Wednesday 23rd June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 9 ربيع الاول


ثقافتنا الغذائية إلى أين؟!
غذاؤنا بين عادات الماضي ومتغيرات الحياة

* شارك في التحقيق: سعيد آل عيد نجلاء الدوسري
مفهوم الغذاء الصحي المطلوب لبناء الجسم بماذا يعني وكيف يجب توفيره ومن المسؤول عن توفيره؟,, هذه التساؤلات هل كان الآباء والأجداد يسمعونها في الماضي؟، بالطبع (لا) فقد كان الفرد يكدح الليل والنهار طلبا للرزق لا يعرف الراحة ولذلك يأكل لقيمات يقمن صلبه، تلك اللقيمات توفرت له من طبيعته الموجودة حوله دون تكلف,, ولكن مع الحاضر واتساع آفاق العلم والمعرفة وامتداد الحضارة لقطبي الكرة الأرضية ومع كثرة الشكاوى من الأمراض أصبحت الحاجة للغذاء الصحي المتوازن مطلوبة,, ومن خلال هذا التحقيق نتعرف على جوانب الموضوع والأسباب المؤثرة في تغير نمط المعيشة وعلى من تقع مسؤولية التوجيه للوصول للسلامة.
الغذاء والماضي
بداية يصور رجل الأعمال فرحان وجه الخير آل نادر الغذاء في الماضي بقوله: حياة الماضي كانت لا تعرف إلا المشقة والتعب وكان مع كثرة التعب سواء في المزارع او الاحتطاب او الأعمال الحرفية قد يكون الغذاء موحدا تمرا ولبنا وخبزا مصنوعا من البر بوضعه في المجمر واذا كان هناك أكل آخر فهو خال من اللحم ومع ذلك كانت صحة الفرد ولله الحمد بخير وعافية حيث لا يعرف الراحة بل يكدح الليل مع النهار طلبا للرزق أي ليس هناك إسراف من أجل ان تشبع البطون فتنتفخ، وكان السبب وراء قلة المعيشة هو قلة الزراعة لقلة المياه الصالحة للشرب وللزراعة ومع ذلك كانوا لا يعرفون الإسراف في المياه او إعداد الغذاء والله تعالى يقول: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ,, وكانت المرأة مع كثرة مشاغلها في ذلك الوقت هي التي تعتنى بتجهيز الطعام بيديها دون الاستعانة بمن يخدمها.
** وتصف المواطنة رفعة حال المرأة في الماضي بقولها: كانت المرأة هي التي تقوم بعمل الغذاء بنفسها سواء بطحن البر على (الرحى) أو الاستفادة من مشتقات الحليب من إقط او قشدة أو السمن وكان توفير الغداء أو العشاء من ميسور الحال (الجود من الموجود) ولم يكن شرطا ان يأكل الفرد ثلاث وجبات بل قد تكون واحدة في اليوم ولا يصل به الأمر الى الشبع وكنا لا نعرف ولله الحمد في ذلك الوقت الأمراض او الكسل عما هو عليه اليوم حيث كان الناس كخلية النحل الكل يعمل يمينا وشمالا ويتقاسم البعض فيما بينهم, ومما يمكن قوله ان المرأة في الماضي لم تكن مثقفة مما ساعدها ذلك التثقيف على الاقتصار على تلك الأنواع من الأطعمة التي يستوي فيها الناس فنعموا بالصحة بل حكمها قلة موارد المعيشة.
غذاء وعمل يعني صحة وعافية
مرضي الدوسري: الماضي بكل فتراته التي مر بها الآباء والأجداد كانت التغدية فيه محصورة جدا ما بين تمر ولبن وماء بل كان الفرد قد ينام ولم يتناول طعام الغداء او العشاء ومع صعوبة المعيشة استطاع الفرد ان يكيف نفسه مع تلك الحياة التي لا تعرف الملل او التعب او الكسل وبذلك نجح ذلك الفرد في الماضي في إيجاد طرفي ناتج المعادلة التي يساوي من أجل الصحة الوقاية خير من العلاج,, طرفا المعادلة هذه هما الغذاء والعمل، وفي الماضي كان الانسان مقتصدا في مأكله ومشربه بما يتفق مع القول المأثور (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع واذا أكلنا لا نأكل حتى نشبع).
وعن الغذاء في الحاضر وبقايا عادات الماضي يقول: ابن وجه الخير: في الحاضر ومع تغير صوره من حيث وفرة المياه العذبة وتحسن الزراعة ونمو رصيد المعرفة والعلم والفكر لأبناء المجتمعات مع ذلك كله ولله الحمد تحسنت المعيشة وأصبح الفرد يتنوع في اليوم الواحد من شتى أنواع الطعام يأكل حتى يشبع وما تشتهيه نفسه، حيث ان العامل المشترك بين حاضرنا وماضي الأجداد هو العشوائية، وان الرغبة تتحكم في امتلاء البطن لإشباع غريزة الجوع، واذا كان هناك معرفة بالأنواع المختلفة المفيدة لتغدية الجسم بدون ضرر ولا ضرار يخالفه ذلك الشخص بعدة اتجاهات تضر بالجسم منها عدم التقيد بالكمية المطلوبة وكذلك التعدد في المائدة الواحدة بأكثر من صنف.
العوامل المؤثرة في نمط الغذاء والتغذية
مع النمو والتطور الحضاري في مختلف المجالات والتوسع العمراني تغيرت لدى الكثير من الناس وبنسبة عالية أساليب توفير الغذاء سواء كان طعام الإفطار او الغداء او العشاء وذلك بشكل مباشر، ولذلك عوامل عدة تسببت في ذلك، تقول جواهر ناصر: جدول حياة الفرد نجده ممتلئا بالمشاغل والأعمال، والغذاء لا ينساه الانسان اين كان موقعه وعمره حيث انه حريص على لقيمات يقمن صلبه ومن هذه العوامل:
كثرة المطاعم
وتتعجب المواطنة جواهر في حديثها من الأسباب المتحكمة في تغير نمط المعيشة في حاضرنا حيث تقول: مهما كبرت مساحة المنطقة او صغرت تكثر المطاعم تحت مسميات عديدة ويتفنن البعض في الديكورات البراقة لجذب الزبائن ومع ذلك الجمال يبقى دائما التحذير من خطورة التلذذ بتناول الطعام من المطاعم والذي يندفع الكثير وراء روعة مسمياته من باب التجربة او الاعتقاد بأن طعام المطاعم يفوق على طعام المنزل، وقد يكون الإقبال على المطاعم هو عدم التقيد بثلاث وجبات في اليوم بل يتخللها بعض الوجبات بما يعطي الإنسان الإحساس بالشبع وقت الغداء او العشاء بما يحمله ذلك الإحساس البحث عند الإحساس بالجوع الى طعام يسد جوعه,, كذلك قضاء كثير من الشباب وقتهم خارج البيت بل قد تكون الأسرة سببا لذلك البقاء خارج المنزل للأكل من البوفيهات والمطاعم طيلة ذلك الوقت وهذا يغنيها عن اعداد طعام بالمنزل وخاصة وجبة العشاء, ومن المستحيل ان يسعى صاحب المطعم للبحث عن الجودة في نوعية الأكل بل بحثه عن التوفير يجعله يقدم ما يوفر الريال دون السؤال عن صحة وسلامة الفرد.
ومع المطاعم ضاعت هوية الأكلات الشعبية الغنية بالفائدة الصحية تلك بداية حديث فهد ناصر الفاران الذي واصل الحديث بقوله: في الماضي كانت المرأة توفر طعام الاسرة من المحصول الذي تعبت هي والأب في نثر بذوره والعناية به دون أي كيماويات تضاف إليه ثم تصنع منه الخبز والأكلات الأخرى ومع كثرة المطاعم في حاضرنا اختفت تلك الأكلات وتكاسلت ربات البيوت وأصبحت حاجة الأسرة تلبى من المطاعم التي تجهز الطعام حسب جنسياتها مما أفقد الأسر متعة التلذذ بلذة الطعام الصحي المفيد.
الدكتور محمود مصطفى يقول حول كثرة المطاعم والأكل فيها: لا شك ان المطاعم تخضع للاشراف الصحي من قبل البلديات لكن ما مدى التزام العمالة بالنظافة العامة سواء للأواني المستخدمة في الطهي واعداد الطعام أو في النظافة الشخصية أو الاهتمام بنظافة الخضروات وحفظ الطعام؟,, ونجد ان الاصابات التي يشكو منها المراجعون للمستشفيات او المستوصفات تكشف عن تلبك معوي باسهال مع ألم في أسفل البطن ويؤكد اصابة المريض (بالدوسنتريا) قبل التحليل باجابته بالأكل في مطعم و(الدوسنتريا) كما يعرفها الدكتور محمود هي اسهال مع مغص اسفل البطن ودخول الحمام أكثر من مرة والاصابة بهذا المرض سببها عدم النظافة.
الشغالة بالمنزل
تقول غزيل الدوسري: الشغالة تبقى غير قادرة على التكيف مع عادات المجتمع العربي بل قد تحمل هي عادات يندمج معها أهل البيت التي تعمل عندهم ومن ذلك كأقرب مثال اضافة البهارات الحارة بشكل مفرط فيه,, واصبحت الشغالة في اغلب البيوت حاجة لا يستغنى عنها مع قلة الشغل في البيوت مما اعطى ذلك التنافس بين بنات حواء في وجودهن في المنازل,, وقد تسبب وجود الشغالة بالمنزل اتكالية الأم عليها حتى في اعداد الطعام للأسرة مع عدم مقدرتها على صنع الطعام الصحي من حيث النظافة وتوفر المواد الغذائية السليمة وكذلك الطهي الجيد، بل تواصل تخبطها العشوائي لمعرفة ما يعتاد أهل البيت أكله فتصنعه وقد لا يكون هو المطلوب بل عدم ثقافة الأسرة الغذائية يجعلهم يملؤون البطون ظنا منهم انه هو الطعام الصحي المطلوب بل تعدل اخطاءها حتى بعد تقديم الطعام للأكل.
أم عبدالله تبدأ مشاركتنا متسائلة ما الذي جعل الطلبة يخرجون من البيت صباحا دون إفطار وهو أهم وجبة؟ وتواصل الحديث بقولها لا شك ان وجود الشغالة بالبيت محل أهمية متابعة الأم للأبناء بل ان الشيء العجيب وقد يكون مقتبسا من الشغالة بنسبة 80% هو أن الكثير من الطلبة والطالبات اثناء الفسحة المدرسية بين الحصص يشترون الشطة والمشروبات الغازية والحلويات وأشياء أخرى لا تعد من المواد الغذائية وهذا ما جعل الكثير يشتكون وهم في زهرة الشباب من القرحة وسوء التغذية,, حيث الواجب على الأم ان تهتم بالتغذية السليمة لأبنائها عند خروجهم من البيت بتوفير الحليب والخبز والمربى والجبن وتنظيم الوجبات لهم بما يعطيهم العيش اصحاء أقوياء.
الأم وتعب الوظيفة وحب الراحة
منيرة الدوسري تحدثت عن عامل آخر هو خروج الأم للعمل وتوفير الغذاء للأسرة بقولها: ارتباط الأم بالوظيفة يحدث تغييرا في نمط حياة الأسرة حيث الخروج مبكرا والعودة متعبة مما يفقدها هذا كله القيام بمسؤولية البيت والأسرة على الوجه المطلوب, وعن الغداء يبقى القول أن الأم العاملة توكل الأمر للخادمة بالبيت او يجلب الطعام من خارج المنزل سواء الافطار او الغداء او ان تقوم الأم بتجهيزه لكن لا يكون وفق الشروط الغذائية المطلوبة وذلك للعجلة التي تدفع الأم للبحث عن الراحة بعد عناء التعب.
الدكتورم محمود وحول هذا الجانب تحدث باختصار بقوله: غالبية الأمهات بالخليج العربي وخاصة المدرسات والطبيبات يخرجن وأولادهن صباحا للعمل او المدرسة بدون إفطار مع تسليم مقاليد الأمور للشغالة في المنزل، ويوجد احصائية عن ما يسمى بالموت الفجائي عند الأطفال أي غير المعروف سببه، بحيث تزيد نسبة هذه الظاهرة في البيوت التي بها خادمات ولا شك ان انسجام الأم العاملة في عملها وإهمالها لمسؤوليات بيتها له سلبيات تنعكس آثارها على أفراد الأسرة بالضرر.
الدعاية والإعلان
فارس عبدالله آل عيد طالب في الثانوية يقول: تشكل نسبة انقياد الكثير من الناس وراء كل ما تبثه وسائل الإعلام من حاجيات ومستلزمات البيت بما تزينه الدعاية والإعلان سواء كان البيت في حاجة او بغير حاجة له بل هناك إفراط في الشراء بسبب الدعاية دون معرفة مكونات هذه المواد الغدائية ويكثر الاقبال على تلك المواد بما يرضي الأطفال وبذلك تكون الأم او الأب قد تسبب في ذبح نمو وصحة ابنه بيديه حيث ان أغلب تلك المعروضات لا تتناسب مع الأطفال من حيث العمر والفائدة للنمو, مما يتطلب من الوالدين الإمساك بكابح الاندفاع خلف الدعاية والإعلان والتريث قبل الشراء إلا بما يكون فيه الفائدة حيث ان الهدف الأساسي من تلك الدعاية هو ترويج السلع فقط.
قلة التثقيف الأسري
تستفهم هياء أم عبدالله كيف تتوفر التغذية السليمة الصحية للأسرة؟,, والأم بما أنها هي المسؤولة بدرجة أولى عن ذلك قليلة الثقافة ليس ذلك لانها لا تقرأ وتكتب بل لانعدام الاطلاع على الكتب والمقالات العلمية والمناقشة حيث ان شعار الأم هو ان تشبع بطون أسرتها فقط، ولنا أن نتخيل ثقافة أم تضع المشروبات الغازية في الرضاعة ثم تعطيها طفلا ذا الثلاثة أشهر من عمره,, وتواصل أم عبدالله الحديث بقولها: ان زيادة ثقافة الأسرة مطلب ضروري لسلامة أفرادها ويمكن الاستفادة من المواد الدراسية التي تتحدث عن التغذية وبث الوعي بتصحيح الأخطاء من قبل الطالبة دون تعنت من الأم أو الأب بل حتى المعلمة والتي هي أم عليها الاستفادة من تلك المواد وإيجاد البرامج المفيدة لزيادة الخبرات، ولا يكون الهدف فقط إنهاء المنهج بسرعة، فليس المرء يولد عالما,, وتضيف بقولها: فرصة زيادة الثقافة متسعة وذلك من عدة قنوات وعلى الأم او الأب بذل الحماس لذلك.
الأسرة ومتعة الترويح عن النفس
نورة محمد تقول عن فقدان الغذاء الصحي مع اندماج الأسرة في الترويح عن النفس أثناء الرحلات او البقاء خلف الشاشة الفضية لا سيما مع وجود عالم الفضائيات يضيع الاهتمام بالغذاء والاقتصار على ما هو متيسر من مكسرات وسندوتشات وغيره من الأكلات التي توفرها الأسواق أو محلات الوجبات السريعة بما يفوت الاهتمام بتجهيز الطعام لبقية الأسرة بكل عناية بما يتناسب مع الوقت والعمر والحالة الصحية كذلك الاضطراب في تنظيم وقت تناول الطعام وعلى الإنسان الاهتمام بالأساسيات أولا في حياته اليومية وعدم التفريط في ذلك وتعطيل أمر مهم على حساب إشباع هوى النفس.
التقليد
التقليد الأعمى يضر حكمة بدأت بها نورة منصور حديثها حيث قالت: الكثير من ربات البيوت يتبعن تقليد ما تبثه البرامج التلفزيونية في المقادير وطريقة التحضير والطهي وكذلك ما تسرده بعض الكتب من أصناف للعديد من المأكولات اضافة لذلك ما تتداوله النسوة في المجالس من غير مبالاة المرأة بتكوينات ذلك الطبق وتناسبه لأفراد الأسرة من حيث العمر والوزن وكذلك الصحة العامة بل على الأم السعي للوقاية دائما من الأمراض وذلك لكسب السلامة للجميع وليس معنى هذا أن نقول يمنع منعا باتا ان تعد الأم الأكلات التي تسمعها أو تشاهدها بل يجب ذلك بقيود من أجل سلامة من تعيش معهم في البيت وعن أهم تلك القيود قالت: توفر العناصر الغذائية في تلك الأطباق وعدم الإفراط في تعدد تلك الأطباق على مائدة واحدة بما يسبب الضرر لمن لديهم أمراض كالضغط والسكر.
مسؤولية التوجيه من المسؤول عنها؟ وكيف؟
يتحمل تبعة التوجيه في هذا المجال جهات عدة منها وسائل التعليم في المدارس.
وعن ذلك يقول عبدالله فرحان آل نادر: دور التعليم لا يقل أهمية عن دور الوالدين والأسرة في التوجيه منذ المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية حيث يتم توضيح أهمية الغذاء بداية من الطفل الصغير وذلك بتعريفه على أنواع الغذاء وعناصره وأهمية كل عنصر في بناء الجسم وتوليد الطاقة التي يحتاجها الإنسان لممارسة أنشطة حياته اليومية وكذلك التوعية بممارسة الرياضة وفائدتها لبناء الأجسام وتوضيح المصادر الطبيعية للغذاء وكذلك إيضاح الأمراض التي تصيب الإنسان من سوء التغذية.
وتشارك نوال الدوسري بقولها: التعليم هو حلقة دائرية تلتف حول المجتمع صغيرا وكبيرا رجالا ونساء وبما ان الفتاة هي المسؤولة عن توفير الغذاء المتكامل للأسرة فلذلك فإن مادة التدبير المنزلي التي تدرس في المدارس كفيلة بإذن الله لتعليم الفتاة ذلك ويشترط لنجاح هذا الدور جدارة المعلمة وقوة نشاطها في ايصال المعلومات وتفعيل دور الطالبة من خلال التطبيق العملي.
الإعلام بقنواته المختلفة
وتصور هدى الدوسري أهمية الإعلام بقولها: الإعلام بوسائله المختلفة من صحف يومية وبرامج إذاعية مسموعة او مرئية لها التأثير والدور الهام في التوعية بما يزيد الثقافة العامة وقدرتها على بث الوعي لدى الفرد ولعل البرامج التي يبثها التلفزيون السعودي على الهواء مباشرة والذي يستضيف الكثير من الأطباء والمختصين في مجالات عدة للحياة اليومية بما اعطت تلك البرامج تبصير الكثير من الأخوة في مواضيع تهمهم سواء صحية او اجتماعية مما تدل تلك المؤشرات على المتابعة للإعلام مما يجعل المجتمع يطالب الإعلام بطرح القضايا التي تهم المجتمع.
ويقول فارس آل عيد: من الملاحظ ان الإعلام استطاع أن يجعل العالم كله قرية صغيرة يرتبط جنوبها بشمالها وشرقها بغربها مما يجعلنا نجزم بأن الإعلام له دوره الإيجابي في تغيير السلوكيات الخاطئة وزيادة الثقافة لدى الفرد على اي مستوى كان بالصورة التي تتناسب مع الموضوع ولا سيما ان الكثير من الأمهات خاصة والأسرة عامة تتأثر بما تنشره وتذيعه تلك الوسائل حتى انه يصبح حديث الكثير في المجالس.
مراكز الرعاية الصحية الأولية
يقول عبدالله آل نادر: دور المراكز الصحية دور هام في الوقاية والعلاج ويتمثل دورها الوقائي في نشر الوعي الصحي لدى الأمهات عن الغذاء الصحي وعناصره وأهميته من حيث الكيف وليس الكم بداية من العناية بالأمهات الحوامل والمرضع وتصحيح الأخطاء التي تتصورها الأم أنها مفيدة وهي مخالفة ذلك كتناولها كميات كبيرة من الطعام متصورة أنها قد حققت الغرض المطلوب في حين قد تكون تلك الأطعمة تفتقر العناصر المهمة للحامل والمرضع ويبقى القول ان دور الطبيبة أو الأخصائية الاجتماعية دور حيوي في توجيه الأم لاختيار الغذاء المناسب للأفراد في أسرتها وخاصة الأطفال منذ الرضاعة بحيث توضح أهمية الرضاعة الطبيعية في نمو جسم الطفل وفوائدها من الناحية الغذائية والنفسية للطفل,, وعن الناحية العلاجية يقول: في هذا الجانب فإن المراكز عليها اكتشاف الأمراض الناتجة عن سوء التغذية في وقت مبكر ووصف العلاج المناسب لها تجنبا لأي مضاعفات.
وتقول ليلى: دور الرعاية الصحية يبدأ من الالتزام بالعلاج في وجود الملف الصحي بحيث تسجل الأمراض للأسرة وأسبابها ثم يبدأ بعد ذلك الدور التوعوي بداية من الحمل وحتى الفطام ثم التدرج في الغذاء اليومي عن طريق الفم ويمكن الاستفادة من وقت الانتظار للنساء او الرجال بوضع مكتبة مصغرة في الاستراحة بحيث تحوي بعض الكتب والمطويات والنشرات وجهاز فيديو يعض البرامج الصحية بما يحقق الهدف في التوعية.
الوالدان والمسؤولية
سارة الدوسري تحدثت عن دور الوالدين بقولها: توفير الغذاء والمحافظة على الصحة العامة هي مسؤولية الوالدين الأم والأب بدرجة أولى حيث أنهما المسؤولان عن توفير الغذاء المناسب والاختيار وتنظيم مواعيد الوجبات الغذائية إضافة الى التوعية ويشترط للوصول الى النجاح ارتفاع نسبة الثقافة لديهما على ان تكون البداية المثلى لسلامة الأبناء منعهم من تناول الأطعمة التي تجهز خارج المنزل وذلك لبقائها مكشوفة وقتا طويلا مع عدم التأكد من نظافة العمالة ثم تتدرج المسؤولية على الأم داخل المنزل بحرصها على توفير جميع العناصر الغذائية في الطعام مع التركيز على طعام الأطفال في بداية النمو وذلك باحتوائه على العناصر الهامة لبناء الجسم من بروتينات وفيتامينات وكذا عناصر بناء العظام وخاصة الكالسيوم والفوسفور بحيث تراعي اختلاف حاجة الكبار من الغذاء عن الصغار مع الاهتمام بالنظافة والطهي الجيد.
جواهر الدوسري تقول: يرتكز دور الوالدين في هذا الجانب على محورين هما الاختيار والتوجيه وتتحدث بالتفصيل بقولها: الاختيار من حيث جودة الغذاء حيث النضوج والسلامة من الاصابات المرضية وشمولية توفر عناصر مجموعة الأطعمة الأربعة على المائدة الواحدة دون إسراف,, والتوجيه بسلوك طريق النصيحة والتقويم بالتي هي أحسن من حيث آداب الأكل والشرب والنظافة قبل الأكل وبعده الى غير ذلك من الآداب التي تحمي الإنسان من الاصابة محققين مبدأ السلامة بالوقاية قبل وقوع الداء.
التغذية السليمة ما هي؟ وكيف يجب أن تكون؟
عرفها الدكتور/ ابراهيم سرحان أخصائي باطنية بمستشفى السليل العام بقوله: التغذية الصحية السليمة تعني تطبيق نظام غذائي متوازن ومفيد للجسم تساعد على حفظ الصحة وصيانتها والوقاية من الأمراض ودليلها هي ان يكون الفرد متكافئاً مع أقرانه ويستطيع ان يؤدي الدور الموكل إليه في المجتمع بهمة وقوة ويكون عقليا ونفسيا متوازنا مع متطلبات مجتمعه وأصوله وعاداته, ويضيف بقوله: في أواخر سنة 1990م حددت المواصفات العامة للتغذية السليمة والتي تشتمل على ما يلي:
تناول نوعيات مختلفة من الأطعمة.
اختيار الغذاء قليل الدهون (الدهون المشبعة والكوليسترول).
استخدام السكر بكميات قليلة ومتنوعة.
استخدام الملح بكميات قليلة.
اختيار الغذاء الغني بالخضروات والفواكه والحبوب.
الاحتفاظ بالوزن المثالي للجسم قدر المستطاع ويمكن حساب الوزن المثالي كما يلي:
طول القامة بالسنتيمتر 103 للرجال، وطول القامة بلاسنتيمتر 106 للنساء.
ويشارك الدكتور/ عبدالحميد لطفي المشرف الاقليمي بمستشفى السليل للتعليق على التعريف بمفهوم التغذية الصحية السليمة بقوله: هي التي تلبي احتياجات الفرد من الطاقة الازمة للحياة والحركة وهي أساس الصحة الجيدة لكل الناس, ويواصل الحديث بقوله: يحتاج الوصول للتغذية الصحية عاملا مهما هو ثقافة الفرد الغذائية وهو ان يختار غذاءه بالامكانيات المالية المتاحة ويكون متنوعا وملبيا لحاجة الإنسان الحياتية في مراحل عمره من الطفولة الى الكهولة وكذلك حسب ظروفه في الحياة مثل فترات الحمل والطفولة,, وقديما كان الاعتقاد السائد هو ان أهمية الغذاء تكمن في إشباع غريزة الجوع والشبع بغض النظر عن الوفاء بالاحتياجات الغذائية لكن مع مرور الزمن أدرك الإنسان ان الغذاء يرتبط ارتباطا وثيقا بالنواحي الاجتماعية والسلوك الإنساني والشعور بالأمان والسعادة ولم يعد قاصرا على مجرد الإمداد بالغذاء الذي يحتوي على كافة العناصر الغذائية الهامة للإنسان مثل البروتين والدهون والنشويات والمعادن وغيرها.
الغذاء وصحة الجسم
يقول عن ذلك الدكتور/ عبدالحميد في مواصلة حديثه: على مستوى الفرد فإن اختياره لغذائه ببساطة يجب ان يحتوي على كافة العناصر الغذائية بتوازن يحفظ لأجهزة الجسم قدرتها على أفضل أداء وتقي من الأمراض,, ويسترسل الحديث بقوله: أيضا يجب ان يتوفر في الغذاء تنوع المواد الغذائية من نشويات وبروتينات ودهون وأملاح معدنية ويجب ان تكون نسبة إمداد الطاقة لكل مادة من هذه المواد الأساسية بمقدار الثلث وأن يكون أيضا متوازنا بحيث ان يكون متنوع المصدر من المنتجات النباتية والحيوانية ويضرب الدكتور عبدالحميد مثالا لذلك بقوله:
المنتجات النباتية تحتوي (أ) الحبوب: النشويات والسكريات.
ب البقول: البروتينات والدهون مثل الفاصوليا والفول الأخضر.
ج الخضروات والفواكه وبها الفيتامينات والمعادن.
2 المنتجات الحيوانية: وهي مركبات غنية تحتوي على كميات من البروتينات والدهنيات والمعادن مثل أنواع اللحوم والبيض والحليب والاسماك والطيور.
واذا علمنا ان النشويات يحتوي الجرام منها على 4 سعرات وكذلك الجرام من البروتين يحتوي على 4 سعرات اما الدهون فيحتوي الجرام على 9 سعرات حرارية,, لذلك فإن الفرد يحتاج من الطاقة في المتوسط كالآتي:
الرجل البالغ: يحتاج الى 2400 سعر تزداد بمقدار 400 سعر حسب نوع العمل.
المرأة البالغة: تحتاج الى 1900 سعر تزداد بمقدار 400 سعر حسب نوع العمل الذي تؤديه.
اما الأطفال: فيحتاجون الى متوسط 2000 سعر يوميا تزداد حسب العمر بمقدار 500 سعر للفئات العمرية المختلفة.
من المسؤول عن توفير التغذية الصحية للأسرة؟
ويعود الدكتور ابراهيم سرحان للحديث عن مسؤولية توفير تغذية الأفراد في المنزل حيث يقول: بناء الإنسان هدف هام وتمتع الإنسان بصحته هو أجمل ما في الحياة وهي بحق تاج الحياة وكلنا مسؤولون عن توفيرها ولكن تبقى الأم هي الضابط الدقيق داخل البيت في التزامها بقواعد الصحة العامة والنظافة والتغذية الصحية السليمة وعليها أن تسأل نفسها هل قطعة شيكولاته للولد لارضائه هي أهم من انتظار تناول قطعة لحم وطبق خضار او سلطة؟ فالمسؤولية الكبرى هي بلا شك مسؤولية الأم.
الدكتور محمود يقول عن مسؤولية توفير التغذية السليمة للاسرة هما الوالدان بحيث تتطلب المتابعة والاطمئنان على الأطفال وشربهم الحليب صباحا وهل أكلوا وجبة الفطور مع عمل مواعيد لتنظيم أكلهم بما يضبط المواعيد دون تخلف أحدهم عن تلك المواعيد بما يمنعهم من تناول وجبات أخرى بين الوجبات مثال ذلك ان يشرب الطفل الساعة العاشرة او الحادية عشرة صباحا مشروبات غازية او غيرها تمنعه عن الغداء.
أخطاء يجب تصحيحها!
مع المطالبة بالتغذية الغنية بالمواد الغذائية المفيدة لصحة الجسم هناك أخطاء يقع فيها الكثير من الناس عن تلك الأخطاء يقول ناصر شوقي عبدالسلام: هي عدم مضغ الطعام جيدا وتناوله حارا بدرجة عالية كبيرة والإسراف في تناول التوابل الحارة التي تضر بالمعدة ويتبع ذلك النوم مباشرة بعد تناول الطعام وعدم العناية والاهتمام بنظافة الخضروات والفواكه قبل الشروع في الأكل وكذلك تناول الأطعمة غير الطازجة وغير التامة النضج وهناك أمر خطير وهو عدم المتابعة والتأكد من تاريخ الإنتاج ومدة الصلاحية لجميع المأكولات والمعلبات بما يجنب الفرد خطر التسمم الغذائي والأمراض ويضيف بقوله: علينا التأكد من سلامة الأطعمة المستوردة سواء طازجة او معلبة او مجمدة حيث تقوم بعض الدول المتقدمة باستخدام الهندسة الوارثية لزيادة الانتاجية في بعض الفواكه والخضروات وانتاج طعام من الدرجة الثانية فتقوم بتصديره الى دول العالم الثالث بأسعار رخيصة وهذه الأغذية لم يتأكد من سلامتها وهناك نظريات حديثة تقول بانها من الممكن ان تكون سببا لبعض أنواع السرطان بعد فترة طويلة من تناولها تصل الى عشرين سنة.
غذاء وتغذية دون إفراط
لماذا يأكل الإنسان؟ بدون شك او تردد أن الاجابة هي أنه ياكل ليعيش حيث يتناول الفرد ما يبني بنيته الجسمية بشكل صحي,, لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي القيود عند تناول الأكل أو الشراب بداية وفي هذا الجانب يعود الدكتور/ ابراهيم سرحان لمشاركتنا الحديث بقوله: ألوان الطعام كثيرة واشكالها متعددة والاسراف فيها يضر بالصحة ومدعاة للأمراض كالسمنة وارتفاع مستوى كولسترول الدم ومشاكله من تصلب شرايين الجسم وضرره لشرايين القلب وكذلك امراض ارتفاع ضغط الدم وكأننا نفرط في ميزانيتنا لشراء أمراضنا بل كيف ننفق أموالنا لتجلب علينا أمراضا في سبيل إرضاء معدتنا والضرر لا شك واقع على الفرد وعلى مجتمعه فهو ضرر قريب في استهلاك ميزانية الأسرة وضرر بعيد في الاصابة بالأمراض وضرر أبعد في معاناة المجتمع بسبب مشاكل الصحة والأدوية والعلاج وقلة عطاء الفرد المريض وينصح في ختام حديثه بقوله: القدر الأمثل للأكل هو دون الشبع اي ألا يملأ الفرد المعدة كلها لقوله عليه الصلاة والسلام ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه فإن كان ولا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه وقال صلى اله عليه وسلم المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء .
الكتاب والسنة والتوجيه الأمثل
ناصر شوقي بدأ حديثه لنا بقول الله تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا أنه لا يحب المسرفين الأعراف آية 31.
وقال صلى الله عليه وسلم لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب فإن القلب كالزرع اذا كثر عليه الماء مات .
ومن هنا نرى ان الكتاب والسنة يحثان على عدم الإسراف في تناول الطعام وهذا مطلوب للمحافظة على صحة الإنسان ويتفق تماما مع الارشادات الطبية وأحدث نظريات التغذية فإن الإكثار من الطعام يؤدي الى زيادة الوزن عن معدلاته الطبيعية وإلى الكثير من الأمراض مثل مرض السكر وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم بالاضافة الى الأضرار الصحية على العظام والعمود الفقري والظهر الناتجة عن زيادة الوزن وبروز البطن والكثير من المضاعفات الأخرى, واضافة الى الأضرار الصحية هناك اضرار من الجانب الروحي كما أرشدنا الحديث الشريف كالخمول وقسوة القلب وقلة الصفاء وبلادة الفكر وكثرة النوم فعلينا ان نعتدل في تناول الطعام فإن أفضل الدواء أن ترفع يدك عن الطعام وأنت تشتهيه وكما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بطن المرء عدوه .
وكذلك من الوصايا المهمة عدم تناول الشراب دفعة واحدة بل الواجب تناوله على ثلاث دفعات حتى يعطي الفرد فرصة للتنفس وراحة المعدة ويستشهد بحديث ابن عباس رضي الله عنه القائل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب الماء فتنفس مرتين وعلينا الاهتمام في غذائنا بالخضروات الطازجة والفاكهة لما تحتويه من نسب عالية من الفيتامينات والأملاح المعدنية ويجب علينا جميعا المحافظة على صحتنا باستخدام الطعام الطازج والطعام جيد الطهو بدون إسراف وبطريقة منظمة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
تغطيات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved