اذا كانت المعالم القصصية ذات بناء موحد، او تنظير ممنهج فمن ذات اليسير القول بان هناك الوانا أساسية تستطيع فرزها بسهولة قائلاً:
اوه,, ذلك هو الشيء الذي اريد ان اكتبه, او تلك هي اللحظة التي تختبئ خلفها قصة ما.
والامر الواقع هنا ان تلك الثيمات لا يمكن لها الا ان تختلف من مكان الى آخر، ومن حدث خاص الى حدث عام حيث تتحول باختلاف دورها وضرورات وجودها, ولا تخضع هذه الارهاصات الا لسلطان اللحظة الانفعالية التي يخرج فيها مكنون اللاوعي متوافقا مع اللحظة الصريحة والمباشرة في سياق بناء قصة قصيرة تستمد قوتها من اتكاء الكاتب على خبرة جيدة، وحياة مليئة، ومترعة، بالوان السعادة والشقاء.
ويمثل عنصر البطل او الشخصية الرئيسية في نظري مرتكزا اساسياً في بناء الحدث، وصنع العنصر الدرامي في القصة والذي لا يزال - بالطبع - يخضع لتقنيات متجددة من كاتب الى آخر لكنه بالتأكيد ذو دور فعال في بناء الفضاء القرائي للنص، وامكانية تذوقه واقترابه من تحقيق عناصر وجوده.
ولا شك ان هناك عوامل اخرى كثيرة تدخل في عملية بناء القصص منها دور الشخصية الرئيسية في بناء الفضاء السردي، وتماسك الحدث، وخلوه من التفاصيل الثانوية التي لا تخدم البناء احيانا,, ولكن المؤكد ان دور البطل يمثل العنصر الدرامي الذي يمنح القصة طابعها الجمالي.
وعلى مستوى تجربتي الشخصية في كتابة القصة فقد حرصت على ابراز دور البطل في بعض الاعمال التي وصلت الى القارئ ولا سيما مجموعتي القصصية المتاهة (ط1) 1996م,,
ذلك البطل الشعبي الذي يقاوم عوامل الفناء، وبعض التقاليد الريفية البائدة، وكان محور الشخصيات في كتابتي يدور على نسج عالم شعبي يحمل رؤى الماضي، وتداعيات الحاضر الجديد,
ويبرز ذلك النموذج جليا في قصة (المتاهة) تحديدا.
|