Sunday 27th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 13 ربيع الاول


مفكرة للنسيان فقط
ماجد الحجيلان

نزعت هذه الأوراق من مفكرة عاشق قديم؛ لم أستطع قراءة بعض الكلمات؛ لم أحتمل قراءة بعض الكلمات؛ تصرّفتُ فيها,,!
إلى: ,,,
سينحسرُ المدُّ عنّي,, فأبدو
احتدام القصيدة يعرفني حين تنمو براعمُ من أغنياتٍ لتسهر حول فمي، ربما يخجل الضوءُ مني فأشعل ما قد تسرّب من ظلمة الصدر,.
سأمشي,, وأعبُرُ ما تلفظ الدرب لي,.
وأجتاز طين القوافي,, أسرِّح صهوةَ يومي,, أسافر نحو المعاني الدفيئة,, أجعل للعين ألفَ فضاء,.
تعتريني الجهاتُ,, أدين الحواضرَ,, سيفي من الغابرات المواضي,, وأسبر أمسي لأعرف ما قد تتيح الحنايا من الاصطبار,.
لصيفي ثلوجٌ تحجّرُ صمت دموعي على مقلتيَّ، فليس كلامٌ ليصبح لي، وليس من الدمع ماءٌ ليسقي حزني,, لجرحي معانٍ كما لو تعرّت بلابل نيس من الريش أو لو تبرّأ منها الغناءُ، وعادت يرفرف في دمها وَجَلٌ كالذي يحتويني.
الى الغائبين أعودُ,, أمدُّ جذوري,, حضوري هباءٌ,, وصمتيَ لغوٌ,, وجسمي هواء.
وجودي انتفاضات ذبح,, ومرآيَ نذرٌ لسُهدِ العيونِ الخجولة,, دمعي دواء تعاساتُ هاتي المدينة تصفرُّ عند ابتسامي,, وتسحق أغنية الصبح,, تحرق صوت المغنّين,, تخنق حتى الشوارعَ,, تفسح للاشتعال مكاناً لمن سوف يبقى من القادمين,, وترمي بنا في غياهب نارٍ تفوح من الأرض نشرب منها الهواء ونجرع ما نستطيع وما لا نطيع وما لا نطيق من الوسوسات، من الهمهمات، من الجعجعات,.
عجائب هذا الزمان المسلِّح بالاختباءِ,, ترى من يراها؟ أيعلن فينا انقضاء المكان,, ويبذر فينا نبات البرودةِ,, دون احتراق؟
متى تستعيد الأراضي ترابَ الخليقة منا؟
وهذا الذي امتدَّ منذ الولادة فينا,, تراه يسافر جذور,,؟
بلى,, سوف يضرب في حدبات الظهور,, ويزهر بين العيون شظيةَ حزنٍ يعمّر ألف خريفٍ,, وألف حضورٍ,, وألف غياب.
تعالَ,, لتمطر سماؤك يا أيُّها المستحيل,, أجبني,, سأعدو سريعاً بلا قلقٍ أحتمي في حيائي,, فلا من مظلة عطفٍ تكون سمائي,, ولا تحتويني الزوايا,, لأن لساناً من الغيب يعدو ورائي يمصُّ دمائي,, ويحصي كلامي,, عداداً,, بداداً.
مكابرةٌ سنواتُ شتائي,, أولئك من حجرٍ يحسبون عيوني,, يطوّعني للعذابات قلبي,, ألمُّ شظاياه عند المحبة أرحلُ,, أرحلُ,, أرمي بقاياه للعابرينَ أزوّد نفسي بصبرٍ,, وأحسب أني نسيتُ جوايَ,, فينبض فيّ ليعلن أني فشلتُ,.
حليفُ الخسارة يا نبض قلبي,, فما أنت إلا خلاصاتُ جرحٍ,,نذيرٌ لبدء العذاب!.
ترى من يعبّر عني؟ ومن يا ترى يكتب الشعر لي؟
وهل يستطيع زمانٌ -لكلِّ الزمان- يواسي جروحي؟
سينحسرُ المدُّ عنّي,, فأبدو,, أنا من عرفتُ الصقيع يلملم مني شتائي,, ويجمع صوتي ليفضي بخطوي وزبدة روحي الى سدّةٍ من دمار المرافىء.
مساء الحمائم يا برد هذا الحريق,, اكتحلت بطيفكِ للعمر لا زمنٌ يستثير بكائي ولا وطنٌ يستبيح فضائي,, تخلّيتُ عن انتظاري وعني,,ورحت أذكّر بيتي وصوتي بحرف من اسمكِ يا فتنةَ العطر,, يا زورقَ العمر,, يا لوعةَ الجمر,, يا سرَّ هذا الشقاء,,!
تقولين ليس لصمتي ملامحُ,, لا,, لستِ تدرين كم عمر صمتي الجهير,, يوزّع جيشٌ من اللا كلام عساكره فوق وجهي,, ويمطرني كلماتِ,, من الاحتباس البغيضِ,, ولي نظرةُ المستهام الجريح,, تأمّلُ شيخٍ,.
بكاءُ الوليد,.
أأنتِ امتداداتُ حزني؟ ترى هل تعلّمتِ مني غناء العذاب ومتعةَ صوتٍ يلعلع في داخلي؟ وهل صرتِ مثلي تعافين ما قد يجيء به الانتظارُ الطويلُ,, المرير؟ لقد مات في مكمن الجرح كلُّ الرجاءِ,, وصوّح زهر التفاؤل,, ذابت شموعُ المساء.
ألا لا تكوني كغيرك يا قصةَ الأمس عودي,, سحاباً,, مساءً,, أغانيَ,, عطراً,, ربيعاً,, عليَّ التعابيرُ منك التناسي,, لك الآن بعض الصبابات,, قومي جديني على ساحل الجرح ينزف مني هذا الغثاء
مشيتُ لأجلك بين النجوم,, ورحتُ أصوّتُ,.
ياليت أن التذكُّر ما كان,.
يا ليت أن الزمان بخيلٌ بهذا العطاء,*
* المطوّلة الثانية

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيق
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved