هناك أشياء كثيرة تعتبر في غاية الأهمية ولكنها للأسف لا تعطى الأهمية اللازمة من المسؤولين في إدارات الحاسب الآلي من أمثلة ذلك، عدم الاهتمام بوجود المقاييس المعايير ، عدم الاهتمام بالتوثيق للأعمال والبرامج، عدم الاهتمام بعمل خطط للطوارىء وتحديثها، عدم الاهتمام بالتدريب.
أولاً: عدم الاهتمام بالمعايير يعتبر وجود المعايير في غاية الأهمية ليس فقط في مجال تقنية المعلومات وفي إدارات الحاسب الآلي، بل في جميع المجالات, إن المقاييس هي الدليل الذي بناءً عليه تنفذ الأعمال، ويعتبر تقنين الأعمال والمهام في إدارات الحاسب الآلي شيئا ضروريا وذلك لكثرة تعقيدها واحتمال الوقوع في الخطأ أو عدم الوصول إلى الحلول المثلى، ومن ثم فستكون تكلفة تشغيل وصيانة تلك الأعمال والبرامج عالية, لهذا نرى أهمية وجود أنماط ومعايير تلزم المهندسين والفنيين والمبرمجين اتباعها والالتزام بتنفيذها, إذا كان وجود المعايير والمقاييس مهما في الدول المتقدمة فإنه بالنسبة لنا في هذا البلد يكون في غاية الأهمية حيث اننا لا نزال في مجال تقنية المعلومات نعتمد كثيرا على الخبرة الأجنبية الآتية من بلدان مختلفة ومن مدارس متعددة ولكل شيخ طريقته كما يقال, إن النسبة العظمى من تكاليف أنظمة الحاسب الآلي تأتي من صيانة تلك الأنظمة وما لم تكن الأعمال في إدارة الحاسب الآلي مقننة فإن صيانة البرامج والأنظمة ستكون في غاية الصعوبة وخصوصا في حال غياب كاتب ومصمم تلك البرامج والأنظمة.
إن الأهم من وجود المعايير والأنماط هو فرضها على الجميع وإلزامهم بتطبيقها وإلا ما الفائدة من وجودها؟ ومن المعروف لدى العاملين في إدارات الحاسب الآلي عدم رغبة الموظفين في اتباع المعايير وتفضيلهم اتباع الطرق التي تعودوا عليها في إداراتهم السابقة وكما أسلفنا فلكل طريقته الخاصة وأسلوبه في تنفيذ وكتابة البرامج والأنظمة، وما لم يلزم الجميع باتباع أسلوب ونمط موحد فإننا سنجد ألوان الطيف مجتمعة في النظام الواحد.
ثانيا: عدم الاهتمام بالتوثيق، لتوثيق علاقة وثيقة بوجود معايير ومقاييس حيث إن ذلك يسهل عملية التوثيق كما إن وجود التوثيق في بيئة يكثر فيها تنوع الخبرات من بلاد ومن مدارس شتى يعتبر في غاية الأهمية, ففي حالة رجوع أحد العاملين إلى بلده، فإن البرامج والأنظمة التي كتبها إذا لم تكن موثقة التوثيق الصحيح حسب المعايير والأنماط المفروضة من قبل إدارة الحاسب الآلي ستكون صيانتها في غاية الصعوبة إن لم تكن مستحيلة وستبدو تلك البرامج مثل الألغاز وذلك يعني استنزافا للموارد.
ثالثا: عدم الاهتمام بعمل خطط للطوارىء على الرغم من أهمية خطة الطوارىء لإدارات الحاسب الآلي إلا إنها من أكثر الأشياء إهمالا فهي في الغالب غير موجودة وإن وجدت فهي مهملة غير محدثة وقد يكون السبب وراء ذلك هو ندرة احتياجها والرجوع إليها, لقد تحدثنا عن هذا الموضوع في مقال سابق تحت عنوان مشكلة 2000 وخطة الطوارىء .
رابعا: عدم الاهتمام بالتدريب، تعتبر تقنية المعلومات من أكثر التقنيات والمجالات تغييرا، كما يعتبر العنصر البشري لأي منشأة من أهم العناصر الفعالة لتلك المنشأة إن لم يكن الأهم على الإطلاق، لهذا فإن الاستثمار في تدريب الموظف وجعله متابعا للمتغيرات في هذا المجال سيكون له العائد المحمود على المنشأة.
م/ مشبب محمد الشهري
الرياض - المستشفى العسكري
mmshahri* scs.org.sa