عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
قرأت ما كتب على صفحات هذه الجريدة حول حماية البيئة من التلوث وعن اليوم العالمي للبيئة وعن حماية بيئة البحر الاحمر,, وباختصار فان نظافة البيئة في الجو والارض هي من ضروريات الحياة للانسان,, وجو ملوث بالادخنة والغبار سيصبح جوا غير صحي ضار بالانسان والحيوان,, وما اود الحديث عنه هو ان الملوثات قد غزت منطقة القصيم, فمن يسمع بمنطقة القصيم يتراءى له تلك البساتين الخضراء والرمال الذهبية والاجواء الصافية الصحية ومظاهر الريف والخضرة اليانعة على امتداد البصر والمياه المتدفقة ,,, الخ.
ولكنني اقولها وللاسف ان الملوثات قد غزت منطقة القصيم بسبب حركة الصناعة والزراعة والبناء في المنطقة وسأستعرض هنا بعضا منها مع حلولها:
1- الكسارات: وهذه الكسارات موجودة في ما بين بريدة وعنيزة وما بين البدائع والرس وهي قريبة من المدن جدا وتنفث كميات هائلة من الغبار الناتج عن التكسير والتجفيف,, ومن يشاهد غبار الكسارات الواقعة بين الرس والبدائع يصاب بالعجب كيف وضعت على هذه المسافة القريبة من المدن فهي قريبة من مدينة الرس وقريبة من مدينة البدائع وتنشر في كل سحابة هائلة من الغبار تدور في الجو حتى تسقط اطنانا من الغبار على البدائع والرس وهي قريبة جدا من طريق البدائع - الرس - ومن يمر في هذا الطريق وخصوصا بمحاذاة هذه الكسارة يرى الطريق وقد كسي بسحابة من الغبار الكثيف والاشجار وهي بلون الغبار وقد غطاها بطبقات من الغبار ناءت بحمله,, ان هذا الغبار ذو ضرر كبير على الصحة وعلى الجهاز التنفسي فمن الاجدر والاولى نقل هذه الكسارة والكسارات الاخرى الى مسافات بعيدة عن المدن لا تقل عن 50 كم ووضع فلاتر على هذه الكسارات لمنع تطاير الغبار الكثيف في الجو.
2- مياه الصرف الصحي: في كثير من مدن القصيم لا توجد مشاريع للصرف الصحي مما حدا الى نقل هذه المياه غير المعالجة بواسطة وايتات كسح وشفط البيارات (اعزكم الله) وهذه الوايتات ترى بوضوح في مدينة الرس حيث تسير في الشوارع بروائحها الكريهة المنتنة لتنتهي بها الرحلة الى رمي حمولتها شمال الطريق الواقع بين الرس والبدائع بالقرب من الكسارة المذكورة اعلاه، وهذه الوايتات ترى كل يوم بالعشرات ترمي بأحمالها على ضفاف وادي الرمة المتجه سيلانه نحو مزارع البدائع, , لكم ان تتصورا اذا داهمت المزارع مياه وادي الرمة حاملة معها هذه المخلفات,, ولكم ان تتصورا التلوث الذي تنشره هذه المياه والمخلفات في الجو,,,! اضافة الى الحوادث والمخاطر التي تسببها هذه الوايتات على حركة السير وهي تتقاطع في سيرها من خلال الفتحة الموجودة امام المرمى بطريق البدائع - الرس.
ان الحل الامثل لذلك يكمن في ابعاد مرمى هذه المياه بعيدا عن المدن اولا وثانيا الاسراع بتنفيذ مشروع مياه الصرف الصحي ومعالجته لمحافظة الرس والبدء بهذا المشروع للبدائع.
3- مزارع الدواجن: تشكل مزارع الدواجن مصدرا رئيسيا للروائح الكريهة المنتنة بين مدن القصيم المتقاربة,, وقد اختيرت هذه المواقع بشكل ملاصق للمدن تماما وفي اماكن استراتيجية تجمع بقربها اكثر من مدينة بحيث يصيب التلوث والروائح اكبر عدد من المدن,, وسأضرب مثالين على ذلك الاول منهما المشروع الواقع في ما بين مدينة عنيزة ومدينة البكيرية ومدينة البدائع، هذا المشروع يقع على مساحة واسعة في المثلث الرملي الصحراوي بين هذه المدن والمسمى (نفود الغميس) وهذا المشروع يقع بالقرب من منتزه (الخبيبة) الجميل ذي الاشجار الجميلة وقد افسد هذا المشروع بروائحه متعة التنزه على مرتادي هذا المنتزه,, وروائحه الكريهة المنبعثة منه خصوصا خلال الليل تزعج ساكني هذه المدن فعند مجيء الرياح من الشرق سوف تحمل الروائح الى البدائع وعند مجيئها من الشمال سوف تحمل الروائح الى عنيزة والبدائع وعند مجيئها من الجنوب سوف تحملها الى البكيرية، والمشروع الثاني هو المشروع الواقع بين الرس والبدائع ملاصقا للطريق الرئيسي من اليمين واليسار وجدرانه تزاحم مسار السيارات ومن يمر من عند هذا المشروع وكثير منهم من المسافرين يكاد ان يصاب بالصرع من الروائح الكريهة المنبعثة من هذا المشروع ويكاد ان يختل توازن سيارته,, اضافة الى ان هذه الروائح تحملها الرياح الى كل من الرس والبدائع,, والحل يكمن في نقلها بعيدا عن الطريق العام والمساكن او وضع فلاتر تمنع انتشار هذه الروائح.
4- المخلفات البلاستيكية للمزارع وبقايا اكياس الاسمدة الكيماوية التي يتم حرقها دائما بالقرب من المدن وفي الارياف وبين المزارع والمساكن دون اي رادع لهؤلاء الذين يستهترون بصحة البشر ناشرين السحابات الهائلة من الادخنة الملوثة,, هذه بعض ملوثات البيئة,, والجو في القصيم التي اتمنى ان تزول يوما عنه وعن القصيم اللؤلؤة الذهبية الخضراء برعاية اميرها المقدام وقائد دفة نهضتها صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز - حفظه الله - والله الموفق.
عبدالعزيز بن محمد السحيباني
البدائع