بعد أن أكدت عدد من شركات صناعة الهواتف المحمولة الجوال يدعمها عدد من التقارير والدراسات من مراكز علمية متخصصة في مختلف أنحاء العالم التي أكدت في مجملها الأضرار الكبيرة التي قد تصيب مستخدمي هذه الهواتف في حالة استخدامها مباشرة وبعد أن أصبح هذا الجوال لا غنى عنه في كل الأوقات للخدمة الكبيرة والنقلة الكبيرة التي أحدثها في عالم الاتصالات ومن واقع تجربة شخصية مريرة للآثار الجانبية للجوال ، كل هذه العوامل مكنت أحد الشباب السعودي من ابتكار سماعة صياغ وهي سماعة تحمي من أضرار الجوال بصفة كاملة وتساعد على التركيز أثناء المحادثة في السيارة,, حيث حصل بها على براءات اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالمملكة ومن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول العربية مما جعل عدداً من الشركات السعودية والعالمية تتنافس على شراء الاختراع وتسويقه وبالفعل تمكنت شركة الميس السعودية للتجارة الدولية من الفوز بالاختراع.
مخترع هذه السماعة صالح بن يوسف آل غضيه يحدثنا عن هذا الابتكار الذي أبهر به العالم فجاء حديثه مفصلاً كما يلي:
* ما هي قصة هذا الاختراع,, ولماذا سميته صياغ ؟
- ابتكاري ولله الحمد سماعة صياغ له قصة بدأت بعد انتشار خدمة الهاتف الجوال في بلادنا حيث بدأت أتابع شكاوى مستخدمي هذه الأجهزة من الآثار الجانبية مثل الصداع - آلام في الاذنين غثيان بعد اجراء اتصال طويل,, فقدان لجزء من الذاكرة,, وبعد ما تم نشره من تقارير من معاهد ومراكز علمية متخصصة حول تأكد اضرار الأشعة الكهرومغناطيسية والمجالات المغناطيسية من أجهزة الجوال يدعمها تأكيد عدد من شركات صناعة الجوال التي تحذر من أضرار هذه الأجهزة، بدأت في البحث عن تقنية تقضي على هذه الاشعاعات وتوفر الأمان لمستخدمي هذه الهواتف, وبعد معاناة شخصية من هذه الأجهزة زاد اصراري للبحث عن هذه الحلول,, حيث وفقني الله لابتكار سماعة صياغ والتي تحمي من اشعاعات وأضرار الهواتف الجوالة المحمولة ,, وأما السر في اسم صياغ فهو مكون من الأحرف الأولى لاسمي وهو صالح بن يوسف آل غضيه والذي أفتخر بكونه اختراعاً سعودياً لخدمة وطني والعالم أجمع.
* هل لنا في مزيد من الضوء على هذا الاختراع السعودي؟
- الاختراع هو عبارة عن سماعة تنقل صوت المكالمة بطريقة عبور الصوت مع انبوب ينطلق من جهاز الجوال إلى الأذن وبدون أي وسائل تساعد على نقل الأضرار والاشعاعات مثل الاسلاك الكهربائية أو أي أجزاء مغناطيسية أو الكترونية ويساعد على إبعاد جهاز الجوال عن الأذن والرأس بمسافة كافية وهي تساعد أيضاً على التركيز أثناء قيادة السيارة أثناء الاتصال مع تنقية وفلترة للصوت وهي مناسبة للاستخدام في المنزل والمكتب والسيارة وحتى في أماكن بها أصوات عالية وضجيج.
* ولكن هل وجدت صعوبات في الوصول لهذا الابتكار,,؟
- كل ابتكار واختراع في العالم يبدأ بفكرة وقد بدأت بفكرة صغيرة وبأكواب البلاستيك ونماذج بسيطة واستمرت تجاربي لفترة طويلة وبعد محاولات مضنية وقضاء وقت طويل قمت فيه بانفاق مبالغ كبيرة لهذه التجارب توصلت لابتكار سماعة صياغ الجيل الأول بعد أن قمت باجراء تجارب شخصية عليها وعلى عدد من الأخوة المتطوعين والذين كانوا يعانون من استخدام الجوالات وبعدما أكدوا لي شعورهم بالراحة والأمان بعد استخدامهم لسماعة صياغ شجعوني لتسجيل براءة اختراع لها حيث قمت باستخراج براءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ثم قمت بتسجيله بعدد من دول الخليج العربي وأكاديمية البحث العلمي بمصر ثم الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي.
* وهل قمت بتطوير الجيل الأول من سماعة صياغ ؟
- نعم تمكنت بفضل الله من تطوير هذا الابتكار ورغم ان الفكرة لم تتغير ولكن قمنا بتطوير الشكل وذلك بعد كثرة الطلب على السماعة من جميع شرائح المجتمع وشعورهم بالراحة حيث قمنا بانتاج سماعة صياغ الجيل الثاني والتي تركب على جميع أجهزة الجوال في العالم وهي ميزة لا يوجد لها مثيل وهي الموجودة في الأسواق حالياً.
* ولكن,, كيف تمكنت من تمويل صناعة هذه السماعة وتسويقها,,؟
- في الحقيقة بعد أن تناقلت عدد من وسائل الاعلام السعودية والعربية هذا الابتكار تلقيت عروضاً من شركات سعودية وأجنبية لتمويل الاختراع والحصول على امتياز لتسويقه وبعد دراسة متأنية لهذه العروض قررت قبول عرض شركة الميس للتجارة الدولية وهي شركة سعودية ترعى وتهتم بالاختراعات للشباب السعودي وسوف يتم من خلالها طرح ابتكارات أخرى.
* هل يعني هذا أن هناك ابتكارات جديدة لكم سنشاهدها في الأسواق؟
في الحقيقة نحن من عائلة تهتم بالابتكارات والاختراعات وقد ولدت في مدينة بريدة ونشأت في أسرة تهوى هذه الابتكارات حتى والدي حفظه الله وقد قمت بفضل الله حتى الآن بابتكار 25 ابتكاراً منها,, لي صياغ للمكنسة الكهربائية مطور وجهاز مانع للبنشر وأجهزة للزراعة وفي المنزل والطائرة وللتدفئة وشواية بدون أدخنة وبدائل لعيون القطط في الطرق الطويلة وغيرها وسوف يتم من خلال شركة الميس تطويرها وتسويقها ان شاء الله.
* ما مدى دعم الجهات الحكومية والأهلية لابتكاراتك,,؟
- حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله وفرت لنا جميع مقومات التفوق والنجاح من خلال التعليم بجميع مراحله وقد دعمني وشجعني صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وكانت عبارات سموه وتشجيعه لي الوقود الذي دفعني لاكمال هذا الابتكار فالشكر لله ثم لكل من شجعني ودفعني لاكمال مسيرة النجاح.
كما أشكر وسائل الاعلام من صحف وتلفزيون واذاعة التي اهتمت بهذا الاختراع,, وبهذه المناسبة ادعو الشباب السعودي للابتكار والاستمرار في البحث حتى يصل لاهدافه فالنجاح لا يأتي الا بعد معاناة وصبر وأنا مستعد لدعم وتشجيع ومساعدة كل شاب في أي مجال استطيع ان أخدمه فيه.
من جهته أكد عدد من خبراء الاتصالات أضرار استخدام أجهزة الجوال مباشرة حيث قال المهندس سليم أحمد ان أجهزة الجوال تصدر اشعاعات تأكد خطرها على جسم الانسان ويجب استخدام سماعات لإبعاد جهاز الجوال عن الاذن والرأس ويتفق معه الدكتور حمدي رأفت طبيب أنف وأذن وحنجرة في اخطار أجهزة الجوال على الاذن في حالة الاستخدام الطويل.
كما عبر عدد من المواطنين الذين استخدموا سماعة صياغ عن شعورهم بالراحة بعد استخدامها حيث قال عبدالله الحسني وعبدالعزيز عبدالوهاب أنهم شعروا بالراحة بعد استخدام سماعة صياغ بعد ان كانوا يعانون من آلام وطنين في الاذن.
الأستاذ مدحت محمد منصور المدير المالي لشركة الميس للتجارة الدولية وهي الشركة السعودية التي تقوم بتصنيع سماعة صياغ وتسويقها قال إننا في شركتنا وبتوجيه من سعادة رئيس مجلس ادارة الشركة ندعم الكفاءات السعودية للابتكار مؤكداً ان السماعة الجديدة صياغ سوف تكون في الأسواق خلال الاسبوع القادم إن شاء الله.
|