هذا المكافح الطيب الذي ساهم في تأسيس ثلاثة اندية من اندية الوطن حين يقابلك بابتسامته المشهورة وتقاسيم وجهه تنطق بالفرح تشعر انك أحد ابنائه الأثيرين لديه والمحببين الى نفسه ويفتح مجلداً كان في يده وفي بحر صفحاته يغمرك حتى هامتك فتحس معه بنشوة السباحة والغوص في التاريخ، اطلقت عليه القاب كثيرة اشهرها شيخ الرياضيين ولكن يكفيه فخراً أنه مؤسس النادي الآسيوي الكبير - الهلال - وبمحبة الأب يتحدث اليك عن ولادة هذا الكيان وتسميته ونشأته حتى اصبح احد عمالقة القارة الاكبر مساحة والاكثر سكاناً.
اتعبه قلبه كثيراً فقلوب المحبين هي التي تكابد وتعاني ودخل المستشفى مرتين واجريت له مؤخراً عملية قسطرة واسأل الله ان يديم عليه الصحة، زرته مع صديق في المرة الاولى وكنت اتوقع ان اجد مدرجات الهلال امام مدخل الزيارة أو على الاقل عدداً لابأس به من محبي الازرق في ردهات المستشفى ولكن الوضع لم يكن كذلك, وفي غرفته كان هناك بعض الزوار وكثير من باقات الزهور وابو مساعد هو هو حتى في اصعب الظروف الصحية الابتسامة على الثغر والبشر على المحيا والتفاؤل يشع في الغرفة.
وابن سعيد ساهم في تأسيس ناديي الشباب بالرياض والاهلي بجدة وأسس نادي الهلال في زمن يرى معاصروه ان الكرة نوع من العبث، فتخيلوا حجم المعاناة التي كابدها المؤسسون آنذاك حتى حازت الكرة على تقدير المجتمع.
وابن سعيد يستحق اكثر من التكريم فلماذا يبخل عليه الهلاليون - على الاقل - بالتكريم هل ينتظرون ان يبلغ عمر ناديهم خمسين عاما حتى تصبح المناسبة مواتية فيكرم مع من خدم النادي ام ينتظرون ان تكرمه الاندية الاخرى ثم يأتي دورهم هم.
ياهلاليون ابن سعيد يختلف عن الجميع فهو المؤسس وهذا وقت مناسب لايضاح ذلك للاجيال التي لاتعرف مابذله هذا الرجل في سبيل الرياضة في وطنه ولاتنتظروا من الآخرين تكريمه قبل ان تفعلوا انتم ذلك.
إنه زمن الاحتراف
غريب هو أمر بعض الهلاليين فقد تأثروا بخبر (عرض) اللاعب فيصل ابو اثنين على لائحة الانتقال وكأنه سيشطب من سجلات كرة القدم او ينفى الى جزيرة نائية ونظرتهم هذه ان ابواثنين ابن من ابناء النادي فقد ارتدى القميص الازرق لجميع الدرجات السنية اشبال - شباب - اولى وهو لاعب صلب يعرف متى يكون الالتحام مع الخصم وتمريراته اقرب الى الاتقان الا ان مستواه وقف عند حد معين وقد تخطته نظرات اغلب مدربي المنتخب لقصر قامته, ويبدو انه في الموسم الماضي لم ينل رضا ادارة النادي كاملاً، وقد سمعنا عن خلافات له مع مدربه الوطني ويقال انه كان يطلق بعض التعليقات الساخرة على بعض المدربين.
ونادي الهلال لم يخطىء بحق هذا اللاعب او بحق الحارس تركي العواد او غيرهما، فالاندية تطبق الآن نظاماً ستعود فائدته ان شاء الله على الكرة السعودية واذا كنا سنتأثر من تطبيق الاحتراف لان فلانا ابن النادي او انه كان مخلصاً او ان اللاعب الآخر يمت بصلة قرابة للكابتن فلن ينجح هذا النظام ولن تجني الاندية ثماره ولن يتقدم الفريق الذي يسير على هذا النهج اويجامل، فلنغير ولنفتح الباب على مصراعيه لمن اراد الانتقال ومن لايفيد فريقه، فالكرة الآن اصبحت أكل عيش والنظام الجديد لايرضى ان تتحول الاندية الى مؤسسة تعشعش فيها البطالة المقنعة .
مثير إذا,.
الهلال فريق كبير قالوا عنه انه مثير اذا فاز ومثير اذا انهزم يتميز اغلب لاعبيه بالموهبة وبامكانه اداء مباريات الدوري بفريقين مختلفين، لكن مايعيبه - خاصة بعد الاحتراف - عدم التوفيق في اختيار اللاعبين المحليين والاجانب - لا داعي لذكر الاسماء فهي معروفة - فكثير من صفقاته لا يستفيد منها فهل يبحث الهلال عن صفقات بخسة الثمن ويسير على مبدأ رخيص وكويس لا اعتقد ذلك لان الهلاليين دفعوا دم قلوبهم في سبيل الظفر بلاعبين موهوبين ومع الاسف لم يستفيدوا من اغلبهم, ولكن لنترك الماضي ولنتجول في سوق اللاعبين فهناك ثلاثة مواهب معروضة عقودها للبيع والهلال بأمس الحاجة إليهم وهم محمد الدعيع الطائي حتى مع تعاقد الهلال مع ضاري التعاون فلا مجال للمقارنة بين الموهبتين وقد يقول قائل ان ضاري يتميز بصغر سنه عن الدعيع وهذا الكلام غير صحيح فهما في سن متقارب فضاري سبق له اللعب سنوات في الجوف وتبوك وبريدة، اما الثاني فهو صالح الصقري الطائي وهذا اللاعب الموهوب سيخلف فهد المصيبيح في قلوب الهلاليين وسيحتل الجانب الايسر من الملعب كجناح او وسط وهما مركزا ابداعه او ظهير اذا ظهرت الحاجة اليه باصابة او طرد الظهير الاساسي، أما الثالث فهو رضا تكر أحد وهذا مدافع صلب لم يشتهر لبعد ناديه عن الاضواء, فاذا كانت الادارة الهلالية جادة في دعم صفوف فريقها بلاعبين ممتازين فهؤلاء هم الافضل حالياً.
إشارات
* حصل اللاعب فهد الغشيان على دورة تدريبية متقدمة مدتها ثلاثة اشهر في احد الاندية الهولندية الذي استطاع ترويض هذا الجواد الجامح واستفاد اللاعب واعاد بعض مهاراته التي كادت تندثر نتيجة بعض الظروف التي احاطت به، والآن عاد الى ناديه الاصلي ويقال ان النادي الهولندي يود التعاقد معه مدة عام واحد ولكن الادارة الهلالية تفضل ان يستفيد الفريق الازرق من خدماته، الا ان بعض محبي الهلال يرون ان ثلاثة اشهر ليست مدة كافية ويتمنون تمديد فترة الاعارة لان الهلال سيستفيد لاحقا بغض النظر عن الناحية المادية فالغشيان بدأ ينضج كروياً أكثر وسيعمل على تلافي سلبيات تجربة الثلاثة اشهر اضافة الى استقراره ذهنياً بعد زواجه.
* ذكر سمير سلطان مهاجم الهلال في التسعينيات انه لم يسمح له بدخول النادي لعدم معرفة رجل الامن له ولو لا توسط المدرب منصور المنصور لعاد على اعقابه وطالب ناديه باعطائه بطاقة دخول.
وهذا الخبر يثير التساؤل فلاعب بحجم سمير سلطان مثل الهلال اساسياً وارتدى قميص المنتخب ويتميز بتعامل جيد فلم يساوم ولم يثر اية مشاكل تذكر طيلة مشاركته لناديه ومع ذلك لايملك بطاقة دخول فلماذا تبخل الاندية على من يخدمها بمثل هذه البطاقة فمن حق اي لاعب مثَّل ناديه والمنتخب ان يدخل ناديه بعيداً عن الاحراج والسؤال المعتاد يالاخو,, وين رايح؟
* نظرية (ليس بالامكان افضل مما كان) يطبقها الهلاليون على لاعبهم الزامبي ليتانا لذا تم تجديد التعاقد معه، وليتانا ادى دوره ولا جديد لديه واصبح وجوده في الدفاع روتينياً، ويمكن ان يكون للمدرب لوري دور في تجديد عقده.
* لا أدري أين اختفى الاستاذ صالح الشنيفي ضرما هذا القروي المسكون بحب الهلال، فقد كان ادارياً نشيطاً في طائرة الهلال يمتاز بقوة الشخصية والقدرة على حل مشاكل اللاعبين، وكان له دور في تسجيل صالح النعيمة ويوسف الثنيان في الكشوفات الهلالية, واتمنى ان يستفاد منه مجدداً سواء في كرة الطائرة أم القدم.
وأخيراً
النادي الذي يبحث عن الارخص في صفقاته حتما لن يظفر بالاجود.