أسعد كثيرا كلما نجح مواطن في بلدي, أشعر بأن نجاحه لي، وتفوقه دافع نافع لي ولغيري, فكلنا ابناء لهذا الوطن ، وحين سبق هو ووضع جهده وفكره وماله في خدمة الوطن فليس بكثير ان نعبره اهتمامنا ونعتبر نجاحه لنا كلنا ومكسبا لبلادنا وحجرا جديدا يضاف الى بنائنا من حقه علينا ان نشد على يده ونبارك له ونهنئه ان كان مبتدئا صغيرا فبالتشجيع يكبر، وان كان كبيرا فبالوقوف معه واعلان الرضاء عنه يضاعف نشاطه ويستمر فيه.
ونجاح الصغير واستمرار الكبير قوة لهما ودافع لغيرهما ليسلكوا مسلكهم فخدمة الوطن ميدان مفتوح لكل من يرغب ان يتلمس نواقص الوطن فيتجه الى تغطيتها بما ينفعه ويفيد غيره فكلنا محتاج لغيره وكلنا يحتاجه غيره ومن ظن الاكتفاء بنفسه او لم يعرف قدر نفسه فكلاهما في الجهل سواء, والعتب كل العتب على الكسول الذي لم يخجل من كسله ولم يكتفى بسلبيته بل يمضي وقته وجهده في تجريح الناجحين والنيل منهم لا لشيء الا انه غير قادر على مجاراتهم عاجز عن الوصول الى مكانتهم, هذا ومن معه قالوا لانفسهم مادمنا عاجزين فلنجرب اعاقة القادرين, نوقف تقدمهم ونحد من تفوقهم حتى نكون في الخمول سواء، وهذا والله شعور غريب واحساس عجيب، لماذا لم يفكر هذا وامثاله بأن الناجحين لم يحرموه فرصة ولم يقطعوا له طريقا ولا سلبوه شيئا فالمجال مفتوح والميدان واسع والفرص كثيرة ومتاحة وامكانية النجاح واردة، ولا اظن هناك مانعا يمنعهم غير الشعور بالعجز، وهو في الواقع شعور مرير الذين يعانون منه ربما يصابون بامراض وهمية او حتى عضوية لانهم يريدون ان يفعلوا شيئا ولكنهم لا يستطيعون فعله بسبب اشياء كثيرة تمنعهم اهمها عدم المقدرة على اتخاذ القرار، والتخاذل عن الاقدام، والتخوف من العقبات وردود الافعال, هذا في ظني مرجعه شخصية الانسان نفسها قد تكون ضعيفة مهزوزة تخاف من كل شيء وتعمل حسابا لكل شيء قبل الاقدام على اي قرار واتخاذه.
اما اصحاب الشخصيات القوية الفاعلة فهم في مأمن من هذا الاحساس المرير لانهم عندما يريدون ان يفعلوا شيئا يستكملون عناصره ثم يفعلونه بكل جرأة واقدام دون تردد مهما كانت التبعات ومهما جاءت ردود الافعال لانهم في قناعة انفسهم اقوياء يملكون المقدرة على مصارعة الظروف والوقوف بحزم ضد اي تبار يحاول ان يكسر طموحهم او يحد من اقدامهم وتقدمهم غير عابئين بما يمكن ان يصادفهم من متاعب او يظهر في الطريق من مستجدات لم يتوقعوها من قبل معتبرين هذه العوارض وما يتبعها حاجات شبه عادية من الممكن السيطرة عليها, المهم الاتقف حائلا عن الاقدام والوصول الى الهدف هؤلاء النوع من الناس متفائلون وعلى طريق النجاح سائرون ينظرون الى الحياة من اوسع ابوابها يريدون ان يحققوا شياء غير مكترثين بما يشنه عليهم اصحاب العقول المريضة والسواعد الهزيلة من حملات مغرضة او حتى غير مغرضة بل يمضون في طريقهم لايلتفتون ابدا لانهم مؤمنون ومتأكدون بأن الذين يتلقون الطعنات في ظهورهم هم اولئك الناس الذين يمشون في المقدمة هؤلاء الناس هم الناس الناجحون الذين سوف يحققون اشياء واشياء والله من وراء القصد والسلام عليكم.
فهد بن عبدالله العضيب.
بريدة