* حوار : عذراء الحسيني
كتب الامريكي (ليوكانر) مقالا في عام 1943 م عن احد عشرطفلا فحصهم في التطبيق العملي لسنوات عديدة، هؤلاء الاطفال ظهرت عليهم اعراض متنوعة وسلوكيات متشابهة الى حد ما, مثل القلق، الازعاج، النابع لتغير في روتينهم او بيئتهم، تأخر الحديث والكلام وارتداد اجتماعي كتفضيل مفرط للانعزالية واستخدم كانر في مقاله كلمة (توحد) لوصف عدم قدرة الاطفال على الاتصال والربط الذهني وتفضيلهم تركهم لوحدهم.
عن مرض التوحد وكيفية تشخيص المرض ومشاكل الاتصال مع الاخرين وكيفية معالجة المرض كان لالجزيرة حوار مطول مع د, عبدالرحمن يوسف الطحان استاذ مشارك واستشاري طب الاعصاب كلية الطب جامعة الملك سعود ليعطينا تفاصيل هذا المرض.
المقصود بالمرض
* ما المقصود بالتوحد؟
- يقصد بالتوحد عند الاطفال ذلك المرض العصبي غير المعروف السبب ويتصف المصاب به بالقصور الشديد في التواصل مع الآخرين والبيئة المحيطة به بشكل طبيعي ويعاني الطفل من فشل في تطور اللغة والتخاطب مع الآخرين اضافة لقيامه بحركات غير عادية متكررة مثل التأرجح وغيرها,, وهو يبدو لذلك وكأنه متخلف عقليا الا انه في الواقع يتمتع بامكانيات عقلية قد تكون متفوقة مثل الذاكرة الحافظة والقدرة على الاستيعاب الحسي الشديد لما يدور حوله وغير ذلك.
عمر الاصابة
* في أي عمر يصاب الطفل بمرض التوحد؟
- على الاغلب تبدأ اعراض المرض بالظهور بعد السنة الاولى او الثانية من العمر لكنها قد تظهر مبكرة اكثر.
التشخيص
* كيف يشخص الطفل المصاب بالتوحد؟
- يعتمد التشخيص اساسا على التقييم السريري للمصاب بينما تكون كل الفحوصات المخبرية والشعاعية المتوفرة طبيعية.
* ما هي انواع السلوك التي تدفع الابوين الى الاعتقاد بأن طفلهم ربما يكون لديه توحد؟
- يبدو الطفل قليل او عديم الانفعال تجاه المثيرات المختلفة من حوله بل قد يبدي رفضا للتفاعل مع الآخرين الا لمن لهم علاقة وثيقة به يبتعد عن الالعاب او يمسك بها دون اهتمام ويقاوم ملاعبته وحضنه.
لكنه يبدي اهتماما غير عادي بلعبة معينة يتمسك بها طوال الوقت.
ومن العلامات المهمة تحاشيه للالتقاء مع الاخرين بالنظر ويبدو غير مهتم بمن حوله كذلك يبدو بوضوح تأخر الكلام عنده واذا تكلم يبدو غير طبيعي وبشكل رتيب ويعزف عن التخاطب مع الاخرين عموما.
ويرغب ببقاء المحيط من حوله ثابتا وينزعج جدا من تبديل مكان احد مقتنياته ولا يرتاح حتى تعاد لمكانها كما يقوم بحركات معقدة معينة يعيدها بشكل متكرر رتيب مثل التأرجح والدوران او تحريك لعبة معينة وتثير الالعاب الدوارة والمتحركة بطريقة معينة اهتماما شديدا لديه.
دور الوالدين
* هل للوالدين دور في ان يصبح أطفالهم متوحدين؟
- قطعا لا فليس لطريقة التربية اي دور في احداث هذا المرض.
وقد بينت الدراسات وجود تغيرات مهمة في الدماغ يعتقدانها قد تكون وراء مظاهر هذاالمرض، اما سبب هذه التغيرات فغير معروف بعد وليس للوراثة في معظم الاحيان اي دور واضح في ذلك.
* يعاني اطفال التوحد من مشاكل الاتصال مع الناس والتخاطب معهم ، كيف ذلك؟
- اهم صفتين للمتوحد هما صعوبة التواصل مع الآخرين وتأخر تطور الكلام لديهم ولكون المرض متبايناً في الشدة من طفل لآخر فان بعض الاطفال لن يتمكنوا من الكلام على الاطلاق بينما سيتمكن آخرون من الوصول الى مستوى معقول لكن يبقى غير طبيعي وهناك الكثيرون ما بين ذلك.
طرق المعالجة
* ما هي طرق معالجة هذا المرض؟
- تعتمد طرق المعالجة اساسا على المعالجات السلوكية النفسية والتي يفضل ان يتولاها متخصصون بذلك ويدخل فيها طرف توجيه الاهل وتثقيفهم حول المرض وكيفية التعامل مع الطفل وكذلك دور المؤسسات التعليمية المتخصصة في التعامل مع الاطفال ذوي الاعاقات الخاصة وفي السنوات الاخيرة ادخلت ادوية عديدة تساعد جزئيا في تخفيض مظاهر المرض المختلفة.