Sunday 27th June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 13 ربيع الاول


هكذا
فهد العتيق

سؤال وأكثر من إجابة,.
* يقول السؤال الذي طُرح على اديب عربي:
(هناك من يقول بان الرواية العربية حتى الان قطرية في تناولها وانه لا توجد رواية عربية من حيث صهرها لجميع العادات والتقاليد والطقوس والممارسات المختلفة للشعوب والمجتمعات في الوطن العربي في عمل روائي، ما رأيكم في ذلك)؟؟!
هذا هو السؤال الضخم الذي اذكر انني تعرضت له، على عجل، في احدى المجلات، لكنني مازلت اشعر وانا أتلمس كلماته ان صاحبه ذو طموح عربي كبير في ان يرى رواية عربية جامعة وشاملة تصهر كل عادات المجتمعات العربية في (زجاجة) واحدة (نرجّها) ليكون المزيج الذي سوف يشكل وحدة عربية نستطيع ان نبني على اساسها رواية عربية مكتملة!!؟
هذا السؤال في اساسه وفي فهمه للنص الروائي يحمل مشكلته في داخله ونستطيع بمتابعة صغيرة ان نستخرج عُقد هذا المفهوم الخاطىء خيطا خيطا عندما نواجهه بالاسئلة المضادة اذا كيف يمكن ان نصهر جميع العادات والتقاليد والطقوس والممارسات المختلفة للمجتمعات والشعوب العربية في عمل روائي ثم هل هذه العملية - الصهر - لو افترضنا امكانية القيام بها - على استحالة ذلك - ايجابية للمجتمعات وللنص الادبي؟؟ بمعنى هل لو اصبح العالم العربي بشعوبه ومجتمعاته ذا لهجة واحدة وعادات وتقاليد وممارسات وفنون متشابهة او واحدة هل يحمل هذا قيمة ايجابية ما، أو سوف يشكل ميزة ما ولماذا يعتقد صاحبنا، صاحب هذا السؤال الضخم ان هناك مشكلة في تنوع اوجه الحياة العربية وان هذا يعتبر عائقا في وجه الرواية؟! ان العكس هو الصحيح على الاطلاق وهذه بديهية، ذلك ان تنوع العادات والتقاليد واللهجات والفنون للشعوب العربية يمثل غنى حقيقيا وتنوعا هو مصدر ثراء للأمة بل ان تنوع العادات والفنون واللهجات في البلد الواحد شماله عن جنوبه وشرقه عن غربه يشكل ثروة شعبية وفنية وأدبية كبيرة لهذا البلد، يقول احد الادباء العرب بهذا الصدد: (ان الهجرة التي تشهدها المدن واندماج الناس في حياة مدنية واحدة لا يشكل عبئا اقتصاديا فقط بل انه سوف يساعد على اندثار العادات والتقاليد المتنوعة لكل قرية ويكرس حياة رتيبة وتفقد الدولة اهم خصائصها).
هذا السؤال الخاطىء ليس مفاجأة لاننا تعودنا في صحافتنا العربية على انصاف الادباء وانصاف المثقفين لكن المفاجأة كانت اجابة ذلك الاديب العربي على السؤال وتأكيده على ضرورة (صهر) العادات والتقاليد والفنون العربية فهذه الاجابة تجاوزت السؤال في جموحه عندما اعترفت بمشروعيته ثم تاهت في شوارع كثيرة من اجل محاولة الاقناع دون ان نقبض على شيء مفيد.
وهكذا من (جرف) السؤال الى (دحديرة) الاجابة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
تحقيق
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved