عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
قرأت ملاحظات الدكتور فهد سعود اليحيا في تعقيبه على د, الفوزان بعنوان (حلو القائمة تأكيد على الملل والسأم من نظام التعليم),, وفي رأيي إن طرح الدكتور فهد اليحيا طرح مميز وعدم رضاه عن الواقع الراهن للطريقة التي يتعلم بها طلابنا دليل على اننا نشعر بالمشكلة، وهذه ميزة من مميزات الشعوب الحية التي لا ترضى ان تقف عند حدود,, وهذه هي حال الشعوب المتقدمة، فلو رضيت الشعوب المتقدمة بما حققته من تقدم لما وصلت المنجزات الحضارية إلى ماوصلت إليه الآن، وبودي المشاركة بالآتي:
أولاً : ان قائمة العشرة الاوائل لم تخل من السعوديين وبمراجعة القائمة النهائية للعشرة الاوائل في المملكة وجدت الغابية من السعوديين وكذلك الحال في جميع مراكز الاختبارات بنين وبنات.
ثانياً : وجود عدد من غير السعوديين دائما ضمن العشرة الاوائل على مستوى المملكة أو على مستوى المراكز سببه الرئيسي ان الطلاب غير السعوديين يحتاجون للمجموع والنسب العالية حتى يتمكنوا من دخول الكليات والتخصصات التي يرغبونها، كما ان اولياء امورهم من المتعلمين يقومون دائما بمتابعة مستواهم في مدارسهم وحل واجباتهم ومذاكرتهم في المنازل، وقد بدأ طلابنا يشعرون بالحاجة للنسب العالية.
ثالثاً : أنا مع الدكتور فهد اليحيا في وجوب وجود ضوابط أخرى للقبول في الجامعات والكليات إلى جانب المجموع,, فيجب الأخذ بعين الاعتبار المواهب والقدرات التي يتمتع بها المتقدم ولابد من وجود اختبار قبول يعتمد على التفكير والمهارات ولابد ان تكون السنة الاولى سنة تمهيدية تعتمد الدراسة خلالها على المواد التي تقيس المهارات والمواهب والقدرة على التفكير والتحليل السليمين,, ويمكن تمديد فترة الدراسة في الجامعة الى خمس سنوات يحصل الطالب على درجة البكالوريوس خلال اربع سنوات في احد التخصصات,, وإذا رغب مجال التدريس فعليه ان يحصل على دبلوم تدريس لمدة عام دراسي لا يقبل فيه إلا ضمن ضوابط عالية ودقيقة جدا, كما يجب الاهتمام بمستوى الطلاب في جميع المراحل التعليمية في القراءة والكتابة والقدرات الاخرى فطالب اليوم هو معلم الغد.
رابعاً : انا مع الدكتور فهد اليحيا ايضا بضرورة تغيير معظم طرق تدريسنا للمواد بأساليب التفكير والاستنتاج والابداع والبعد عن الطرق التقليدية القديمة, وهذا لن يتم إلا بتدريب المدرسين الذين هم في الميدان على الطرق الحديثة والاهتمام بمداخلات التعليم بالدقة في اختيار من يرغب مجال التدريس.
خامساً : ليس الأمر بهذه الصورة التشاؤمية التي يراها الدكتور فهد اليحيا والدليل ان طلابنا في السابق كما ذكر الدكتور فهد اليحيا، أبدعوا في الطب, وحاليا يبدعون في الداخل والخارج قد لا يكون بالطريقة التي نريدها, كما انه ليست معظم المواد تعتمد على الحفظ والصم, كالرياضيات والعلوم، ومواد الحفظ تقوي الطالب في القراءة وتثري مفرداته, ولذلك طلاب تحفيظ القرآن الكريم أقدر من غيرهم وأفضل مستوى في المواد التي يدرسونها.
سادساً : المشكلة ان المناداة بالاهتمام بزرع الملاحظة والاستقصاء والاستنتاج والبحث والابتكار هي دعوة قديمة جداً سواء من الدكاترة في الجامعات او من العاملين في الميدان ولكن لانجد لها اثراً سواء على الطلاب في الجامعات أو على الطلاب في الميدان, وما نجده هو المسكنات ومحاولات مضادة من التعليم العام بالقاء المسؤولية على الجامعات، وبذلك ندور في حلقة مفرغة كجدل بيزنطة: هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة؟,,, الخ وإلى ان يتفق الطرفان تمضي السنين وتبقى المطالبات,, واقترح الاعتراف بمسؤولية الطرفين وعليهما ان يجدا الحلول المناسبة بدلا من المحاولات لالقاء التقصير على طرف دون آخر.
وقد بدأت جامعة أم القرى بتطبيق نظام خمس سنوات أربع للحصول على ال بكالوريوس وسنة للحصول على شهادة المهنة ضمن ضوابط عالية ودقيقة جداً عند الاختيار، والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
ونسأل الله الهداية والتوفيق لخدمة الدين ثم المليك والوطن.
محمد صالح الداود
الطائف - الشرقية