الاصرار الذي أبداه حلف الناتو على نزع سلاح جيش تحرير كوسوفا بعد ان تحقق له - الناتو - اجلاء جيش يوغوسلافيا من الاقليم ، وبدء عودة اللاجئين الالبان المسلمين الى ديارهم التي احرق الصرب ودمروا الكثير منها ونهبوا ما فيها من ممتلكات هذا الصرار يثير الكثير من التساؤلات!.
فما لم تكن لحلف الناتو اهدافه التي من بينها منع ان يمثل جيش التحرير قوة مسلحة قادرة على حماية العرقية الالبانية التي تعرضت لما اوجب تدخل الناتو عسكرياً من اضطهاد وتطهير عرقي فان تجريد جيش التحرير من سلاحه لا معنى له اذا كان الحلف حريصاً على ان يكون لهذا الجيش دوره الوطني في حفظ الأمن والسلام وحماية مواطنيه، ذلك ان قيام قوات حلف الناتو بهذا الدور ليس دائماً، ومهما تولى الناتو مسؤولية امن وسلام مواطني الاقليم من عرقية الألبان المسلمين التي تشكل الاغلبية بين السكان، وليس من المفهوم رفض الناتو لبقاء جيش التحرير مسلماً حتى في حالة تحويله الى حرس وطني خصوصاً وان الحلف رفض منذ البداية فكرة استقلال اقليم كوسوفا عن يوغوسلافيا التي قالت تقارير المحللين العرب والاوروبيين ان ميلوسيفيتش سيبقى في منصب رئاسته لصربيا لسنوات طويلة الأمر الذي يهدد امن وسلام البان كوسوفا المسلمين مع عدم وجود قوة وطنية مسلحة يعتمدون عليها في الدفاع عن انفسهم عند اول بادرة غدر او عدوان من الصرب.
وخصوصاً ان بقاء قوات كفور في كوسوفا مهما طال لن يكون ابدياً,.
هناك اعتقاد في دوائر الالبان والدول الاسلامية بان الهدف الحقيقي للناتو من تجريد جيش تحرير كوسوفا من سلاحه وحل وحداته المقاتلة هو هدف استراتيجي يهدف لمنع تنامي قوة هذا الجيش مع الايام بحيث يصبح قوة قادرة على طرح مطالبة الالبان المسلمين بالاستقلال واقامة دولة مسلمة في البلقان وهو نفس الهدف الذي ادى الى تقسيم البوسنة ومنع قيام دولة مسلمة فيها!.
الجزيرة