Sunday 27th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 13 ربيع الاول


حديث الأحد
المدن النموذجية
عبدالله الرفيدي

شهدت مدن العالم المتقدم والمتأخر تقدماً ملحوظاً في الاساليب المتبعة في بناء المدن وذلك كل حسب امكانياته المالية والعلمية وقد تميزت المدن الكبرى في الدول المتقدمة بسهولة الانتقال ما بين اطراف المدينة اضافة الى التخطيط السكني المميز وتوزيع المرافق الهامة على المدن الصغيرة كالجامعات حتى يخف الضغط على المدن الكبرى, ولاشك في ان المملكة تقدمت بشكل سريع جداً في النمو السكاني والحضري معاً حتى سجلت اعلى نسبة عالمية في ذلك، فخلال عقدين من الزمان تضاعف النمو في كل مجال واحتاج هذا الى اموال طائلة لدعمه ومواكبته وبالتالي رأينا ما هي عليه المملكة الان, ومن النتائج المترتبة على ذلك ايضاً ان توسعت المدن الرئيسية كالرياض والتي تشكل مدينة مكونة من عدة مدن وترامت اطرافها واحتاج المتنقل بين اطرافها الى اكثر من نصف الساعة للوصول الى مايريد وأخذ النمو في عدد السكان والسيارات بشكل واضح كل عام فهناك اكثر من سيارة لكل عائلة اقتضتها الحاجة فالاب لديه عمل والام لديها ايضا عمل والابناء لديهم مدارس ولايعقل ان يترك الاب عمله لكي يقوم بعملية التوصيل بين المنزل والمرافق للاسرة ومازالت السيارة تعد الوسيلة الوحيدة للمواصلات ولا اعتقد ان الجيران سوف يتفقون في الخروج في سيارة واحدة تقل الابناء والنساء للتخفيف او ان يكون هناك توزيع بين السيارات حسب الارقام الزوجية والفردية او يكون هناك حل وسط وهو تقسيم الاجازة الاسبوعية على مدار الاسبوع بين القطاعات او التفريق في ساعات الحضور والانصراف, كل هذه اقتراحات لاندري مدى جدواها في حل المشكلة هذا ناهيك عن التلوث الذي تسببه عوادم السيارات ولايمكننا ان نقول ان كثرة السيارات نوع من العبث والرفاهية الاجتماعية انما اجراء اقتضته الضرورة لبعد المدارس وبروز دور المرأة في العمل والمشاركة في التنمية الوطنية, اذا ماهي الحلول التي امامنا لحل الازدحام الآخذ في التعاظم عاما بعد عام مع النتائج التي بدات تظهر في القيادة لدى الكثير من السائقين بسبب الزحام المستمر الذي كان في السابق يظهر فقط في اوقات الحضور والانصراف للموظفين والطلاب؟ بينما اليوم اصبح في اغلب ساعات اليوم ومن هذه الظواهر العصبية في القيادة والتصرفات الخاطئة في الطريق دون احترام الآخرين حيث ان الكل يسعى الى ان يكون الاول في الطريق والسرعة غير المعقولة داخل المدينة والاعظم من ذلك كثرة مشاهدتنا للمراهقين الذين يملكون سيارات وهذه الظواهر ساهمت جميعها في خلق فوضى القيادة وعدم احترام الانظمة المرورية والحوادث المؤلمة وعلينا ألا نستغرب ان الوافد من السائقين يرتكبون الاخطاء المرورية لانه يرى النموذج الذي يجب ان يقلده فوضوي في القيادة اضافة الى ارتفاع معدل الحوادث.
نحن نرى المدن الكبرى في العالم المتحضر التي يصل عدد سكانها الى العشرة ملايين نسمة كيف اوجدت الحلول منذ سنوات طويلة ومنها مايمكن ان نطبقه بسهولة واتقان، مع الأخذ في الاعتبار التقدم التقني الاخير في وسائل المواصلات، ومن الحلول التي تناسب المملكة: القطارات الهوائية ذات التكلفة المنخفضة والضجيج الاقل والقطارات التي تحت الارض والموزعة بشكل جيد في كل حي من المدينة التي يجب ان تتوفر بتكلفة اقل للنقل, وان كانت القطارات الاخيرة صعبة التنفيذ بسبب طبيعة الارض فبالإمكان جعلها على الارض وهنا تأتي أهمية القطاع الخاص الذي سينجح عندما يساهم في هذه المشاريع الحيوية والهامة وعلينا ألا نقول ان الكثافة السكانية اقل من المطلوب لتنفيذ المشروع فمدينة الرياض التي عدد سكانها يصل الى ثلاثة ملايين نسمة يرتفع سنويا 7% كحد ادنى يضاف الى ذلك الرغبة الملحة الموجودة لدى الكثير من الناس في الارتياح من قيادة السيارة في حل توفر وسيلة المواصلات السريعة والمريحة والاقل كلفة والتي يمكن ان توصله الى اقرب نقطة من الموقع الذي يريده، يقول البعض ان هذا مشروع تنفيذه صعب في الواقع، لانه يحتاج الى اقتحام الطرق الحالية وقد يصل الامر الى الدخول على عقارات الغير وبالتالي ارتفاع التكلفة بسبب التعويض المالي لاصحاب العقارات لذا أترك الامر للمخططين ولكن اقول ان الامر بالغ الاهمية قبل ان نصبح مثل الدول النامية التي تعاني الأمرين اليوم من المرور.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيق
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved