** شركات التقسيط,, كيف حالها اليوم؟!
** زحام حول شركات التقسيط,, وزحام حول أي محل يعلن عن التقسيط,.
**وبعض شركات التقسيط,, أغلق أبوابه لأسباب كثيرة أبرزها,, تلاعب الزبائن,,!!
** عندما تزور احدى هذه الشركات,, تجد مطبوعات وتعليمات,, وكل شخص معه أوراق كثيرة,, وتوقيعات كثيرة,, ومعه شخص آخر اسمه الكفيل يسحبه وراءه,, ليبصم البصمة المميتة,, وعندها,, يضع حبلاً عنيفاً حول رقبته اسمه الكفالة الحضورية الغرامية ,, أو كما يقولون كفيل غرّام .
** وفي شركات التقسيط,, تشاهد مفارقات عجيبة جداً,, فهذا يحاول بكل ما يملك في الحصول على تقسيط,, وهذا نقص عنده شرط أو شرطان أو ثلاثة,.
** وهذا تأخر عن تسديد قسطين أو ثلاثة وجاء يعتذر.
** وهذا حصل بالفعل على التقسيط وتجد البشاشة مرتسمة على وجهه.
** وهذا هارب من الأقساط وطلبته الشرطة, وجاء يراجع الشركة,.
** وهذا جاء يستكشف الامور عن بعد,, وقوائم أخرى من الزوار الآخرين ولهم أهداف أخرى,.
** وفي الشرطة والحقوق المدنية أرتال من البشر لاتنتهي مشاكلهم مع شيء اسمه,, التقسيط.
** إلا ان الغريب في الأمر,, أن التقسيط يستسهله البعض عند الحصول عليه,, ولكن عندما يأتي التسديد,, تبدأ المراوغة وإعلان العجز,, أو على الاصح = إعلان التلاعب,, والاستهتار =.
** والمشكلة,, أن أكثر المراوغين والمتلاعبين والنصابين والهاربين من السداد,, هم من فئة,, المقتدرين الموسرين,, وإنما لجأوا إلى التقسيط من باب التلاعب.
** اما البسطاء والضعفاء، وأرباب الرواتب البسيطة,, فهم قد رتبوا أنفسهم على السداد,, ولذلك,, تجدهم ملتزمين بالسداد كل شهر.
** أما الموسر,, الذي جاء ليعبث ويلعب ويأكل حقوق الآخرين,, فهو الذي أعلن الرفض والتأخر عن السداد وقال اعملوا ما تريدون فالشرطة,, والحقوق,, والمحاكم,, امامكم,, وانا جاهز,, وتبون هالحين مشينا؟!! .
** هذا,, هو الحاصل بالفعل.
** وعموماً,, فإن تكاثر شركات ومؤسسات التقسيط في البلد,, مؤشر على ازدياد حجم المشاكل والنزاعات والخصومات في كل مكان,, كما انه مؤشر ايضاً,, على تحميل الناس فوق طاقتهم,, ودخولهم في دهاليز مظلمة من اللاقدرة.
** كما ان أكثر الباحثين عن سيارة بالتقسيط,, أو أرض بالتقسيط,, إنما هم يسعون للحصول على سيولة مادية فقط,, ويأخذون السيارة كمجرد ذريعة فقط.
** بل انك عندما تذهب للمعارض,, تجد عشرات السيارات,, من أبوغمارة وابوغمارتين نازل فيهن ثلاثة آلاف أو ألفين ريال وكلها سيارات من أناس أخذوها بالتقسيط,, وأرادوا التخلص منها على الفور,, وبوسعك ان تأخذ احداها,, أو أن تدفع كامل القيمة وتحصل على سيارة لا علاقة لها بالمديونيات.
** بقي ان تعرف ايضاً,, ان سوق التقسيط ينشط هذه الايام,, لأن البعض سيسافر,, وهو لايملك سيولة نقدية,, ولذا,, فهو يسعى للحصول على السيولة بأي ثمن لو اضطر للحصول على أبوغمارتين بسبعين الف ريال ثم باعه بأربعين ألفا.
** وتبقى القضية هنا - قضيتين,,
** الأولى,, قضية أولئك الذين يحصلون على التقسيط بالآلاف,, هل كانوا بالفعل,, يحتاجون إلى سيارة بالتقسيط,, وهل كانوا بالفعل,, مضطرين للدخول في هذا النفق المظلم؟!
** ثانياً,, ثم قضية المتهربين من السداد,, المتلاعبين بأموال الآخرين لماذا لايجد هؤلاء شدة,, وأسلوباً عملياً لإلزامهم بالسداد؟!
** لماذا لا نِكرِب الحبل,, ونبين طرف الخيزرانة لهؤلاء المتلاعبين,, أو ليس العصا,, لمن تلاعب,, واستهتر وعصى؟!!
** إن الزام هؤلاء بالسداد,, ووضع قيود صارمة عليهم,, سيقلل من الاقبال على التقسيط,, وسيريح الشرطة,, والمحاكم,, والحقوق المدنية,, وسيريح الكثير من البشر,.
عبد الرحمن بن سعد السماري