سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بكل تقدير واحترام,, اطلعت على ما كتبه (د, ابراهيم العيسى والاستاذة سلطانة السديري والاستاذة جهير المساعد) في الصحافة المحلية وعلّق عليه بعض القراء عن الوضع الامنى في مدينة الرياض وتركزت الكتابة على جريمة السرقة وأشار بعض منها الى وقائع سرقات حدثت لمنازل في مدينة الرياض وتفسيرنا لما احتوت عليه مضامين الكتابة في مجملها العام انه عتب على رجال الامن ولكن بأسلوب قد يولد الازعاج وعدم الطمأنينة في نفوس المجتمع وخاصة من سيقرأ او يطلع على تلك المقالات.
وتوضيحاً للحقائق,,, فانه يسرني في هذا المقام تقديم الشكر لكل من كتب او علّق على هذا الموضوع لإدراكي أن اهدافه نبيلة وتنم عن المواطنة الحقة,, واود ان اوضح بعض الحقائق عن هذا الموضوع.
لا شك ان الجميع يعلم ان مدينة الرياض كانت مدينة يحيط بها سور وتتحكم بها بوابة او بوابتان ويمنع الدخول والخروج منها واليها ليلاً حتى الصباح الباكر,, واليوم في ظل التنمية والتطور الذي تحقق لهذه البلاد بقيادة حكومتنا الرشيدة اصبحت مدينة الرياض تضاهي أقدم العواصم العالمية حضارة وتطوراً - اتساعاً ونمواً وترتب على ذلك ازدياد النمو السكاني وتعددت شرائحه وجنسياته وثقافاته المختلفة واتسعت رقعتها الجغرافية وامتد العمران في كل اتجاه وتعددت الاحياء السكنية والطرقات والمجمعات التجارية والمراكز التعليمية والصحية,, الامر الذي جعلها القلب النابض لحياة المملكة فاجتذبت الخبرات والعمالة من جميع بلدان العالم بجنسيات وثقافات وعادات وأديان متباينة فساهموا مع ابناء المملكة في تنفيذ خطط التنمية في بلادنا وادى اختلاطهم مع افراد المجتمع الى انشاء بعض السلوكيات,, وهيأت جواً لارتكاب بعض الحوادث التي كانت غريبة على مجتمعنا المسلم ومن هذه الحوادث (السرقة) التي هي غريزة امتلاك المال بوسائل خفية وكلنا يعلم ان السرقة واقع ازلي لا يمكن إنكاره,, ولا يمكن القول ان مدينة الرياض او اي مكان في العالم,, لا يحدث فيها سرقات الا ان الذي يطمئن الخاطر ان مدينة الرياض من اقل بلدان العالم نسبة في ارتكاب الجرائم بشكل عام,, ومع ذلك لا يمكن إنكار وجود جريمة السرقة,, الا انها لا ترقى الى ان تكون ظاهرة متفشية في وسط المدينة والمجتمع,, واريد ان اؤكد ان الاجراءات الامنية والخطط الموضوعة والدراسات الامنية تعمل ليل نهار بحثاً عن الاساليب المتطورة لمكافحة هذه الجريمة بشكل خاص الا ان طبيعة جريمة السرقة تختلف اختلافاً جذرياً عن اي جريمة ترتكب,, لان المجرم لن يغامر بارتكاب جريمته في حضور غيره ولن يجاهر بارتكابها امام اعين رجال الامن,, وقد تكون للجريمة أسباب وجناة على صلة تامة بالمجني عليه وقد تكون السرقة في حلك الظلام او من وراء ستار او جدر يصعب على رجل الامن اكتشافها، واعتقد ان الجميع يشاركني انه لا يمكن,, وضع رجل امن على كل منزل او متجر ولا يمكن تسيير دوريات امنية في كل منعطف او شارع وان كانت خططنا تركز على التواجد الامني المرئي والسري بأعداد يمكن بتوفيرها التغطية الامنية المناسبة وتقوم بتلبية النداء وإغاثة الملهوف في وقت قياسي, وفي هذا المجال نحن راضون عمّا وصلت اليه اجهزتنا الامنية.
ان الكل يعلم ان مقياس الامن في اي مدينة ليس بمشاهدة سيارات الدوريات او رجل الامن بل يقاس,, امنها بانخفاض نسبة الجريمة وسرعة تلبية النداء والوصول الى الحدث.
ان شرطة منطقة الرياض,, تنطلق في عملها الامني من خلال خطط أمنية مدروسة تهدف الى تحقيق الامن وسرعة الاستجابة لتلبية النداء ومباشرة الحوادث وضبط المخالفات والمحافظة على النظام بشكل عام,,, وآخر ما تفكر فيه شرطة منطقة الرياض ان يكون الهدف من نشر الدوريات مشاهدة سيارات الشرطة لان في ذلك سلبيات على النواحي الامنية,, ومدينة الرياض بها عدد (12) مركزا للشرطة وبها عدد من الدوريات الراكبة والراجلة والدراجات النارية منها ما هو مرئي وهناك دوريات سرية تنطلق جميعها من اربعة منطلقات في مدينة الرياض وهي موزعة في احياء مدينة الرياض وفق معايير تتركز على:
1- اتساع الرقعة الجغرافية للحي.
2- كثافة السكان.
3- تعدد الجهات والمؤسسات الحكومية.
4- المراكز التجارية.
5- الطرق العامة.
ويمكن تكثيفها في اماكن بروز بعض الحوادث كحوادث السرقات او غيرها بناءً على ما يصلنا او المسئولين عن الدوريات والبحث الجنائي من تقارير يومية.
ان ما اريد ان اؤكد عليه,, هو طمأنة المواطن والمقيم في مدينة الرياض,, ان الامن ولله الحمد مستتب وان جرائم السرقات ضئيلة جداً اذا ما قورنت بعدد السكان واختلاف شرائحه والاتساع العمراني,, ولا يمكن القول انه ليس هناك جريمة سرقة,.
وفي هذا المقام يعتبر المواطن والمقيم شركاء لرجال الامن في مكافحة هذه الجريمة وغيرها بدءاً بالمحافظة على ممتلكاتهم وتحصين مؤسساتهم ومنازلهم وانتهاء بالابلاغ عن اي مخالفة تخل بامن البلد مهما كانت ضئيلة فالنار من مستصغر الشرر .
نحن في شرطة منطقة الرياض نعمد دائماً الى الاعلان في وسائل الاعلام عن القبض على بعض الجناة,, وليس الهدف من ذلك ابراز جهود رجال الامن الا ان الهدف الحقيقي هو توعية المواطن والمقيم على حد سواء وان كنا لا نعلن جميع تلك الانجازات الامنية التي حققتها الاجهزة الامنية في شرطة منطقة الرياض لكننا في هذا المقام نستشهد بالمنصفين ممن تعرضوا لبعض المواقف,, وكان لرجال الامن دور بارز في الوقوف الى جانبهم سواء بالقبض على جان او اعادة ممتلكات او إغاثة ملهوف وغيرها من الخدمات التي هي من واجبنا الاساسي واسمحوا لي ان استعرض بعض الوقائع التي سبق الاعلان عنها وهي من الانجازات الامنية التي حققتها شرطة منطقة الرياض في هذا الجانب وهذه جزء من كل:
سبق ان اعلنت شرطة منطقة الرياض عن الوقائع التالية:
1- اوضحنا من خلال جريدة الرياض 10621 في 10/3/1418ه ان على الجميع توخي الدقة وعدم الافراط في الثقة في السائقين وخدم المنازل لاحتمال ضلوعهم في سرقة المنازل اثناء غياب اصحابها خارج المنزل لقضاء إجازاتهم الصيفية.
2- اعلنا من خلال جريدة الرياض العدد 10731 في 10/7/1418ه عن احباط عمليات سرقة هدفها اموال مواطنين وتم القبض على عصابة من الوافدين تترقب ضحاياها امام البنوك وبوابة النقد.
3- اعلنا من خلال جريدة الرياض العدد 10820 في 10/10/1418ه عن القبض على مجموعة من اللصوص خلال 24 ساعة.
4- اعلنا من خلال جريدة الرياض العدد10867 في 28/11/1418ه عن ضبط عصابة تستخدم السلاح في تهديد عمال محطات الوقود وتسرق نقودهم.
5- اعلنا من خلال جريدة الرياض في 23/7/1419ه عن احباط محاولة الاستيلاء على (1,6) مليون وستمائة الف ريال.
6- اعلنا من خلال جريدة الجزيرة العدد 9658 في 21/ 11/1419ه عن القبض على مجرم اقتحم منزل مواطن ليسرق مجوهرات بربع مليون ريال.
7- اعلنا في جريدة الرياض العدد11271 في 18/1/1420ه عن القبض على 11 شخصاً تخصصوا في سرقة المنازل بأحياء غرب الرياض.
8- أعلنا من خلال جريدة الرياض العدد 11278 في 25/1/1420ه عن القبض على سارق سجاد فاخر قيمته مليونا ريال.
9- اعلنا من خلال جريدة الرياض العدد رقم 11290 في 8/2/1420ه عن القبض على مرتكبي حوادث سرقة المنازل في شرق الرياض.
هذه النماذج تناقلتها أغلب الصحافة المحلية وهي نماذج عن الحوادث التي اعلنت عنها شرطة منطقة الرياض خلال الفترة من عام 1418، 1419 وبداية عام 1420ه الى جانب الانجازات التي تحققها الشرطة على مر السنوات الماضية، بالاضافة الى بعض المواضيع والتصاريح التي تهدف الى توعية المواطن والمقيم وتناقلتها الصحافة المحلية,, ومع الاسف هناك من تجاهلوا هذه الانجازات وبحثوا في المجهول وسلبياته.
ولكن الذي يؤسفني ان تعاون المواطن والمقيم ما زال محدودا,, حتى عندما يكون المواطن والمقيم هو المتصرف لاي موقف,, فقد لا يكون واضحاً في الإدلاء بالمعلومات والحقائق التي تساعد رجل الامن في أداء مهامه او قد يكون مُبالغا في تلك المعلومات وبهذا يساعد في تضليل رجل الامن.
وعلى سبيل المثال رجل يعطي سيارته لصديقه ويغيب بها يوما او يومين,, ثم يذهب لمركز الشرطة يبلغ عن سرقة سيارته دون الافصاح لمن سلم سيارته.
وآخر يترك منزله بمحتوياته الثمينة,,, ويغادر المدينة دون تحصين المنزل او وضع رقيب او حتى إبلاغ جاره,, ثم يأتي بعد مدة زمنية يبلغ عن سرقة منزله.
وثالث يجعل مدخراته في غرفة النوم ثم يترك للخدم حرية التجول في هذا المنزل وامامهم تلك المقتنيات الثمينة - وعندما يسرقها السارق لا يخلف اثرا، ويحاول رجل الامن ان يبحث في مجال ان السرقة ربما حدثت بفعل شخص من داخل المنزل فيغضب صاحب المنزل ويؤكد على براءة من في المنزل لثقته المفرطة بهم.
وغير هذا من المواقف لا يتسع المجال لذكرها.
إذاً يظل دور المواطن,, محدودا في هذا الجانب لان جريمة السرقة من الجرائم التي يشترك في مسئوليتها المواطن والمقيم ورجل الامن,, كما ان للاسرة وللمدرسة وللمسجد وللجامعة ولوسائل الاعلام دورا في مكافحة ومحاربة هذه الجريمة,, إذا اخذ كل منهم على عاتقه مسئوليته في تأصيل الوازع الديني في نفوس الجميع والوقوف على الاسباب الاسرية والاجتماعية والاقتصادية ومحاولة إيجاد الحلول لها وبهذا يتحقق التكاتف وتزول الرذائل.
ومن هنا ارجو من الاخوة والاخوات ممن حمل امانة الكلمة ان يكون منصفاً وألا تكون بعض كتابته مبنية على التنظير فحسب دون اخذ الحقائق من مصادرها ليقف على حقيقة الامر وليرى اين يكمن الخلل أفي جهاز الشرطة الذي يواصل عمله ليلاً ونهاراً، ام في شخص استقدم عمالته واهملهم في الطرقات,, او في مواطن أجّر منزله على مخالفين لانظمة الاقامة دون إبلاغ الجهات المختصة، ام من ترك ماله دون رقيب وسافر اياما طويلة دون تحصين داره او ابلاغ جاره، او في شخص لا يهمه الا الكسب المادي على تصريف المسروقات وغير المسروقات ويساعد الجاني على تصريفها.
ان المواطن هو رجل الامن الاول وهي عبارة مشهورة قالها ويرددها سيدي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية في كل محفل وفي كل مناسبة,, فلماذا لا تتجسد هذه العبارة الى واقع ملموس.
وفي الختام - ارجو ان اطمئن الجميع ان الامن في بلادنا ولله الحمد وارف وهو هاجس قيادتنا الرشيدة فليطمئن الجميع.
آملاً ان اكون قد اوضحت بعض اللبس وازلت الغموض الذي اكتنف بعض الكتابات التي نُشرت من خلال بعض الصحف المحلية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدير شرطة منطقة الرياض
لواء محمد بن صالح البراك