كالعهد به دائماً في كل المناسبات المحلية التي يتحدث فيها إلى المسؤولين، جدد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله وأيده- دعوته للوزراء لتكثيف الجهد من أجل مصلحة الوطن والمواطن ووضعها في مقدمة أولوياتهم.
جاء ذلك خلال ترؤسه -حفظه الله - جلسة مجلس الوزراء الموقر أول أمس - وهي أول جلسة للمجلس بعد اعادة تشكيله، حيث عبّر بلغة الوفاء والتقدير عن اشادته بالوزراء على جهودهم خلال الفترة الماضية التي سبقت اعادة التشكيل متمنياً للوزراء الجدد التوفيق والنجاح،ومؤكداً على ثقته الغالية في الجميع.
وحرص خادم الحرمين الشريفين على مصالح الوطن وخدمة المواطنين كان دائماً المرتكز الأساسي لمحاور تفكيره السياسي حين يعزم على رسم سياسة أو اتخاذ قرار.
كان وما زال همُّه الأساسي هو راحة المواطن ورفاهية حياته، وتحريره فكرياً وعاطفياً من هموم الحياة حتى يزداد شعوراً وثقة بأنه ليس فقط أداة التنمية وإنما هو هدفها وان معطياتها له.
ولهذا جعل فلسفة حكمه بناء الانسان باعتبار ان ذلك أهمّ من بناء المصانع، لأن الانسان هو رأس مال الوطن حاضراً ومستقبلاً, وهو المسؤول تضامنياً مع قياداته عن بناء وطنه وازدهار الحياة فيه.
ومنذ توليه مسؤولية الملك وقيادة الدولة لم يكتف -أيده الله- بالاعتماد على التقارير التي تصله من مصادرها- رغم الثقة في مصداقيتها- وإنما استنَّ سُنّةَ الاتصال المباشر بينه وبين مواطنيه، يذهب إليهم في مواقع أعمالهم وأماكن سكنهم في مدنهم وقراهم وهجرهم، يلتقي بهم في لقاءات مفتوحة كما هي القلوب ليستمع إليهم ويستمعوا إليه، ثم يوجه الوزراء المرافقين وكبار المسؤولين بتنفيذ احتياجات المواطنين التي يتلمسها بنفسه أو يعبّرون له عنها.
ولم يكتف بهذا وحده، وإئماً دعا الوزراء والمسؤولين لأن يتحركوا بأنفسهم الى المواطنين مقتدين به وان يلتصقوا بواقع حياة مواطنيهم ويتلمسوا بأنفسهم احتياجات هذا الواقع من الخدمات الضرورية لراحة الجميع.
ورغم ما أصبحت عليه الحياة في بلادنا من صورة زاهية للرخاء والرفاهية والأمن والسلام الاجتماعي,, فإن طموح قائد المسيرة المباركة على طريق التطور والتقدم، طموح لايُحَدُّ، فهو طموح يتجدد مرحلة بعد أخرى من مراحل التطور والتقدم لدفع المسيرة إلى غاياتها العليا حتى نكون أكثر شعوب الأرض رخاءً ورفاهية وأمناً وسلاماً، وتكون بلادنا أكثر بلاد الله رقيّاً وشموخاً.
الجزيرة