Wednesday 23rd June, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 9 ربيع الاول


أعيدوا مكتبة الجامع الكبير ببريدة للأوقاف

ما زالت المكتبات والكتب قلعة ومنارة للعلم والراغبين فيه، على الرغم من التطور التقني الهائل الذي تشهده وسائل الاتصالات الحديثة.
وتعد المكتبات الوقفية احدى اهم هذه القلاع والمنارات لما تضمه من علم نفيس، وتراث عريق، بقي وسيبقى الى ما شاء الله شاهداً على جهود علماء هذه الامة العظيمة من سلفنا الصالح - رضى الله عنهم ورحمهم اجمعين - في مجالات الحياة المختلفة، من علوم وأدب، وسياسة واقتصاد، وغير ذلك.
ولا شك بان ما تشهده المكتبات الوقفية في المملكة هذه الايام ، من اهتمام خاص من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ممثلة في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد، يعد خدمة كبيرة للعلم وطلابه من ابناء المملكة، بل والأمة الاسلامية جميعاً، حيث سعت الوزارة الى اعادة اصلاح هذه المكتبات والارتقاء بها من خلال تطوير اجهزتها الادارية وتعيين الاكفاء المخلصين المتخصصين.
كما سعت الوزارة - عبر وسائل الاعلام - الى شحذ الهمم ودعوة اهل الخير للاسهام في هذا العمل المبارك، وكانت ندوة (المكتبات الوقفية في المملكة العربية السعودية) التي نظمتها الوزارة مؤخراً في المدينة المنورة احدى هذه الوسائل الفاعلة.
وقد حثت الندوة في توصياتها جميع الهيئات والاسر والافراد ممن يملكون كتباً مخطوطة او مطبوعة موقوفة، على ايداعها او ضمها الى مكتبات الاوقاف التابعة للوزارة، حتى يتسنى تنسيق الجهود بين هذه المكتبات من جهة، وبينها وبين مراكز البحوث في المملكة من جهة اخرى، على ان تكون وزارة الشؤون الاسلامية هي المسؤولة عن ايجاد صيغة مناسبة للتعاون بين جهات الاختصاص.
ومع ما تقتضيه المصلحة العامة للوطن وللأمة اصبح لزاماً وواجباً على هذا الوطن حكومة ومؤسسات وافراداً، ضرورة التعاون في العمل على تجميع الكتب والمكتبات الوقفية لدى جهة واحدة.
ومعلوم ان وزارة الشؤون الاسلامية تشرف حالياً على سبع مكتبات وقفية فقط، إلا انه من المؤكد ان هناك عشرات من هذه المكتبات التي تضم مئات الكتب، بل لا نبالغ حين نقول آلاف الكتب الوقفية التي لا تعلم هذه الوزارة الفتية شيئاً عنها لانها -ومنذ سنوات طويلة - في حوزة جهات او افراد يجعلون فائدتها تنحصر على فئات معينة، مما يستلزم معه اعادة النظر في ضم هذه المكتبات الى هذه الوزارة المختصة حتى تشملها النهضة التطويرية التي تشهدها المكتبات التابعة لها.
ومن هذه المكتبات (مكتبة الجامع الكبير الوقفية ببريدة) التي تم ضمها بطريق الخطأ منذ سنوات الى مكتب وزارة المعارف العامة ببريدة، حيث ان كامل محتويات هذه المكتبة من الكتب الموقوفة التي يجب عدم خلطها بالمكتبات العامة، خاصة انها تضم الآلاف من امهات ومتون الكتب والمخطوطات التراثية التي تم تجميعها على مدى سنوات طوال، منذ اعادة بناء الجامع الكبير بمدينة بريدة باشراف فضيلة علامة القصيم - آنذاك - الشيخ عمر بن محمد بن سليم - رحمه الله - الذي امر بتهيئة مكان في الجهة الشرقية من الجامع، جمعت فيه الكتب التي كانت موقوفة على طلبة العلم، ودعمها بعض طلاب العلم بالكتب - خاصة الامهات والمتون - كما ضم اليها عدد من المكتبات الخاصة، وتبرع بعض اهالي بريدة في الداخل والخارج بمبالغ نقدية تم شراء كتب بها اضيفت الى المكتبة.
وبعد وفاة فضيلة الشيخ عمر بن محمد بن سليم - رحمه الله - عام 1362ه بني للمكتبة مبنى خاص في الدور العلوي بين الجهة الشرقية، واضيف اليها عدد من الكتب، كما ضمت بعض المكتبات الخاصة ومنها: مكتبة الشيخ عبد الله بن احمد الرواف التي تبرع بها ورثته لمكتبة الجامع وتضم اكثر من الف مجلد وذلك عام 1363ه.
ومكتبة الشيخ فوزان السابق الفوزان سفير المملكة العربية السعودية بمصر، وكان لديه مكتبة خاصة تضم الكثير من امهات الكتب، وبعد استقراره بمصر اوقف المكتبة على مكتبة جامع بريدة وذلك في عام 1364ه.
اما الشيخ محمد العبد العزيز العجاجي فقد اوقف ابناؤه مكتبته بعد وفاته، وضمت الى مكتبة الجامع الكبير ببريده.
كما تبرع ابناء بريدة في الخارج ببعض الكتب والمبالغ لصالح هذه المكتبة، ومن اشهر هؤلاء ابناء رجل الاعمال عبد العزيز بن يوسف المزيني الذي تبرع بمبالغ كبيرة بعث بها الى فضيلة الشيخ عبد الله بن حميد - رحمه الله - الذي كلف فضيلة الشيخ محمد الناصر العبودي بشراء الكتب من مكة المكرمة واضيفت الى المكتبة.
واستمرت المكتبة في نمو حيث بلغت الكتب الآلاف وفي عام 1373ه عندما زار - المغفور له باذن الله - الملك سعود مدينة بريدة اطلع على وضع المكتبة وحاجتها الى مبنى مستقل خارج الجامع فامر ببناء المكتبة الى جوار الجامع من الشرق على الطراز الحديث بالاسمنت المسلح وزودت بمولد كهربائي لاضاءة المكتبة والجامع.
وبقيت المكتبة يرتادها طلبة العلم ويشرف عليها فضيلة الشيخ عبدالله بن حميد الذي كان يعقد دروسا يومية صباحية ومسائية بالمكتبة حتى تم نقله من بريدة الى مكة المكرمة ليعمل مسؤولا عن شؤون الحرمين الشريفين عام 1380ه وبعد ذلك تم نقل مكتبة الجامع الكبير ببريدة الى وزارة المعارف حيث اصبحت نواة لمكتبة وزارة المعارف العامة ببريدة.
وهكذا ومع هذا الاستعراض السريع لتاريخ مكتبة الجامع الكبير الوقفية ببريدة يتأكد لنا احقية هذه المكتبة في ان تنضم الى نظيراتها من المكتبات الوقفية بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد حتى تحظى بما تجده هذه المكتبات من عناية وتطوير وادخال احدث الاساليب العلمية في ادارتها والمحافظة على مقتنياتها ضمن الخطة الشاملة التي تعمل الوزارة على انفاذها.
ان العمل على ضم مكتبة الجامع الكبير ببريدة الى مثيلاتها من المكتبات الوقفية سوف يكون دافعا ونداء لكل من يعلم بوجود او يملك وقفا على كتاب او مكتبة ليسارع بالابلاغ عنه حتى يمكننا تجميع اكبر كم ممكن من تراثنا المبعثر والمتفرق في انحاء كثيرة والاستفادة منه في نشر العلم وتقديمه للباحثين باسلوب عصري سهل ومتطور.
يوسف السليمان - ابو سليمان
بريدة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
تغطيات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved