Sunday 27th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 13 ربيع الاول


الغفيلي فقيد العلم والوطن

الحمد لله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الواحد الدائم الأحد بيده مفاتيح الغيب يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير والصلاة والسلام على من قال الله في حقه: إنك ميت وإنهم ميتون .
بقلوب ملؤها الأسى والحزن ودعنا في اليوم العاشر من هذا الشهر فقيد الوطن الغالي فقيد التربية والتعليم الرجل الإنسان والمربي الجليل الأخ عبدالعزيز بن محمد العبدالعزيز الغفيلي.
لقد بكته القلوب والجوارح وسكبنا الدمع بفقده مدرارا والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه له ما أعطى وله ما أخذ وما على المؤمنين المحتسبين إلا الصبر والرضا والتسليم بما قدره,, لقد كان الفقيد الغالي أخا كريما وصديقا حميما وزميلا موصول المودة والوفاء يحب الخير للناس ويسعى إلى ذلك بكل أريحية وسماحة نفس ما استطاع إلى ذلك سبيلا,, أمضى في التربية والتعليم والإدارة حوالي أربعين عاما بلا كلل ولا ملل معلما فذا ومديرا نجاحا وموجها قديرا وكان طيلة حياته العملية حسن الخلق حسن المعاملة والتعامل حسن الاستقبال والتوجيه، وبفقده يرحمه الله فقدنا جميعا رجلا من رجالات التربية والتعليم والإدارة المخلصين لواجبهم ومهنتهم وفقدنا نحن زملاؤه وجها مضيئا مشرقا من وجوه الخير والبشر والوفاء بفقده توقف ذلك القلب النظيف المليء بالإيمان والصدق والمروءة والتواضع والأصالة والشهامة.
لقد كان الفقيد - يرحمه الله - مخلصا لدينه ووطنه، مخلصا في عمله أثيرا إلى قلوب ونفوس عارفيه وما أكثرهم ولا غرابة في ذلك فهو من اسرة عريقة أصيلة في أخلاقها وإخلاصها ووفائها وتلاحمها,, وقد نهل من العلوم النافعة ومن تجارب الحياة فيضا زاخرا كان لها أكبر الأثر في تحقيق طموحاته ومستقبل حياته وتربية أبنائه.
لقد عرف الجميع أبا محمد رجلا فاضلا وإنسانا كريما تأسرك خلاله وتدفعك إلى احترامه وتقديره خصاله الحميدة ومواقفه المشرفة لأنه يتعامل مع الجميع بأخلاق الرجال الكبار بكل ما تحمله من أريحية ونخوة وشهامة,.
لقد عاش مؤمنا تقيا قوي الإرادة طاهر السريرة نظيف الذمة لطيف المعشر حسن الصلة بالناس يتفانى ويخلص في جميع مجالات الخير,.
رحم الله أبا محمد وأسكنه فسيح جناته، رحل ومكانته في القلوب لا تمحى وسيرته العطرة الزكية في نفوس محبيه وعارفي فضله لا تنسى ونعزي أنفسنا بفقده.
ثم نعزي أخ الجميع الكبير محمد الصالح الرشيد ونعزي أبناء الفقيد وأبناء إخوته وجميع أقاربه كما نعزي رفاق دربه وفي مقدمتهم صديق الجميع عبدالله العساف السعيد.
إن هذه الكلمة المتواضعة في حق فقيدنا الغالي ليست لحصر مآثره وأعماله أو عن سيرة حياته المليئة بالإشراق والرجولة ولكنها كلمة وفاء وعرفان لمثل هذا الرجل المثالي الذي ودع الحياة ونحن أحوج ما نكون إلى أمثاله, ولا نملك في الختام إلا أن نرفع أيدينا جميعا إلى السماء ونقول اللهم أغفر له وأرحمه وأكرم نزله ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس وألهم أهله وذويه ومحبيه وعارفي فضله الصبر والاحتساب.
إنا لله وإنا إليه راجعون .
عبدالله صالح الرشيد
الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيق
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved