Wednesday 23rd June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 9 ربيع الاول


الآخر
الصحفي المكسيكي يحمل مسدساً جنباً إلى جنب مع القلم ويرتدي السترة الواقية,!!
العدو الأول للصحفيين هم تجار المخدرات
إعداد : محمد نجيب علي

الصحفيون المكسيكيون العاملون على الحدود الامريكية يشعرون دائما بأن حياتهم في خطر بفعل تهديد عصابات تهريب المخدرات عبر الحدود مثال لذلك مقتل صحفي بارز والذي كان قد نجح في تنظيم حملة صحفية في الولاية الحدودية سونارا التي تبعد 30 ميلا من مدينة يوما,, وقد تفاقم الامر حتى ان جامعة تولين عقدت مؤتمرا لمناقشة هذه الظاهرة تحت عنوان ان اعداء الصحفيين الاوائل هم تجار المخدرات وذلك بالتعاون مع مركز الدراسات الامريكية اللاتينية,, انهم يعيشون تحت تهديد دائم بالموت.
صحفيو جريدة (لابيرنز) يعيشون حالة التهديد تلك وذلك بعد مقتل زميلهم ذي التسعة والعشرين ربيعا امام مبنى الجريدة في الخامس عشر من يوليو الماضي , وبعد انعقاد ذلك المؤتمر قتل في 13 فبراير لويس ماريو اثناء مغادرته لاجتماع عقده مع المدعي العام في مدينة مكسيكو ليناقش امر تهديده إذ كان قد نجا من محاولة اغتيال العام الماضي.
عندما يقتل او يجرح صحفي بفعل تجار المخدرات فإن الصحافة تسلط الضوء على الخبر متعاطفة مع الصحفي المقتول متعرضة للقتلة بأنهم قوة وسلطة قوية مؤثرة قادرة على تنفيذ تهديداتها ,, وبعض الصحفيين يتمسكون بمبدأ الاخلاق في العمل ينادون بعدم التعرض لسلوك وممارسات تجار المخدرات كممارساتهم اللا اخلاقية وغير ذلك خاصة من اتحاد الصحفيين المكسيكيين منوهين بأن الشرف الصحفي لا يسمح بذلك,, وهم يتساءلون هل تجارة المخدرات عمل اخلاقي,؟
تلقى الصحفي (فولرس) تهديدا بالموت لأنه نشر مقالا تعرض لتجار مخدرات بالاسم,, لكن الشرطة لم تعر ذلك التهديد انتباها ولم تأخذه مأخذ الجد,, واخيرا سقط فولرس قتيلا بست طلقات وهو في طريقه للصحيفة,, ولم يكتف القتلة بذلك بل تقدم احدهم وافرغ ثلاث رصاصات إضافية من مسدسه في جثمانه.
تلقى عشرة من المراسلين والصحفيين تهديدا بالموت بعد خمسة أيام من مقتل فولرس ثم رشوة قدرها 5 آلاف دولار امريكي مقابل وقف حملتهم الصحفية عن مقتل فولرس لكن تهديدا جديدا بالموت لهم وذلك عبر خطاب مكتوب حرر بلغة بالغة الخطورة إذ جاء فيه اننا نعرف أين تسكنون,, ونعرف ارقام سياراتكم ومع من تتعاملون,, اوقفوا تسليط الضوء على مقتل فلورس وإلا قتلناكم جميعا,, لم يتوقف العشرة واستمرت الحملة ونتيجة لذلك اعتقل اربعة من المشتبه فيهم,, بالرغم من ذلك يعتب صحفيو الحدود على الحكومة المكسيكية وزملائهم في مدينة مكسيكو بعدم وقوفهم معهم في محنتهم خوفا من تجار المخدرات.
الزميل بلانكو رافيلز المحرر في المجلة الاسبوعية (سيما ناريو) بمدينة تجوانا,, أفرد مساحة فيها في 17 نوفمبر عن عجز السلطات في قبض قاتل (فولرس) وفي اليوم التالي اطلق قناص عليه النار وهو في سيارته قتل مرافقه اصاب بلانكو,, بجروح خطيرة.
الحدود المكسيكية مستنقع موت خطر للصحفيين المكسيكيين,, انهم يحملون المسدسات جنبا الى جنب اقلامهم ويرتدون السترات الواقية من الرصاص ويصطحبون الحراس الشخصيين وبالرغم من كل ذلك يظفر بهم تجار المخدرات واحدا بعد الآخر.
مؤخرا لقي فيلب حتفه وهو يعبر الحدود من الباسو الى تكساس,, وقد كان فيليب دائم الادانة للحكومة والصحافة الامريكية معا لعدم قيامهما بالدور المناط بهما في محاربة تجار المخدرات على الحدود,.
بعد مطالبات عدة عقد مؤخرا مؤتمرا لمناقشة هذه القضية حيث طالب جويل سايمون أحد القانونيين الشهيرين بأن يكون لصحف مدينة مكسيكو دور هام بتسليط الضوء على محنة زملائهم في الحدود وذلك على المستوى القومي والعالمي, لكن صحفيي الحدود يقولون ان الشعور بالتهديد بالموت والخوف من ذلك لامر قاتل حقا إلا انهم لا يفكرون فيه كثيرا حتى لا يمنعنا من اداء دورنا,, وقالوا من الافضل ان نموت شرفا مدافعين عن قضية بدلا من قتل الكلمة والقلم ونعيش جبناء .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
تغطيات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved