الأمريكي ليو كانر كتب مقالاً في عام 1943م عن احد عشر طفلاً فحصهم في التطبيق العملي في غضون سنوات عديدة، هؤلاء الأطفال أظهروا اعراضاً مثيرة متنوعة وسلوكيات متشابهة الى حد ما, (مثال القلق والازعاج التابعين للتغييرات في روتينهم او بيئاتهم) تطور الحديث الشاذ واللغة، مثل تأخر الحديث والكلام يقتصر على محاكاة وتقليد ما يقوله الآخرون وانسحاب وارتداد اجتماعي كتفضيل مفرط للانعزالية، لقد لاحظ كانر ان سلوك هؤلاء الاطفال بصورة عامة يختلف عن اي شيء قرره العلماء السيكولوجيون والأطباء النفسانيون قبل ذلك, واستخدم كانر في مقاله كلمة توحد لوصف عدم قدرة الاطفال على الاتصال والربط الذهني وتفضيلهم ان يتركوا وحدهم, وقبل كانر كان مصطلح توحدي او انعزالي قد استخدم رجوعاً الى فكرة نمو الاضطراب في الأشخاص الذين لديهم شيزوفرنيا (انفصام الشخصية) اضطراب عاطفي حاد وصف بالقلق والاضطراب في التفكير، والمزاج، والسلوك, بعض الاختصاصيين في الوقت الحالي يستخدمون مصطلح الاضطراب المتطور المنتشر للاشارة الى التوحد.
ان المعلومات عن التوحد زادت بطريقة دراماتيكية منذ نشر مقال كانر، على اي حال عدد من ملاحظاته عن صفات الاطفال المصابين بالتوحد لا تزال متداولة بما في ذلك:
أ - مشاكل الاتصال العادي بالناس والأوضاع.
ب - مشاكل الحديث واللغة.
ج - التأخرات التطورية.
د - مشاكل رد الفعل تجاه التغييرات البيئية.
ه - التكرار المتواصل شبه الميكانيكي والأفعال المتصلة بالتكرار والنشاط الحركي الغريب المميز.
ما هو الفرق بين التوحد والاضطرابات المتطورة المنتشرة؟
ان التعبير او المصطلح يستخدمه السيكولوجيون والاطباء النفسانيون عموماً للاشارة الى الاطفال والمراهقين الذين لديهم توحد اضطراب متطور منتشر, ان التعبير قد اخذ من كتيب الاضطرابات العقلية التشخيصي والاحصائي (الطبعة الثالثة 1987م) دليل استخدم بواسطة اختصاصي الصحة العقلية لتصنيف تشخيص والتبليغ عن الاضطرابات العقلية.
ان كتيب الاضطرابات العقلية التشخيصي والاحصائي اشار الى مصطلح اضطراب متطور منتشر قد افرد للاطفال الذين يظهرون مشاكل في عدد من مجالات التطور السيكولوجي الاساسية في ذات الوقت وبدرجة خطيرة, ان التوحد هو الشكل المعين او المميز والاكثر خطورة للاضطراب المتطور المنتشر.
ان الاطفال الذين يظهرون علامات للاضطراب المتطور المنتشر ولكن تنقصهم ملامح او صفات توحد محددة هؤلاء يصنفون على ان لديهم اضطرابا متطورا منتشرا وليس نوعاً مختلفاً, في الماضي كان مثل هؤلاء الاشخاص يشار عموماً إليهم وكأنهم انطوائيون اما اليوم فانه مصطلح اكثر عموماً اضطراب توحدي اعلى فعالية.
ما هو المقصود بمشاكل في عدد من مجالات التطور السيكولوجي الأساسية في ذات الوقت وبدرجة خطيرة؟
الاطفال الذين لديهم توحد يجدون صعوبة في الاتصال بالناس والاوضاع عادة، في التطور واستخدام الكلام واللغة وفي التعامل مع التغييرات في البيئة الى جانب ذلك يظهرون افعالاً متكررة غير مفيدة ونشاطا حركيا غريبا مميزا.
الأطفال الذين لديهم توحد بصورة عامة لديهم تأخرات تطورية ايضاً بطء في اكتساب المهارات واحداث المراحل التطورية الهامة.
ما هو المقصود بمشاكل الاتصال مع الناس والمواقف؟
عديد من الأطفال والشباب المصابين بالتوحد يلاقون صعوبة في الاتصال بالكلام والتفاعل مع الناس وفي بعض الحالات يفضلون قضاء الوقت في عزلة او يعطون مظهر اهتمام او رغبة قليلة بالآخرين.
ويشمل ذلك اعضاء الاسرة حتى ان بعض آباء الأطفال المصابين بالتوحد يتساءلون عما اذا كان طفلهم يمكنه السماع بناءً على الملاحظات ان الطفل ربما يكون متجاهلاً وجود الآخرين وفي حالات اخرى الاطفال التوحديون ربما يحاولون التفاعل مع الآخرين بطرق شاذة غير مقبولة ومثال ذلك ان الطفل ربما يشم او يلعق او يلمس كواحل او ارجل الناس الذين يحتكون به او يلامسونه وكذلك المراهق ربما يسأل نفس السؤال بصورة متكررة كأن يقول ما هو اسمك؟ ماذا تعمل؟ متجاهلاً الاجابة او اي تلميحات غير مناسبة لاعادة نفس السؤال تكراراً وتكراراً.
المشاكل التفاعلية الاجتماعية ايضا ربما تأخذ شكل تفادي الاتصال البصري ومقاومة القرب من الناس تحديداً الأقرباء، حتى الناس ذوي التوحد المرتفع التفاعل والأطفال والمراهقين ويتوقع ان تكون لديهم صعوبة في التطور والحفاظ على صداقات مغلقة خارج نطاق عائلتهم وكثيراً ما يعتقد انهم شاذون اجتماعياً.
إلى أي مدى يكون لدى الأطفال والشباب المصابين بالتوحد مشاكل الكلام؟ وما هي أهمية ومغزى هذه المشاكل؟
ان مشاكل الحديث والكلام واللغة شائعة بين الأطفال والشباب المصابين بالتوحد وفي الحقيقة عدد من الخبراء يعتقدون ان اضطرابات الحديث واللغة هي اهم مشاكل الاطفال الذين لديهم توحد في هذا الخصوص الحديث او الكلام يرجع الى تشكيل واستخدام الأصوات للغة الملفوظة او الشفهية وهنا نقصد مشاكل النغمة او طبقة الصوت والعلو او اضطرابات نوعية في عمل واستخدام اصوات كلام صحيحة والتمتمة او الفأفأة بينما اللغة اصطلاح واسع يرجع الى نظام او قواعد قوانين استخدمها الناس للاتصال ومشاكل اللغة تشمل غياب او تأخر تطور اللغة اللفظية او الشفهية بمعنى تأخر القدرة على فهم واستخدام اللغة ترديد اي شيء يسمعه، من غير ان يقول اي شيء آخر كلمة ليست ذات اهمية اي تافهة واستخدام الجمل والألفاظ التي ليست ذات معنى للآخرين وغير مصممة للاتصال الكلامي الاستخدام غير المؤثر او غير الفعال للاتصال يميل الى اثر شعور مثل: الاستخدام الفقير للتعبير الوجهي، ايماء ونبرة وعكس او قلب الضمير كأن يستخدم انت والمقصود انا وعدم القدرة على تسمية الأغراض وصعوبة عامة في الاتصال شفاهة بالكلام.
احصائياً نصف الأفراد الذين تم تشخيصهم على ان لديهم توحدا قد فشلوا في تطوير التحدث, والأشخاص الذين لديهم توحد حتى وان تطوروا كلامياً فنموذجياً لديهم صعوبة في المخاطبة الكلامية او الشفهية في الحقيقة مشاكل اللغة منتشرة لدرجة ان التوقع مربوط بما اذا كان الاشخاص مع التوحد طوروا لغتهم المتكلم بها ام لا.
ما هو المقصود بمشاكل رد الفعل للتغييرات في البيئة المحيطة؟
ان هذه الصفة المميزة العامة للاطفال مع التوحد ترجع الى اصرارهم على التكرار, ذلك ان بعض الاطفال المصابين بالتوحد ربما يصبحون مضطربين (مثال نوبة غضب، ارتداد او يصبح عدوانياً) لو اختلفت او تنوعت بيئتهم مثلاً بعض الآباء اوضحوا ان اطفالهم التوحديين يأكلون ويشربون من صحن او كوب واحد فقط واطفالا آخرين لوحظ انهم يقلقون او ينتابهم نوبة تهيج لو ان انعطاف الطريق اجبر سيارتهم لسلك طريق مختلف وكل طفل او مراهق لا يتأثر بشدة بالتغيرات البيئية مهما كانت فهذا المثال عام.
بطريقة اوضح الاطفال والصغار مع التوحد ربما يظهرون مودة او ارتباطاً قوياً لأغراض نادرة يفضلون ان يحافظوا على الاتصال المباشر مع ورقة نبات واحدة او قطعة خيط او سلك ويصبح متهيجاً وغاضباً اذا حركت المادة من مكانها، بالمقارنة، الاطفال غير المعاقين يظهرون ميلاً ومودة وارتباطاً تجاه الالعاب والأغراض تلقائياً او عفوياً (مثلا الدمى التي موضع تقدير من قبل عدد من الاطفال) مهما يكن فالأغراض التي اصبحوا مولعين بها لها عادة اهمية رمزية (مثلاً: الدمية لها صفات بشرية وملامح والبطانية تستخدم للتدفئة والراحة), نوع المادة او الغرض التي اصبح الاطفال التوحديون وغير المعاقين مرتبطين بها الى الدرجة التي يلح للحفاظ على الاتصال المباشر مع الغرض وعمر الاطفال والمنشغلين بهذا السلوك يميز ارتباط المادة او الغرض العادي من المادة النادرة.
ماذا يعني إبداء الأفعال المتكررة غير المفيدة وأنماط الحركة الغريبة الأخرى؟
من اكثر السمات غير العادية والمثيرة للتساؤل هو ابداء الأطفال والبالغين الذين يعانون من حركات جسدية متكررة ونمطية عادة ما يشار اليها على انها سلوك ذاتي التحفيز وتهدف الى تقديم حافز للأحاسيس البصرية.
ان التحفيز الذاتي يمكن ان يأخذ اعداداً لا نهاية لها من الأشكال، هز الجسم، اليدين، فرقعة الأصابع، تحريك الضوء، (اي ان الطفل يعكس الضوء بأن يحرك يديه الى الامام والى الخلف امام عينيه) تدوير الاشياء، دعك اليدين، وعدد لا يحصر من السلوك الآخر الذي يبدو انه لا يتميز بأي قيمة وظيفية، بعض الاطفال الذين لديهم توحد يمكن ان يقضوا اذا تركوا كل لحظات اليقظة في السلوك ذاتي التحفيز مما يؤثر على تطور مهارات وظيفية اخرى اضافة الى ذلك فان التحفيز واستبدال هذه الأنواع من الاستجابة مع سلوك اكثر وظيفية هو عادة اولية للأطفال الذين يعانون من التوحد.
ما هي أنواع تأخير النمو والتطور التي يبديها الأطفال والشباب الذين يعانون من التوحد؟.
يقع نمو وتطور الأطفال في ثلاث مناطق اولية: الفهم، التكيف الاجتماعي والحركة، التطور المتأخر يرجع الى نزوع الأطفال التوحديين الى ان يكونوا بطيئين في تطوير المهارات بالمقارنة مع الاطفال ذوي النمو الطبيعي, الفشل في تطوير مهارات معينة (توقف) او تطويرها ثم فقدانها ثم فقدان مهارة او وظيفة معرفية محددة او وظيفة تأقلم اجتماعي او مهارة حركية او وظيفية.
العجز الفكري والتعليمي والمشاكل هي صفة نموذجية لأطفال التوحد وشبابه ولا يعني هذا ان كل الاطفال التوحديين متخلفون بل على العكس فان بعض الاطفال التوحيديين لهم ذكاء وقدرة تعلم متوسطة او فوق المتوسطة ولكن الغالبية العظمى من الاطفال التوحديين يظهرون مشاكل فكرية وتعليمية.
مشاكل التكيف الاجتماعي توحي بانسحاب وعجز اجتماعي لذا فان الاطفال التوحديين منهم يعانون من مشاكل متعلقة بالتعامل مع الآخرين هذا الشكل من تأخر النمو يخلق مشاكل واضحة للأطفال واسرهم.
ان الاطفال والشباب الذين لديهم التوحد ربما يظهر لديهم تأخر في الحركة، وعجز الحركة يشير الى استعمال عضلات الجسم كما في المشي الحبو الكتابة,, الخ على ان مشاكل الحركة ليست عامة ومنتشرة مثل التأخر المعرفي والاجتماعي وبعض الاطفال الذين لديهم توحد لديهم نمو حركي هو نسبياً طبيعي.
ما هي أنواع السلوك التي تدفع الأبوين إلى الاعتقاد بأن أطفالهم ربما يكون لديهم توحد؟
ان لائحة سمات التوحد هي مرشد مفيد، للسلوك المشترك بين الأطفال الذين يعانون من التوحد ولا توجد بالضرورة كل هذه السمات من قبل كل الاطفال الذين لديهم التوحد على انها تستخدم كقائمة مفيدة يمكن الرجوع اليها:
- يعاني من صعوبة الاختلاط مع الاطفال الآخرين.
- يتصرف كالأصم.
- يقاوم التعليم.
- لا يظهر او لا يبدي خوفاً من مخاطر حقيقية.
- يقاوم التغيير في الروتين.
- يشير الى حاجات بالايماء
- ضحك او قهقهة غير مناسبة.
- لا يعانق.
- يظهر نشاطاً جسدياً متميزاً.
- يظهر اتصالا بصريا محدودا.
- يشكل تعلقاً غير مناسب بالأشياء.
- يقوم بتدوير الاشياء.
- فاتر او متحفظ.
ان المقاييس التشخيصية لاضطراب التوحد الموضحة في المرشد التشخيصي والاحصائي لرابطة الأمراض النفسية الأمريكية هي مصدر آخر قيم, هذا المرشد يذكر 16 نقطة تشخيصية منها على الأقل لابد من وجودها بما في ذلك اثنان على الأقل لكي نبرر تشخيص التوحد من المهم ان نلاحظ ان هذا السلوك يجب أن يبدأ في الطفولة وان المقياس ينطبق فقط اذا كان السلوك غير طبيعي لمستوى نمو فردي معين مثلاً: الاطفال يكررون كلمات مبهمة قبل تطوير لغة التحدث ولكن او مهما كان فان هذه (البلبلة) عادة تعتبر غير طبيعية لغالبية الأطفال الاكبر سناً.
مقاييس التوحد للمرشد التشخيصي والاحصائي لرابطة الأمراض النفسية الأمريكية:
(أ) خلل في التفاعلات الاجتماعية كما يبرهن عليها:
1 - فقدان شديد للوعي بوجود او مشاعر الآخرين.
2 - انعدام او بحث غير طبيعي عن الراحة والمؤاساة في اوقات الكآبة.
3 - انعدام او تعطل التقليد.
4 - انعدام او وجود لعب اجتماعي غير طبيعي.
5 - خلل بارز في القدرة على اقامة علاقات مع اقرانه.
(ب) الخلل في الاتصال والتصور او الخيال كما يدل عليها:
1 - لا يوجد نمط للاتصال.
2 - اتصال غير طبيعي غير شفهي بارز.
3 - انعدام النشاط التخيلي.
4 - تشوهات غير طبيعية بارزة في انتاج اللغة.
5 - تشوهات غير طبيعية في شكل او محتوى اللغة (ترديد ما سبق قوله او تعليقات غير متصلة بالحديث).
ج - اهتمامات وأنشطة محددة كما يدل عليها:
1 - حركات جسم نمطية.
2 - الانشغال بالأشياء.
3 - اكتئاب شديد حول تغيرات في بيئته.
4 - اصرار غير معقول على اتباع الروتين.
5 - محدودية الاهتمامات والانشغال باهتمام واحد ضيق.
هل التوحد هو شكل من الاضطراب العاطفي؟
ان الاطفال التوحديين يشتركون في بعض السمات مع مجموعات الأطفال المعاقين الأخرى بما في ذلك اولئك الذين لديهم اضطراب عاطفي واضطراب في السلوك على ان التوحد ليس شكلاً من الاضطراب العاطفي، وفي الحقيقة فان قانون تعليم الاشخاص ذوي الاعاقة في الاصل هو قانون فيدرالي وصف بأنه ميثاق حقوق الانسان بالنسبة للمعاقين والتشريع الأساسي لهيكلة السياسة التعليمية للمعاقين وضمان حقوق الاطفال المعاقين ويستبعد بالتحديد الاطفال التوحديين من تصنيفهم بأنهم مضطربون عاطفياً، بالاضافة الى ذلك فان المشاكل التي يعانيها اغلب الاطفال والمراهقين الذين لديهم خلل في السلوك واضطراب عاطفي (تحد واستخفاف، طيش، مهارات اجتماعية ضعيفة) تختلف تماماً عن تلك التي لدى الاشخاص الذين لديهم توحد.
ان المصطلحات وانفصام الشخصية والاستخفاف اي التحدي اشكال حادة للاضطراب العاطفي تتصف وتتميز بالتفكير وخلل في المزاج والسلوك وانعدام الاتصال بالواقع وكانت في فترة ما تستخدم بالتبادل مع التوحد, ولكن البحث اثبت ان التوحد يختلف عن انفصام الشخصية والظروف العصبية لهذا فان اغلب المهنيين يستخدمون هذه المصطلحات سوياً.
في أي عمر يصاب الأطفال بالتوحد؟
التوحد هو خلل مدى الحياة يبدأ في الطفولة اغلب الاطفال التوحديين يظهرون دلائل على الاضطراب في عمر 2 - 3 سنوات في الحقيقة فان اغلب الاطفال التوحديين يصفهم آباؤهم بأنهم مختلفون عن الأطفال الآخرين منذ ولادتهم.
لاحظ الآباء انهم حتى كاطفال رضع كانوا انطوائيين ومنعزلين وانهم في العادة اظهروا اهتماماً قليلاً بالآخرين، بعض الاطفال الذين يعانون من التوحد يتطورون بصورة عادية طبيعية للعديد من السنين ما عدا مشاكل بسيطة مثل تأخر هؤلاء الاطفال بصورة طبيعية لفترة 12 - 24 شهراً يبدأون بعدها في تطوير سلوك ذاتي التحفيز ويفقدون المهارات التي اكتسبوها من قبل مثل اللغة والاهتمام الاجتماعي وقدرات اللعب والسيطرة على حركة الأمعاء والمثانة.
كم عدد الأطفال الذين لديهم توحد؟
التوحد هو مرض نادر نسبياً يقدر ان هذا الخلل يحدث بالتقريب 4 الى 5 مرات كل 10 آلاف ولادة وعندما تضم انواعاً اقل حدة من هذا الخلل (اطفال لديهم اعراض توحدية ولكن ليس لديهم دوامة كاملة) فإن الحدوث يرتفع من 10 الى 15 لكل 10000، ويتم تشخيص اولاد بالتوحد 3 الى 4 مرات اكثر من البنات.
ما هو سبب التوحد؟
السبب او الاسباب المحددة للتوحد لم يتم تحديدها ولكن اغلب الخبراء يرون ان التوحد يتم نتيجة لظروف بيولوجية, يشير الى عوامل فيزيائية (اي تلك التي داخل الشخص) بما في ذلك الخلل الكيميائي العضوي تلف الاعصاب (المخ) حوادث جنينية وما الى ذلك.
وعلى عكس ذلك فان العوامل البيئية (مصطلح عام يشير الى اي شيء خارج الطفل مثل سلوك الطفل، التجارب المنزلية، العلاقات الأسرية، تجارب المدرسة، الظروف الاقتصادية والاجتماعية، التصرفات المجتمعية الى آخره) يعتقد عادة بانها لا تلعب دورا كبيرا في تطور التوحيد وبينما يمكن ان تساهم هذه العوامل في نجاح برنامج الطفل التعليمي والمعاملة ويتفق الخبراء عموما بانها لا تسبب التوحيد.
هل يكون الوالدان سببا في أن يصبح أطفالهم توحديين؟
في وقت ما كان بعض الخبراء يعتقدون بان الابوين هم سبب في توحد الطفولة بالتحديد كان الاعتقاد بأن الوالدين الذين هم باردون منعزلون وبعيدون او الذين لديهم تشوهات سيكولوجية او في الشخصية يدفعون اطفالهم للتوحد لهذا في العقود السابقة كانت العبارات مثل الام الباردة تستعمل بكثرة لقد اثبت البحث ان الاطفال التوحديين لا يملكون جميعا ابوين بشخصيات متشابهة او ان الابوين هما السبب في دفع الاطفال الى التوحد, من الواضح ان الابوين ليسا هما السبب في التوحد مهما كان فان الابوين والاسر يمكن ان يحددوا وبدرجة هامة المدى الذي يمكن فيه لاطفالهم ان يطوروا ويكتسبوا مهارات وقدرات لهذا فان ابناء الابوين الذين يبحثون عن علاج مبكر والذين يشاركون في العلاج والبرنامج التعليمي يحققون عادة اكثر قدر من النجاح.
هل صحيح ان اغلب الاطفال الذين لديهم التوحد لديهم ذكاء وقدرات خاصة؟
نسبة ضئيلة من الاطفال التوحديين يبدون مهارات وقدرات فريدة على سبيل المثال بعض الاطفال اظهروا القدرة على حل مسائل رياضية متقدمة بدون مساعدة آلة حاسبة والبعض الاخر يعزفون على آلات موسيقية اغاني سمعوها مرة واحدة فقط واخرون يحفظون مواد صعبة وطويلة او يظهرون مهارات لا تتوافق مع قدراتهم الكلية ومستوى ادائهم, ان نسبة ضئيلة فقط من الاطفال التوحديين لديها قدرات خاصة بالاضافة الى ذلك فان المهارات التي يبديها هؤلاء الشباب ذات قيمة وظيفية قليلة على سبيل المثال فان الطفل قد يكون قادرا على ان يحسب بدقة من رأسه الاجابة عن مسألة قسمة معقدة ولكن لا يكون قادرا على صرف ريال واحد.
هل صحيح أن الأطفال الذين لديهم التوحد هم عادة جذابون ولا يعانون من مشاكل أخرى بخلاف التوحد؟
عدد من الاطفال الذين يعانون من التوحد يبدون طبيعيين والبعض الاخر يبدون جذابين بصفة خاصة اي على خلاف العديد من الاشخاص المعاقين بدرجة متوسطة او شديدة, ان الاطفال الذين لديهم التوحد قد لا يظهرون اي اعراض جسدية على عجزهم ونتيجة لذلك فان الملاحظات العابرة للاطفال التوحديين قد لا تكشف عن اي اشياء غير طبيعية ولكن متى يتمكن الافراد الذين يعرفون القليل عن التوحد من تحديد الاطفال الذين لديهم التوحد على انهم استثنائيون اذا سمح لهم بالتفاعل ومراقبة سلوكهم.
ان نسبة من الاطفال التوحديين سوف تظهر لديهم اشكالا اخرى من العجز بالاضافة الى التوحد بما في ذلك مرض داون الصمم والخلل البصري بالاضافة الى ذلك فان احتمال وجود اطفال بسلوك توحدي يزداد اذا وجدت ظروف اخرى مثل الخلل الايضي وراثي وتعرف اختصارا ب بي كيه يو وهي حالة وراثية يمكن ان تؤدي الى تدمير حاد للمخ وتخلف عقلي حاد ومرض التهاب الدماغ وهو التهاب المخ الذي يمكن ان يحدث دماراً للمخ وتخلفاً عقلياً والتهاب السحايا التهاب المخ والنخاع الشوكي وتصلب الاوعية والاعصاب الانبوبي مرض وراثي مرتبط بنوبات صرع وتخلف عقلي.
هل يمكن تعليم الأطفال الذين لديهم التوحد؟
الاطفال والشباب الذين يعانون من التوحد يمكن تعليمهم ويستفيدون من التعليم والتدريب وبينما يختلف المنهج الدراسي وطريقة التعليم حسب الحاجة الشخصية فان كل الاطفال والشباب المشخصين بان لديهم توحداً يحتاجون ويستفيدون من التعليم والتدريب.
بعض الاطفال التوحديين يتعلمون في فصول دراسية عادية والبعض الاخر قد يحتاج الى خدمات تعليم خاص مصممة لطلاب ذوي اعاقة خفيفة تعليمية واجتماعية ورغم ذلك فان البعض الاخر من الاطفال الذين لديهم توحد قد يحتاجون الى برنامج تعليم خاص مصمم خصيصا لاطفال التوحد والتلاميذ المعاقين بصورة متوسطة او حادة تختلف هذه البرامج في هيكلها ومنهجها وطريقتها.
ولكنهم جميعا اظهروا انهم قادرون على تحقيق مساهمات ايجابية لحياة الاطفال والشباب المصابين بالتوحد.
ماذا يحدث للاطفال والشباب المصابين بالتوحد عندما يصبحون بالغين؟
هل يمكن علاجهم بسهولة؟
لا يوجد علاج معروف للتوحد لذا فان الاطفال الذين يشخصون بان لديهم توحداً من المحتمل ان تظهر لديهم بعض الخصائص من هذه الدوامة طوال حياتهم ولا يعني هذا ان الاطفال المصابين بالتوحد لا يستطيعون ان يحققوا نجاحات كبيرة وتحسناً بل انهم يحققون ذلك ولكن متى تظهر لدى الاطفال الذين يتحسنون بدرجة كبيرة بعض بقايا التوحد مثل عدم الكفاءة الاجتماعية تفضيل العزلة وما الى ذلك حتى كبالغين من الصعب القول ماذا يحدث لطفل شخص على انه مصاب بالتوحد وذلك بسبب الاعراض العديدة المرتبطة بهذه الدوامة والاختلاف في مدى الاصابة ان اطفالا بذكاء عادي والذين لديهم لغة مفيدة يحققون افضل النتائج اضف الى ذلك فان الاطفال الذين يعالجهم مهنيون حسنو التدريب يمثلون عدة تخصصات بما في ذلك التعلم، النطق، اللغة، الطب، علم النفس مع دعم الوالدين والاسرة علاج طبيعي، العلاج المهني والعيش في المجتمع يميلون الى تحقيق افضل النتائج.
قدرت رابطة علم النفس الامريكية في عام 1980م بأن طفلاً توحدياً من كل ستة اطفال يمكن ان يحقق تكيفاً اجتماعياً هامشياً يحصل على وظائف تنافسية ويعيش مستقلا كراشد بالاضافة الى ذلك فان رابطة علم النفس الامريكية قدرت بان شخصاً اخر من كل 6 مصابين بالتوحد سوف يتمكن من ان يعيش شبه مستقل يحتاج الى مساعدة في مقابلة احتياجات الحياة اليومية بينما يبقى ثلثان معاقين بصورة حادة وغير قادرين على العيش مستقلين، ومع ازدياد الفرص للتدخل المبكر وعمل برامج تعليمية وتدريبية افضل للاشخاص المصابين بالاعاقة وبرامج العيش في المجتمع وبرامج تشغيل مشجعة للاشخاص او الاعاقة وبرامج العيش في المجتمع مثلا السكن في مجموعات فان منظور العيش المستقل الطويل المدى للاشخاص المتوحدين يبدو انه يتحسن.
هل من الصحيح ان الاطفال المصابين بالتوحد لديهم خلفيات اقتصادية اجتماعية وثقافية متشابهة؟
لا يحدث التوحد اساسا للاشخاص من اي مجموعة اقتصادية اجتماعية عرقية ثقافية واحدة بل ان الاطفال من الاسر الغنية والفقيرة ومن السود والبيض والذين هم اعضاء في اي مجتمع يمكن ان يظهر لديهم التوحد.
كيف يشخص الاطفال على انهم توحديون؟
هناك ثلاثة مجالات اولية للاداء الفعلي ينظر اليها عادة لتحديد ما اذا كان الطفل توحدياً.
اولا: الاطفال المصابون بالتوحد الذين يفشلون في تطوير علاقات مع اقرانهم ويميلون الى عدم الاستجابة او غير طبيعيين في علاقاتهم مع الاخرين كما ناقشنا اعلاه فان هذا النمط من السلوك يمكن ان يأخذ عدة اشكال تجنب التقاء العيون، تجنب الناس، صعوبة في الاختلاط بالاطفال الاخرين.
ان الاعتبار الثاني: في تشخيص التوحد هو اللغة، بعض الاطفال المصابين بالتوحد يفشلون في تطوير لغة المخاطبة وعموما ان تفاوتت حدتها فان كل الاطفال الذين لديهم التوحد لديهم مشاكل المخاطبة والتواصل تأخذ شكل التأخر اللغوي والترديد او التقليد والنطق بكلمات لا معنى لها والاستخدام غير الفعال للايماءات وغيرها من اشكال تشوه الاتصال.
اخيرا فان الاطفال الذين يقيمون لتشخيص التوحد يتم تقييمهم على اساس سلوكهم يعطون اهتماماً خاصاً للاصرار على :
أ الإصرار على التطابقيصر الطفل على أن تكون ستارات النوافذ في منزله بنفس الزاوية .
ب الارتباط الغريب بالأشياء يصر الطفل على أن تكون دائماً بحوذته قطعة معينة من خيط صغير أو غيره .
ج التحفيز الذاتي وغيرها من الاستجابات الحركية المتكررة مثلاً: هز الجسم، تصفيق الأيدي .
د اللعب الغريب تدوير الأشياء لفترات طويلة من الزمن .
ه الضحك في غير مكانه.
الاستجابات العاطفية الأخرى تحدث بصورة مستقلة عن الأحداث التي ترتبط عادة بهذه الاستجاباتيضحك الطفل لفترة طويلة من الزمن بدون سبب واضح .
وينظر أيضاً في ثلاثة عوامل أخرى عندما يقيم أطفال التوحد: الحدة، النمط، ومدى السلوك- الحدة ترجع إلى حدة مشاكل الطفل، على سبيل المثال هل يهز الطفل نفسه بطريقة تبدو غريبة للغاية أم أن السلوك هو سلوك غير ظاهر، مثل تحريك الأصبع قليلاً؟ الحدة تشير أيضاً إلى المدى الذي تتداخل فيه الاستجابة مع قدرة الطفل على الفعل والعمل.
من الواضح أن السلوك الذي يعيق قدرة الطفل على أداء أشياء أخرى هو اكثر اهمية من سلوك لا يؤدي إلى ذلك.
النمط يشير إلى المرات التي تحدث فيها المشكلة، مثلاً هل يكرر الطفل كلمات ذات معنى ولكن يستخدم لغة وظيفية في المدرسة هل يتفاعل الطفل بنمط مرتبط بعمره في المنزل أو في الحي ولكن لديه علاقات ضعيفة في المدرسة؟ هل يقوم الطفل برفع اليد الذاتي التحفيز فقط عندما تكون مرهقة؟ الإجابة على هذه الأسئلة هي أساسية للقيام بتشخيص دقيق للتوحد.
المدة تشير إلى طول الزمن الذي تدوم فيه مشكلة الطفل، مثلاً سلوك هز الجسم لطفل يهز جسمه لفترة من الزمن مثلاً عدة أسابيع بعد أزمة أسريةالطلاق- وفاة احد الوالدين ينظر إليه بصور مختلفة عن الطفل الذي ظل يهز جسمه منذ ولادته,ويتم تقييم أطفال التوحد من قبل مجموعة من المهنيين يشار إليهم كفريق تقييم متعدد التخصصات يمثل عدة مجالات من الخبرة تعرف بالتقييمات الشاملة.
إن التوحد هو إعاقة معقدة تؤثر في عدة مناطق للتطور السيكولوجي.
لهذا فإن تشخيص التوحد يجب ألا يقوم به متخصص واحد بالاضافة الى ذلك فان التقييم يجب ان ينظر الى عدة مجالات للتطور مثلا الحركة المعرفية، السلوك، النطق، اللغة، هل الطفل اجتماعي ان مثل هذا التقييم فقط يشير اليه على انه متعدد التخصصات وشامل، وقادر على التحديد بفعالية الاطفال المصابين بالتوحد.
هل تستخدم مصطلحات اخرى لوصف الاطفال المصابين بالتوحد بالاضافة الى التوحد وخلل مؤثر في النمو؟
يشير المصطلح الى اعاقة لشخص:
أ يرجع سببها الى خلل ذهني او جسدي.
ب تحدث قبل عمر 22 عاما 40 من الممكن ان تستمر الى ما لا نهاية.
ج ينتج عنها نقص شديد في الاهتمام بالنفس، اللغة، التعلم، الحركة، التوجيه الذاتي، الحياة المستقلة والاكتفاء الاقتصادي، ثلاثة على الاقل من المذكورة اعلاه يجب ان تتأثر او تحتاج لعناية متخصصة تدوم مدى الحياة او لفترة طويلة وهي مخططة ومنسقة بصورة فردية.
الاعاقة في النمو هي مصطلح عام يستخدم لوصف افراد لديهم ظروف متنوعة بما في ذلك التخلف العقلي والشلل المخي والتوحد.
لذلك فان بعض المهنيين قد يستخدم المصطلح بدلا من مصطلح محدد مثل التوحد.
*والد طفل توحدي