رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف والرئيس الامريكي بيل كلينتون.
واضاف الجنرال مشرف الذي اجتمع في اسلام اباد مع المبعوث الخاص لكلينتون قائد القيادة الامريكية المركزية الجنرال انطوني زيني امام الصحافيين في كراتشي (جنوب باكستان) ان كثيراً من الاتصالات تجري حالياً لعقد لقاء كهذا على مستوى القمة,وتندرج الجولة الحالية للجنرال زيني في شبه القارة في اطار الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لوقف المعارك المستمرة منذ سبعة اسابيع في كشمير التي تتنازع عليها الهند وباكستان منذ خمسين عاماً.
وتطالب الولايات المتحدة بانسحاب ما تسميها القوات المدعومة من باكستان من الشطر الهندي من كشمير.
وعلى الصعيد الهندي يتوجه الوكيل الدائم للخارجية الهندية ك, راجونات غداً الاثنين في جولة خارجية تشمل بريطانيا وفرنسا في اطار تكثيف جهود الهند الدبلوماسية لبحث ازمة قطاع كارجيل بالجانب الهندي من كشمير.
ونفت مصادر الخارجية الهندية امس ان تكون المشاورات السياسية التي سيجريها راجونات في كل من لندن وباريس نوعاً من طلب وساطة طرف ثالث لبحث ازمة كارجيل حيث ان موقف نيودلهي الثابت يتمثل في ضرورة بحث كل الخلافات مع باكستان عن طريق الحوار الثنائي.
كما نفت ان تكون المساعي الامريكية التي يقودها الرئيس بيل كلينتون بنفسه لنزع فتيل التوتر الحدودي بين الهند وباكستان بمثابة تدخل طرف ثالث في النزاع الهندي/ الباكستاني الأمر الذي ينطبق ايضاً على بيان دول الاتحاد الاوروبي الذي طالب باكستان بسحب المتسللين من المرتفعات الهندية عبر خط السيطرة الحدودي الى الجانب الباكستاني.
|